شهد الأسبوع الحالي نشاطا كبيرا للرئيس عبد الفتاح السيسي، تضمن متابعة المشروعات الداخلية واستقبال عدد من المسئولين من الدول الصديقة بجانب افتتاح المؤتمر العالمي للصحة والسكان.
التنمية الشاملة بشمال سيناء
واستهل الرئيس السيسي نشاطه هذا الأسبوع بعقد اجتماع تناول متابعة الموقف التنفيذي لجهود التنمية الشاملة بمحافظة شمال سيناء، حيث وجه السيد الرئيس بأن تهدف هذه الجهود إلى صياغة مسار تنموي متطور ومتكامل، يتسق مع أهمية وخصوصية المكانة الفريدة لسيناء، ويتناغم مع جهود الدولة المماثلة في كل ربوع مصر، وذلك بتكاتف جميع وزارات وهيئات الدولة.
واطلع على الإجراءات والجهود الكبيرة التي بُذلت في سيناء على مدار السنوات السابقة من أجل استعادة الأمن والاستقرار، بما يمهد الطريق لتنفيذ الرؤية التنموية للدولة والعديد من المشروعات القومية في سيناء، بهدف توفير الحياة الكريمة ومستوى المعيشة اللائق لأهالي سيناء.
شركة إيني
والأحد الماضي، استقبل الرئيس السيسي "كلاوديو ديسكالزي" الرئيس التنفيذي لشركة إيني الإيطالية، وعددًا من كبار مسئولي الشركة، وذلك بحضور المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية.
وثمن الرئيس خلال اللقاء العلاقات المصرية الإيطالية المتميزة، والشراكة الممتدة مع شركة "إيني"، وما تنفذه الشركة من أنشطة متعددة في مصر وفقًا لأعلى المعايير العالمية، معربًا عن التطلع لمواصلة التعاون المثمر بين مصر والشركة في مجالات البحث والاستكشاف والتنمية والإنتاج، بهدف تحقيق الاستغلال الأمثل لموارد مصر من قطاع الطاقة، وتعزيز النجاحات الكبيرة التي تحققت في هذا الصدد خلال السنوات القليلة الماضية.
كما استعرض رئيس الشركة الإيطالية خطط البحث والاستكشاف المقبلة التي ستقوم بها الشركة، وأنشطة عمليات التنمية التي ستمكن إيني من الحفاظ على معدلات إنتاج كبيرة من الحقول. وأشار كذلك إلى التقدم الذي تحقق في مشروعات كفاءة الطاقة والاستدامة، المتعلقة بالتحول في الطاقة، وفقًا لمذكرة التفاهم التي تم توقيعها في مارس ٢٠٢٣.
الرئيس الكيني
وتلقى الرئيس السيسي اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الكيني "ويليام روتو"، وأكد الرئيس الكيني خلال الاتصال الأهمية الخاصة التي يوليــها للتشاور مع السيد الرئيس، في ضوء العلاقات الثنائية المتميزة التي تربط مصر بشقيقتها كينيا، مشيدًا في هذا الصدد بدور مصر الفاعل على المستوى القاري، ومنوهًا إلى حرص كينيا على تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، لاسيما الاستثمار والتبادل التجاري.
وتباحث الرئيسان حول تطورات عدد من القضايا الإقليمية والملفات المتعلقة بالاتحاد الأفريقي، حيث أعرب الرئيسان عن التطلع لمواصلة التنسيق المشترك بشأن سبل مواجهة التحديات المختلفة، وما يتصل بقضايا الأمن والتنمية في القارة الأفريقية.
مشروعات جهاز الخدمة الوطنية
والإثنين الماضي، عقد الرئيس السيسي اجتماعًا مع اللواء أركان حرب وليد أبو المجد مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، واللواء أحمد العزازي رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، واللواء طبيب إسلام عطية رئيس الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية.
حيث تم عرض الموقف التنفيذي لعدد من مشروعات جهاز الخدمة الوطنية، لاسيما في مجال تنمية الثروة السمكية، والتي تهدف إلى زيادة نسب الاكتفاء الذاتي، بالإضافة إلى توفير المزيد من فرص العمل، وذلك في إطار جهود تحقيق الأمن الغذائي للمواطنين، ودفع عملية التنمية الشاملة على مختلف المحاور بالدولة.
مدينة العدالة
وعقد الرئيس السيسي اجتماعا مع المستشار عمر مروان وزير العدل، واللواء أحمد العزازي رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، تناول متابعة الموقف التنفيذي لعدد من المشروعات التابعة لوزارة العدل، خاصةً مدينة العدالة بالعاصمة الإدارية الجديدة، التي ستضم مجمعًا مركزيًا للمحاكم ومركزًا للدراسات، وغيرها من المنشآت الخدمية المختلفة.
ووجه الرئيس بالحرص على أن يتكامل إنشاء مدينة العدالة مع الجهود الحالية للتطوير الشامل لمنظومة التقاضي بالدولة، خاصةً من خلال تعزيز الكوادر البشرية والكفاءات الفنية القضائية، وكذا تطوير الجانب التقني والتكنولوجي بمنظومة عمل المحاكم على مستوى الجمهورية.
