قدم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، خلال كلمته اليوم في "اللقاء الدولي من أجل السلام" الذي تنظمه جمعية "سانت إيجيديو" بألمانيا مجموعة من الرسائل أبرزها أن العالم المعاصر في أمس الحاجة إلى الاستماع لصوت الأديان السماوية، فهي صوت العقل والحكمة والتعارف.

وأكد الإمام الطيب أنه "لا أمل في الخروج من أزمة عالمنا المعاصر إلا بالاستنارة بهدي الدين الإلهي كما أنزله الله، هدى ورحمة للناس، لا كما يتاجر به بعض أبنائه في سوق السياسات وبورصة الانتخابات"، مشيرا إلى أن التقدم العلمي لم يواكبه تقدم موازٍ في مجال المسؤولية الأخلاقية، فقد تبين أن العلاقة بين التقدم التقني والحضاري وبين الحروب صارت علاقة تلازم وإطراد.

وأضاف أن الإرهاب حصد أرواح الناس باسم الإسلام، وعاث في منطقتنا، ولم تكد تُكسر شوكته حتى أسلمنا إلى سلسلة جديدة من الحروب لا تزال آثارها المدمرة مستمرة، مشيرا إلى أن دعم بعض الحكومات لحرق المصحف الشريف تحت ستار حرية التعبير استخفاف ساذج بالعقول.

وشدد شيخ الأزهر على أن جريمة حرق الكنائس تعادل جريمة حرق المصاحف في الإثم والعدوان.

كما أشار إلى أن حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه وعيشه على أرضه وصمت العالم المتحضر عن هذه المأساة الإنسانية ظلم بالغ طال أمده، مؤكدا أن سلام العالم مرتبط أشد الارتباط بسلام الشعوب.

وأوضح أن الإسلام أقر حقوق المرأة في التعلم والتعليم، وحقها في خدمة مجتمعها وممارسة الوظائف المناسبة لطبيعتها، ودعاها إليها منذ ما يقرب من ألف وخمسمائة عام من الزمان، ومصادرة هذه الحقوق مخالف لما أقره الإسلام.

ومن ضمن الرسائل التي تضمنتها شيخ الأزهر أنه ما لم يُمنَع الظلم الذي يلحق نظام الأسرة الذي استقرت عليه البشرية منذ أبيها آدم -عليه السلام- ويشوه فطرتها، ويعبث بمصائر أطفالها وحقوقهم، فسيبيد هذا الجنس البشري لا محالة.