الثلاثاء 14 مايو 2024

تعليقا على تطبيق العمرة البديلة .. «الإفتاء» تحذر من سماسرة التلاعب باسم الدين

دار الإفتاء

سيدتي5-9-2023 | 16:57

فاطمة الحسيني

أثار إعلان عن تطبيق إلكتروني يقدم خدمة إقامة العمرة نيابة عن الغير مقابل مبلغ مالي، جدلاً واسعاً في الأوساط الاجتماعية، خاصة النساء، حول صحة هذه الخدمة وشروطها وآثارها،  وهل يجوز في حالة المرض أن توكل أحد بدلاً منها للقيام بالعمرة.

وفي هذا الصدد، أصدرت دار الإفتاء المصرية بياناً عبر صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك"، حذرت فيه من سماسرة التلاعب باسم الدين، وأوضحت أنَّ الله تعالى شرع العبادات لمقاصد كبرى، منها تقريبُ العباد إليه سبحانه وتهذيبُ النفسِ البشرية.

وقالت دار الإفتاء في بيانها: "من المقرَّر أنَّ الله عزَّ وجلَّ قد شرع العبادات من فرائض ونوافل لمقاصد كبرى، منها تقريبُ العباد إليه سبحانه وتعالى، وتهذيب النفس البشرية. ولا بدَّ للإنسان أن يستحضر تلك المقاصد والمعاني أثناء عبادته وتوجُّهه إلى ربه -جل وعلا-، ومن باب التيسير على الأفراد، وبخاصة المرضى وأصحاب الأعذار، نجد أنَّ الشريعة قد أجازت الإنابة في أداء بعض العبادات بشروطٍ معينة. وإذا كنَّا نجد في بعض المذاهب الفقهية جواز الاستئجار على أداء بعض العبادات كالحج والعمرة، فإنَّ الفقهاء كانوا يتكلمون عن حالات فردية لم تتحول إلى ظاهرة، وكذلك لم تتحول إلى وظيفة أو تجارة للبعض يتربَّحون منها، ولم نجد على طول السنين الماضية من تفرَّغ لأداء هذه العبادات مقابل أجر، فضلًا عن أن يصبح وسيطًا (سمسارًا) بين الراغب في العمرة -مثلًا- وبين من سيؤديها عنه، فإن من الأمور اللازمة في الإنابة أن يختار الشخص الصالح الموثوق بأمانته، ولا يتساهل فيجعل عبادته بِيَد من لا يعرف حاله، وهذا لا يحصل بالطبع إذا كان التعامل عبر تطبيقات أو وسطاء كل شغلهم واهتمامهم تحقيق الربح، فهذا مما لا يليق مع شعائر الدين التي قال الله تعالى عنها في كتابه الكريم: {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32]".

وتابعت: "ما حدث من استهجان واستنكار من عموم الناس لمثل هذه الأفكار المستحدثة لهو دليل على وعي الجمهور ورفضهم لتحويل الشعائر والعبادات إلى وظيفة أو مهنة تؤدَّى بلا روح أو استحضار خشوع، هذا الوعي الجماهيري هو جدار الوقاية الأول للمجتمعات في مواجهة كل ما هو مُستنكَر وخارج عن المألوف."

Dr.Radwa
Egypt Air