الثلاثاء 7 مايو 2024

«أموات في صورة أحياء».. رسالة أحمد عرابي لـ«الهلال» من منفاه

أحمد عرابي

كنوزنا13-9-2023 | 12:59

بيمن خليل

في مثل هذا اليوم 13 سبتمبر 1882م، وقعت معركة التل الكبير الذي هُزم فيها أحمد عرابي وبداية الاحتلال الإنجليزي لمصر، والذي دام لمدة 74 عامًا، ونتج على إثرها وقوع عرابي في الأسر هو ومجموعة من قادة الجيش وبعض العلماء والأعيان، ومن أبرزهم السياسي والشاعر الكبير محمود سامي البارودي.

عقدت محاكمة لأحمد عرابي وأعوانه، وذلك بعد دخول الإنجليز القاهرة في 14 سبتمبر 1882م، ووصول الخديوي قصر عابدين في 25 سبتمبر 1882م، وحُكم عليهم بالإعدام ثم خفف الحكم ليكون مصيرهم النفي إلى جزيرة سيلان  في 3 ديسمبر 1882م.

وبعد مرور ست عشرة سنة، أرسلت مجلة الهلال ممثلة في مؤسسها جرجي زيدان رسالة إلى «الزعيم» في منفاه لتسأل عنه وتستطلع أحواله وتطمئن الشعب المصري على حالته الصحية والنفسية، خاصةً بعد أن تضاربت الأقوال في الصحافة المصرية في ذلك الوقت بشأن هذا الأمر.

وجاء الرد بخط يد الزعيم أحمد عرابي.. وقال في خطابه إلى «الهلال»:

«بعد إهدائكم إلخ... قد حظينا بكتابكم ومعه مجلتكم الفيحاء والقائمة المشتملة على أسماء مؤلفاتكم وقد سرّنا كدحكم واجتهادكم في البحث لاستطلاع الحقيقة وإفادة العامة بعبارات رائقة وروايات شائقة.. وبناء على رغبتكم قد أرسلنا إليكم صورتنا الفوتوغرافية الأخيرة مع هذا البريد...

أما عن وصف حالنا في أرض نفينا فقد علم الكل ما نقاسيهِ من تباريح الغربة وذلك الأسر والاستعباد في ديار الغالب وآلام النفس من طول البعاد عن الأهل والأبناء والاخوان وقد مضى علينا ست عشرة سنة ونحن نكابد تلك المصاعب والأهوال حتى قلّ صبرنا وضاق ذرعنا فلا يقضي علينا فنموت ونستريح ولا أمل لنا بنعمة العتق والحرية ولا قدرة لنا على افتدائنا من الأسر ولا قوم لن يهمهم ما نقاسيهِ من آلام.

ونزيدكم الآن أننا أموات في صورة أحياء أو أحياء في صورة أموات ولكننا لسنا بآسفين لاعتقادنا اعتقادًا جازمًا بأننا قمنا بما فرضه الله سبحانه علينا من الواجبات الشرعية والحقوقية الوطنية بكل نصح وأمانة جهد.. لا استطاعة ولا عبرة في ما يقوله بعض أهل الصحافة والناسجون على منوالهم فإنهم يقولون بألسنتهم ويكتبون ببراعنهم ما يخالف اعتقادهم بقلوبهم.

وعلى كل حال فإننا نتضرع إلى الحق سبحانه وتعالى ملك الملوك ورب الأرباب أن يوفق ولاة أمور بلادنا العزيزة إلى تعميم نشر المعارف والفنون في أبناء البلاد وإلى إيجاد ما تحتاج البلاد إليه من الصنائع الضرورية وإلى حفظ كيان استقلالها وحقوقها وأن يوضح لأبناء وطننا العزيز طرق الهدى والنجاح أنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير (انتهى)

 

تحريرًا في كندي «سيلان»

في 11 مايو 1898م.

 

«خادم الوطن العزيز»

أحمد عرابي الحسيني

المصري

Egypt Air