الجمعة 10 مايو 2024

10 سنوات على إطلاقها.. الحزام والطريق مبادرة التنمية وتعزيز التكامل الاقتصادي (ندوة)

اللواء طارق نصير

أخبار9-9-2023 | 22:59

محمد حبيب

 اللواء طارق نصير: مبادرة الحزام والطريق تعمل على بناء شبكة تجارة تربط آسيا بأوروبا وإفريقيا

 الوزير المفوض بسفارة الصين: 150 دولة تشارك في مبادرة الحزام والطريق

وزير الخارجية الأسبق: تعزيز التعاون بين مصر والصين يشمل كل المجالات

قال اللواء طارق نصير، رئيس المنتدى العالمي للدراسات المستقبلية، إن الدائرة المستديرة المنعقدة اليوم السبت، للاحتفال مع الأصدقاء الصينيين بمرور عقد على انطلاق مبادرة الحزام والطريق.

ورحب اللواء طارق نصير، في بداية كلمته في المائدة المستديرة التي نظمها المنتدى العالمي للدراسات المستقبلية، بعنوان «الحزام والطريق..عقد من الانطلاق.. الفرص والتحديات»، اليوم السبت، بالحضور كافة، وبالوزير المفوض بسفارة الصين بالقاهرة، تشانغ تشاويانغ، الذى جاء ممثلًا للسفير الذى كان حريصا - من خلال تواصلي المباشر معه، على الحضور والمشاركة، مشيرًا إلى أن ارتباطه بمرافقة وفد صيني يزور مصر خلال هذه الفترة، حال دون أن يمكنه من الحضور والمشاركة، كما رحب اللواء طارق نصير بحضور السفير محمد العرابي وزير الخارجية المصري الأسبق ورئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية والرئيس الأسبق للجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب.

وأكد «نصير» أن الصين تحتفل اليوم، بمبادرتها العالمية التي أطلقها الرئيس الصينى شى جين بينغ عام 2013، وهى مبادرة الحزام والطريق، تلك المبادرة التي هدفت في المقام الأول إلى تحقيق التنمية الشاملة لأعضائها، من خلال العمل على بناء شبكة تجارة وبنية تحتية، تربط آسيا بأوروبا وإفريقيا على طول طرق تجارة طريق الحرير القديمة، سعيًا الى تحقيق تنمية وازدهار للجميع، حيث تقوم هذه المبادرة على أربعة مفاهيم رئيسية، وهي: "السلام والتعاون - الانفتاح والتسامح- المنفعة المتبادلة والكسب المشترك - التعلم المتبادل والاستفادة المتبادلة".

وقال اللواء طارق نصير، إن المبادرة على مدار العشر سنوات الماضية، نجحت في تحقيق إنجازات عدة، ويكفي أن التدليل على عالمية هذه المبادرة وإنجازاتها بالنظر إلى مؤشر إحصائي مهم، وهو نجاح الصين في إبرام أكثر من 200 وثيقة تعاون بشأن البناء المشترك مع 152 دولة و32 منظمة، شملت هذه الوثائق التعاون في مختلف المجالات؛ سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا وتنمويًا وأمنيًا وإعلاميًا.

وأشار اللواء طارق نصير، إلى أن ما حققته المبادرة حتى اليوم بعد مرور عقد من الانطلاق لا تزال تحمل في طياتها العديد من الخطط والسياسات والإجراءات الهادفة إلى تعزيز التكامل العالمي، وصولًا إلى تاريخ الانتهاء المخطط لها وهو عام 2049 والذي سيتزامن مع الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية.

وأضاف أن العالم العربي يمثل محورًا مهما في نجاح هذه المبادرة، وهو ما حرصت عليه الصين من خلال تعزيز علاقاتها مع دول المنطقة، ولفت إلى أن الجميع يتذكر وثيقة الصين الصادرة عام 2016 بشأن تحديد محاور سياستها تجاه الدول العربية، وكذلك مخرجات القمة العربية الصينية في المملكة العربية السعودية العام الماضي (ديسمبر 2022).

وأوضح أنه في القلب من محورية العالم العربي، تأتى مصر ودورها، مشيرًا إلى أنه يصادف هذا العام الاحتفال بالذكرى السنوية الـ 67 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وأنه على مدار هذه العقود جمع البلدان علاقات وثيقة وتعاون واسع المدى في مختلف المجالات، مثل النقل والاتصالات والتعدين وصناعة النسيج وتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي، وعلوم الفضاء، والمدن الذكية، والطاقة الجديدة والمتجددة والتعليم العالي، وقد أسفر التعاون العملي في مختلف المجالات عن نتائج مثمرة بين البلدين.

واسترسل، اللواء طارق نصير، أنه كان في زيارة مؤخرًا إلى الصين ضمن وفد البرلمان العربي، مؤكدًا أنهم شعروا بالانبهار بحجم التكنولوجيا الحديثة التي تشهدها الصين،

وتابع «نصير» أنهم زاروا العديد من شركات الطاقة الشمسية التي تعمل بألواح من الجانبين لتوليد الكهرباء، مشيرًا إلى أنه لابد أن يدخل المستثمرين في مثل هذه المشاريع العملاقة لعمل مثلا مدينة خضراء بدون انبعاثات وإقامة مثل هذه المشاريع داخل مصر، موضحاً أن الصين مرت برحلة كفاح صعبة حتى وصلت لهذا المستوى من التقدم.

