أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن تقديره لجهود إندونيسيا ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في الدفاع عن أزمة المناخ، والتنمية المستدامة، ومنع انتشار الأسلحة النووية ونزع السلاح.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي لجوتيريش اليوم الخميسعلى هامش مشاركته في قمة الآسيان المنعقدة في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، حسبما أورد الموقع الرسمي لمنظمة الأمم المتحدة.
وقال جوتيريش: "يسعدني أن أعود إلى إندونيسيا وأن أشارك في اجتماع القمة الثالث عشر لرابطة أمم جنوب شرق آسيا والأمم المتحدة، وسنركز على نطاق واسع من القضايا، بدءا من تعاوننا مع الآسيان إلى الاهتمامات الإقليمية والتحديات العالمية.
وأعرب عن امتنانه الشديد لقوات حفظ السلام التي يزيد عددها عن خمسة آلاف جندي من إندونيسيا والدول الأعضاء الأخرى في رابطة الآسيان الذين يخدمون في جميع أنحاء العالم.
وأضاف: "أن عالمنا على شفا نقطة الانهيار بسبب سلسلة من الأزمات: من حالة الطوارئ المناخية المتفاقمة وتصاعد الحروب والصراعات إلى تزايد الفقر واتساع فجوة عدم المساواة وتصاعد التوترات الجيو سياسية، هناك خطر حقيقي يتمثل في تفتيت صدع كبير بالأنظمة الاقتصادية والمالية العالمية؛ مع استراتيجيات متباينة بشأن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وأطر أمنية متضاربة".
وأشاد جوتيريش برابطة الآسيان والدول الأعضاء فيها للدور الحيوي الذي تلعبه في بناء جسور التفاهم، مشيرا إلى أن الرابطة كانت عاملا مهما للوحدة في عالمين منقسمين ، ونحن في حاجة إلى هذا أكثر من أي وقت مضى، في عالم أصبح متعدد الأقطاب على نحو متزايد ويتطلب مؤسسات قوية متعددة الأطراف لتواكب ذلك على أساس من العدالة والتضامن والعالمية.
كما أشاد الأمين العام بالدور البناء الذي تلعبه رابطة الآسيان في العمل على نزع فتيل التوتر من بحر الصين الجنوبي إلى شبه الجزيرة الكورية من خلال إعطاء الأولوية للحوار وتعزيز احترام القانون الدولي.
وأكد أنه لا يزال يشعر بقلق عميق إزاء تدهور الوضع السياسي والإنساني وحالة حقوق الإنسان في ميانمار، بما في ذلك ولاية راخين، ومحنة العدد الهائل من اللاجئين الذين يعيشون في ظروف يائسة.
ورحب جوتيريش بالنهج المبدئي الذي تبنته رابطة دول جنوب شرق آسيا في التعامل مع توافق الآراء المؤلف من خمس نقاط، وحث كافة الدول على الاستمرار في السعي إلى وضع استراتيجية موحدة في التعامل مع ميانمار.
كما شدد جوتيريش على وجود حاجة ماسة إلى المزيد من التعاون على الجبهات المناخية، مضيفا: "لقد علمنا للتو أن شهور يونيو ويوليو وأغسطس الماضية، كانت رسميا فترة الأشهر الثلاثة الأكثر سخونة على الإطلاق".
وقال: "لقد عانى كوكبنا من صيف الغليان، وهو الصيف الأكثر سخونة على الإطلاق ، يجب على القادة أن يكثفوا جهودهم الآن من أجل إيجاد حلول للمناخ ،لا يزال بوسعنا أن نتجنب أسوأ ما في الفوضى المناخية، ولكن الوقت ينفد، وليس لدينا لحظة لنضيعها".
وأشار جوتيريش إلى أنه وجه دعوة إلى إبرام ميثاق للتضامن المناخي يشارك فيه جميع كبار المسؤولين عن الانبعاثات، وهم دول مجموعة العشرين التي سيلتقي بها اعتبارا من الغد فصاعدا".
واستطرد قائلا "لقد دعوت جميع الدول الكبرى المصدرة للانبعاثات إلى بذل جهود إضافية لخفض الانبعاثات مع قيام الدول الأكثر ثراء بتعبئة الموارد المالية والتقنية لدعم الاقتصادات الناشئة، وقدمت خطة لتعزيز جهودنا: ما يسمى بأجندة التسريع، التي تدعو الدول المتقدمة إلى بذل المزيد من الجهود لخفض الانبعاثات ، ويتعين على الدول أن تصل إلى صافي الصفر في أقرب وقت ممكن من عام 2040، والاقتصادات الناشئة في أقرب وقت ممكن من عام 2050".
وأشاد جوتيريش بالدول الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا، مثل إندونيسيا وفيتنام، التي تعتبر رائدة في شراكات التحول العادل للطاقة، وهي أداة بالغة الأهمية لخفض الانبعاثات، وتعزيز مصادر الطاقة المتجددة، وتنمية الاقتصاد الأخضر.
وأكد أن هناك حاجة إلى قدر أكبر من الطموح في جميع المجالات، إلى جانب قدر أكبر من الدعم والموارد ، وفي الوقت نفسه، للتعامل مع التفاوتات المتزايدة والتعامل مع العمل المناخي، نحتاج إلى إصلاح الهيكل المالي العالمي، وجعله ممثلا حقيقيا للواقع الاقتصادي والسياسي اليوم، وأكثر استجابة لاحتياجات الدول النامية.
وأضاف أنه وفي كل هذه الجهود وأكثر، تستطيع رابطة الآسيان أن تشكل قدوة للعالم، باعتبارها قوة اقتصادية خضراء عالمية ورائدة في تحول الطاقة المستدام والعادل والشامل والمنصف.
وقال جوتيريش إن الأمم المتحدة تفخر بكونها شريكة رابطة آسيان في ترجمة هذه الرؤية إلى واقع لجميع المواطنين في كل أنحاء جنوب شرق آسيا.