السبت 1 يونيو 2024

وطنية الجيش أنشودة "كرم جبر" في يوم النصر

6-10-2017 | 20:19

لم تتقطع السبل وتعاند الكلمات قلم الكاتب الصحفي كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية في مقاله المنشور باليوم السابع حين استعرض وطنية الجيش المصري خلال مراحل مفصلية من تاريخ مصر والمصريين ولم لا فالجيش المصري هو مدرسة الوطنية وعرين الأبطال.

وبدا “جبر” سجل وطنية الجيش المصري بموقف الرئيس الأسبق محمد نجيب حين خاطب الملك فاروق موضحا أن مساندته ساعة حصار الإنجليز له كانت واجبة لأن الشعب رفض هذا واليوم نطالبك بالنزول على العرش  لأنه أيضا رغبة المصريين هكذا يتحرك الجيش بصوت الشعب ولتنفيذ إرادة  الشعب.

وانتقل كرم جبر إلى حرب أكتوبر العظيم حيث أكد أن النصر يولد من رحم الهزيمة حيث أبى رجال مصر البواسل أن يقبلوا فرض أمر واقع على مصر وشعبها فالسلام المتحقق لم يكن منحة أو عطية من إسرائيل، وإنما فرض بإرادة النصر وليس على موائد التفاوض.

ويختم “جبر” مقاله برسالة بليغة مفادها أن الجيش المصري سيظل حارساً أميناً على مكونات الدولة وحمايتها من التفكك والانهيار وأن الوطنية المصرية ستبق هي المحرض والمحرك فى كل الأحداث .

 

وإلى نص المقال:

 

 

قالها محمد نجيب للملك فاروق وهو يودعه على يخت المحروسة: "لقد وقفنا بجوارك عندما حاصر الإنجليز القصر سنة 1942، لأن الشعب كان يرفض ذلك، والآن نطالبك النزول عن العرش لأن الشعب يريد ذلك" واستجاب الملك ونال التحية العسكرية وأطلقت المدفعية 21 طلقة احتراماً لملك مصر، حتى أثناء إقصائه عن الحكم، فالعقيدة الراسخة للجيش المصرى هى تعظيم مفهوم الوطنية، متمثلة فى الاستجابة لإرادة الشعب، وعبر عنها الرئيس عبد الفتاح السيسى بقوله " لما الشعب يأمر "، فأصبحت إرادة الشعب هى المحرك على اتخاذ القرارات.
 
واستجاب الجيش لإرادة الشعب فى ثورة 23 يوليو، بعد أن استفحل الفساد وسادت المحسوبية، فجاء الجيش ليحدث تغييراً سياسياً واجتماعياً غير مسبوق، وصعد إلى السطح أبناء الطبقة المطحونة، العمال والفلاحون والموظفون، وحققت مجانية التعليم عدالة اجتماعية ، وإحلالاً مستحقاً لأبناء الطبقة الجديرة بتولى المناصب وإحداث التغيير.
 
لم تنكسر إرادة الشعب بعد هزيمة 5 يونيو، لأن الجيش الذى انتكس فى حرب غير عادلة، قرر إزالة آثار العدوان، وإعادة بناء القوات المسلحة، ليرفع عن كاهل الشعب المذلة والهوان ، ودخل الجيش سباق مع الزمن لتهيئة البلاد للحرب ، ووقف الشعب صفاً واحداً وراء جيشه، متحملاً كل الأعباء والتضحيات، لاستعادة الأرض والكبرياء والكرامة.
 
ومن أحشاء الهزيمة بدأت بوادر النصر، وأدركت إسرائيل أن بقاءها فى سيناء مستحيل، وذاقت ويلات حرب الاستنزاف، التى مهدت الطريق للنصر العظيم، وعندما قبلت مصر وقف إطلاق النار، لم تبتلع طعم السلام الزائف، لإيمانها بأن الثمن يجب أن يكون انتصاراً يجبر العدو على قبول تسوية، لا تفريط فيها ولا مساومة ولا تنازل عن شبر واحد، فالسلام ليس منحة ولا عطية من إسرائيل، وإنما بفرض إرادة النصر على موائد التفاوض.
 
الوطنية المصرية كانت المحرض والمحرك فى كل الأحداث أعقبت النصر، فالسلام لم تحتكره مصر وحدها، وإنما دعت شركاء الحرب، لقطف ثمار النصر، وعندما تأكدت أن هناك من يعرقل إرادتها ويزايد على مواقفها، وضعت جميع الأطراف العربية أمام مسئوليتها التاريخية، وتركت لهم الخيار، إما طرق الحديد ساخناً واقتناص الفرص، أو الجلوس فى سرادقات الشعارات، انتظاراً لسلام لن يتحقق، وصدقت رؤيتها فما أضاعوه بالتعنت والمراوغة، لم يعد فى استطاعتهم أن يحصلوا على جزء منه.
 
ووقف جيش مصر حارساً أميناً على مكونات الدولة وحمايتها من التفكك والانهيار، وعندما أراد الإخوان أن يمسحوا الوطنية ويطمسوا الهوية، خرج لهم نفس الأبطال الذين استعادوا سيناء، ودخل الجيش والشعب معركة استرداد مصر.