الجمعة 17 مايو 2024

أخصائية الإرشاد الأسري: لا يوجد تضحيات في الحدود والواجبات بين الشريكين

الدكتورة نورا رؤوف أخصائية الصحة النفسية

سيدتي7-9-2023 | 11:32

فاطمة الحسيني

تشعر بعض النساء أن الحب لشريك الحياة يتطلب الكثير من التضحيات والتفاني من أجل إسعاده ورضاه، مما يجعلهن يضعن احتياجاته ومتطلباته قبل احتياجاتهن الشخصية والعاطفية، الأمر الذي جعلنا نتساءل هل التفاني والتضحية في العلاقة العاطفية سبباً رئيسياً لإنجاح العلاقة أم انهيارها؟، وهل هناك حدود للتضحية والتنازل من أجل كل طرف؟.....

تقول الدكتورة نورا رؤوف أخصائية الصحة النفسية والإرشاد الأسري، لا يوجد تفاني وتضحية في العلاقة العاطفية، وذلك لأن الحب الحقيقي يقوم على قيام كل طرف تلقائياً بفعل ما يسعد الآخر ويشعره بالأمان والثقة والفرح، دون أن يسميه تضحية أو تفاني، وذلك لأن تلك المسميات تعطي الحق لكل شريك أن يحاسب الآخر على ما بذل من تضحيات من أجله.

وأضافت أخصائية الصحة النفسية، أن علاقة الحب الناجحة لابد أن تقوم على المشاركة والإعجاب والثقة، في بداية الأمر، ثم بعض الزواج يكون هناك بعض التنازلات المشتركة بين الطرفيين، لإنجاح العلاقة بينهما، ولكن أن لا تكون تلك التضحيات في الحدود والواجبات لكلا الزوجيين، حتى لا تؤخذ كأمر مسلم به وتستباح حقوق الطرف المتفاني، عن طريق استعداد أحدهما بالتنازل عن جزء من كرامته أو القيم الشخصية من أجل الحب، على أمل تحقيق سعادة أكبر في المستقبل.

وأكدت على ضرورة التوازن بين الحب والكرامة، ووجود الحدود الصحية، لأن التنازل عن الكرامة أمرًا غير مستدام وقد يؤدي إلى تدهور العلاقة وانهيارها أو وجود تأثير سلبي على الصحة النفسية، وأن تكون بعض التضحيات جزءًا طبيعيًا من العلاقات، وتأتي في إطار التفاهم والتعاون المتبادل، دون التخلي عن كل شيء، ولكن من أجل السعي لتحقيق سعادة وازدهار الآخر، والراحة النفسية بين الطرفين، ووجود التسامح والغفران والمساندة من دون أي مقابل، لأن الحب عطاء ولا يشتمل على  التضحية والإيثار.