 
وفي ختام كلمته، قال اللواء طارق نصير، إن المنتدى العالمي للدراسات المستقبلية يُعد المنتدى الفكري المصري الأول من نوعه الذي يُولى الشئون الصينية اهتماما بحثيا بشكل مختلف من خلال تبنى عدة مسارات للعمل البحثي، كان أبرزها إصدار تقرير سنوي يحمل عنوان "الصين في عام" وقد صدر العددان الأول والثاني منه، والآن في إطار إعداد العدد الثالث.

ومن جانبه، قال "تشانغ تشاويانغ" الوزير المفوض بسفارة الصين بالقاهرة، إن الحزام والطريق يتكون من أكثر من 150 دولة وهى مبادرة حيوية، مضيفًا أن دول كثيرة تستفيد من هذه المبادرة، وهناك منتدى في بكين في أكتوبر المقبل لاستعراض نتائج المبادرة خلال العشر سنوات الماضية، وما سوف تحققه المبادرة في المستقبل، لافتًا إلى أن هناك مشاريع كثيرة للتعاون بين الصين ومصر مثل الطاقة الجديدة والزراعة والصناعة، فضلًا عن التعاون الثقافي والتعليمي وفي المستقبل جهود أكثر لتعلم اللغه الصينيه في مصر.

وتابع أن هناك أكثر من 100 فعالية ثقافية بين البلدين، فيما يوجد 12 مدرسه في مصر لتعليم اللغه الصينيه، موضحًا أن الصين أقامت العديد من فعاليات المسؤلية الاجتماعية، مثل معارض التوظيف في الشركات الصينية، وتعاون في توزيع سلع ومنتجات غذائية في شهر رمضان، قائلًا على حد تعبيره أن السفر بين البلدين عاد بشكل طبيعي.

وأضاف «تشانغ تشاويانغ»  أن الصين أمدت مصر بقمر صناعي جديد يساعدها في المجالات العلمية، فضلًا عن التعاون في مجالات الطاقة، لافتًا إلى أنه تم إقامة 17 علاقة تؤامة بين البلدين.

 وأوضح أن «تشانغ تشاويانغ» أن الحدث الأول والأخير لمبادرة "الحزام والطريق" هو استعادة الخير للعالم كله، والعمل سويا على توسعة هذا الطريق بما يعود بالخير للشعوب والبشرية.

وأشار الوزير المفوض بسفارة الصين بالقاهرة، إلى أن هناك تعاون كبير بين الصين ومصر، موضحًا أن المنتجات الزراعية المصرية دخلت إلى الصين مثل البرتقال والعنب والتمر والرمان. 

وخلال كلمتة، الوزير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق ورئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، قال إن هناك قاسم مشترك بين مصر والصين، وهو أن الصين استشعرت مسؤولياتها نحو العالم وتبنت مبادرات للتنمية ومنها طريق الحزام والطريق.

وتابع أن وجود الصين عضو في مجلس الأمن، يجعلها تعمل على الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، وذلك من خلال السلام من أجل تحقيق التنمية في دول العالم، موضحًا أن الصين أدركت أن الاقتصاد العالمي متشابك، والاقتصاد الدولي متكامل، وبالتالي الصين نموذج جيد للتعامل مع دول العالم من خلال التنمية.

وأكد الوزير محمد العرابي، أن استراتيجية مصر تقوم على 3 أعمدة هي السلام والاستقرار والتنمية، وبالتالي التلاقي بين الصين ومصر يرشحهما ليكونا قوة كبيرة في القارة الأفريقية، موضحًا أن هناك تنافس كبير من الدول الكبرى داخل القارة الأفريقية بما فيها التنافس العسكري، لكن الصين لا تعتمد على هذا النمط العسكري ولا التدخل في شؤون الدول الأفريقية، حيث تعتمد الصين فقط على التنمية وعمل المشروعات التنموية للدول الأفريقية.

وأضاف «العرابي» أن هناك تنافس أيضًا بين الصين والولايات المتحدة في آسيا، مشيرًا إلى أن الصين دعمت مصر للإنضمام لتجمع البريكس، كما أنها لاعب رئيسى فى تجمع العشرين، لافتاً إلى أن التعاون المصري الصيني نموذج فريد.

وتابع أن استقرار مصر هو المفتاح الذي يجذب الاستثمارات الأجنبية، مضيفًا أن مبادرة الحزام والطريق هى مبادرة تنموية لا تحمل شبهات هيمنة أو تدخل في شؤون الدول.

وتوقع العرابي المزيد من التعاون بين مصر والصين خلال الفترة القادمة خاصة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ومشروعات البنية والانشاءات، والتعاون معًا في الدول الأفريقية لدفع التنمية بهذه الدول، مبررًا أن الصين لديها إمكانيات واسعة لتقديم نموذج للدول المتقدمة.

وفي ختام كلمته، قال السفير محمد العرابي، إن الصين دولة واثقة تصل إلى ما تصبو إليه ولو بعد حين، وقرار التعاون الاستراتيجي مع الصين قرار مصري ثاقب، وإن ترويج سيطرة الصين على بعض مطارات الدول لعدم قدرتها على سداد الديون هذه مقولات غربية ضد الصين.

Dr.Radwa
Egypt Air