قال الدكتور أيمن سمير، خبير العلاقات الدولية، أن العلاقات المصرية الألمانية هي علاقة إستراتيجية قوية للغاية، فهناك مشروعات عملاقة وشراكة ما بين البلدين، ويتجلى ذلك في المشروعات الكبرى التي تنفذها ألمانيا في مصر مثل مشروعات شركة "سيمنز" للكهرباء في بني سويف، والعاصمة الإدارية الجديدة، وكفر الشيخ باستثمارات تزيد عن 6مليارات يورو، كما أن هناك علاقة قوية بين مصر وشركات البحرية الألمانية فتجمعهم أكثر من اتفاقية، وتعد ألمانيا أكبر مستورد للبضائع المصرية في دول الإتحاد الأوروبي.

وأضاف سمير في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال" أن ألمانيا شريك لمصر في القضايا المتعلقة بالتحول المناخي والوصول إلي صفر كربون، حيث أعلن الرئيس السيسي والمستشار شولتس، أكثر من مبادرة لدعم التوجه الدولي نحو الحفاظ على الكوكب ووقف زحف الاحتراز المناخي، لذلك العلاقة المصرية الألمانية هي علاقة متميزة في كافة الاتجاهات السياسية والاقتصادية والأمنية ومكافحة الهجرة غير الشرعية.

 

وأوضح أن الحرب الروسية الأوكرانية كان لها تأثير على قمة العشرين، حيث أن هناك طرفين لهم رؤية مختلفة الطرف الأول هو الولايات المتحدة الأمريكية وباقي دول مجموعة السبع الصناعية يعتقدون أن روسيا من اعتدت على أوكرانيا، في حين أن غالبية دول البريكس ترفض المقاربة الغربية والأمريكية، وترفض فرض عقوبات على روسيا، كما أن روسيا والصين يعتقدون أن الولايات المتحدة الأمريكية تتخذ من الحرب الأوكرانية مجال لفرض هيمنتها وضمان سيطرتها على العالم.

 

وتابع أن روسيا والصين تقومان برفع شعار عالم متعدد الأقطاب في مواجهة ما تسعى لفرضه الولايات المتحدة الأمريكية من عالم أحادي الجانب، ومنذ شهور يحاول المتفاوضون من الجانبين للوصول إلي صيغة لوصف مايجري في أوكرانيا، وأضاف قائلا في تقديري نجحت القمة في العبور بأمان بسبب الحنكة الهندية والتجهيز الجيد للقمة من قبل الرئاسة الهندية. 

 

وأشار إلي أن غياب الرئيس الصيني شي جين بينغ أثر على القمة، لأن غياب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين متوقع إثر قضية الجنائية الدولية، لكن البعض كان يتمنى حضور الرئيس الصيني، لعقد قمة بينه وبين الرئيس الأمريكي جو بايدن نظرا للخلافات الكبيرة بين البلدين، وذلك لتخفيف من الصراع وخلق مساحة مشتركة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وهذا الغياب الأول لرئيس الصيني عن قمة العشرين منذ توليه الحكم في 2013.

 

وأرجع سمير، غياب الرئيس الصيني عن القمة للخلافات الصينية الهندية على الحدود قائلا قبل انعقاد القمة بأيام نشرت الصين خريطة علقت الهند عليها بأنها تضم أراضي هندية لصين وهذا سبب توتر بين البلدين .

 

وختم قائلا أن مجموعة العشرين مجموعة مبدعة لديها قدرة لتفوق على الأزمات والدليل على ذلك ماحدث اليوم من التوصل لإعلان قمة نيودلهي الذي تتضمن 34 بند وهذا مؤشر جيد جدا، حيث فشلت المجموعة القمة السابقة على إصدار بيان ختامي، فإعلان اليوم دليل على أن من الممكن إيجاد مساحة مشتركة بين الفرقاء داخل مجموعة العشرين.