افتتاح المؤتمر العالمي للصحة
وشهد الرئيس السيسي افتتاح المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية ٢٠٢٣، وخلال المؤتمر حذر من المخاطر، التي تسببها الزيادة السكانية في مصر وإفريقيا والعالم، وقال: «إن الزيادة السكانية من أخطر القضايا التي تواجه مصر، وإن عدد سكان إفريقيا سيصل إلى نحو 1٫6 مليار نسمة خلال سنوات قليلة، ورغم مواردها الكبيرة، فإنها ستكون غير كافية مستقبلا».
وأشار الرئيس السيسى إلى أن مصر يبلغ تعداد سكانها 105 ملايين نسمة، بالإضافة إلى 9 ملايين ضيوفا على الدولة، لافتا إلى أنه لا يمكن تحقيق منظومة جيدة للتعليم بتكاليف مرتفعة، في ظل الحجم الضخم من السكان والموارد القليلة. وأوضح أن مصر حدثت بها عدة حروب كانت تكلفتها وعبؤها ضخمين جدا، مبينا أن النمو السكاني مشكلة كبيرة.
وقال الرئيس: «إن الإنجاب حرية كاملة، ولكن إذا لم يتم تنظيم هذه الحرية، فقد تتسبب في كارثة، لافتا إلى أن معدل الإنجاب الكلى بلغت نسبته 2.1 % وقال: «سبق أن تحدثت عن الحاجة إلى أن نخفض نسبة معدل الإنجاب إلى 1.5 % من أجل تعويض العجز خلال عشرات السنين الماضية، ليتم السماح، بعدها، للنمو بأن يكون بنسبة أكبر، ونوه الرئيس بأن حالة الاستقرار والأمن جزء مهم وأصيل في تطوير وتنمية الدولة، ومن العناصر المهمة في معالجة النمو السكاني.
استقبال وزير خارجية اليابان
واستقبل الرئيس السيسي "يوشيماسا هاياشي" وزير خارجية اليابان، تناول اللقاء عددًا من الملفات ذات الصلة بالتعاون الثنائي في مختلف المجالات، حيث أعرب الرئيس عن حرص مصر على تعزيز التعاون بين البلدين في مجال التعليم، في ضوء الاهتمام بالاستفادة من التجربة اليابانية المميزة في هذا الصدد، وخاصة ما يتعلق ببناء الشخصية الإنسانية المتميزة على جميع المستويات. كما تطرق اللقاء إلى مختلف أبعاد التعاون الجاري في الطاقة والنقل والتكنولوجيا، بالإضافة إلى المتحف المصري الكبير الذي يعد الأيقونة الكبرى للتعاون الحضاري والثقافي بين البلدين الصديقين.
وشهد اللقاء نقاشًا بشأن قضايا السلم والأمن الدوليين، لاسيما الأزمة الروسية الأوكرانية وتداعياتها السلبية على الوضع الاقتصادي العالمي وأزمتي الطاقة والغذاء. كما تمت مناقشة عدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث أعرب وزير الخارجية الياباني في هذا الإطار عن دعم بلاده للجهود المصرية الحثيثة لتسوية الأزمات القائمة في المنطقة، وتوافقت وجهات النظر إزاء أولوية الحلول السياسية والحوار السلمي، والحفاظ على وحدة وتماسك الدول، بما يصون مقدرات شعوبها ودعائم مستقبلها.
كما تم التوافق بشأن ضرورة العمل على التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يحقق السلام الدائم في المنطقة، وأكد الرئيس موقف مصر بشأن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق المرجعيات الدولية، بما يحقق مصالح جميع شعوب المنطقة في السلام والأمن والتنمية.
المنطقة الاقتصادية لقناة السويس
واجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وتناول استعراض النشاط الاستثماري في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، حيث اطلع السيد الرئيس في هذا الإطار على الموقف التنفيذي للمشروعات الاستثمارية وجهود تعزيزها من خلال المناطق الصناعية المختلفة الجاري إنشاؤها وتشغيلها في المنطقة بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية، فضلاً عن مختلف القطاعات الصناعية المستهدفة، ومن بينها قطاعات الدواء، ومستلزمات صناعة السيارات، والصناعات الكهربائية والهندسية، بالإضافة إلى جهود توطين مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة والوقود الأخضر، لاسيما في ضوء نجاح عملية تموين سفينة حاويات بالميثانول الأخضر بميناء شرق بورسعيد، للمرة الأولى في مصر وأفريقيا والشرق الأوسط، في إطار تعميق الاستفادة من الموانئ المصرية وتحويلها لمركز إقليمي لتموين السفن بالوقود التقليدي أو الأخضر، وتوطين صناعة الوقود الأخضر والصناعات المغذية والمكملة له.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه بمواصلة العمل على جذب الاستثمارات الأجنبية إلى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، خاصةً التي تهدف إلى اكتساب التكنولوجيا الحديثة وامتلاك القدرة الصناعية وتوفير فرص العمل، وبما يعظم القيمة المضافة من الموانئ البحرية المصرية على البحرين الأحمر والمتوسط، في إطار خطة الدولة لتعزيز وضعية مصر كمركز صناعي وتجاري ولوجستي إقليمي، على النحو الذي يدعم جهود تحقيق التنمية الشاملة على مستوى الجمهورية.