الأحد 24 نوفمبر 2024

الحب فى حياة إسماعيل ياسين

الفنان الكبير الراحل إسماعيل ياسين

16-9-2023 | 13:27

خالد فؤاد

دائما وأبدا نجد كل الصحف والمواقع فى ذكرى ميلاد أورحيل الفنان الكبير الراحل إسماعيل ياسين والذى يعد باتفاق كل النقاد والفنانين والمتابعين أحد أهم نجوم الكوميديا منذ نشأتها حتى اليوم يقوم بتسليط الضوء على جوانب بعينها مثل عدد الأفلام التى قام ببطولتها أو كيف كان يقدم 30 و 40 فيلما فى العام الواحد فيخرج من هذا الاستوديو لذاك وأيضا المعاناة التى واجهها فى السنوات الأخيرة من حياته بعد انزواء الأضواء عنه وإغلاق مسرحه الشهير وعدم استعانة منتجى ومخرجى السينما به فى بطولات جديدة بعد ظهور جيل جديد ومختلف من الكوميديانات الجدد والحجز من قبل الضرائب على ممتلكاته وكيف اضطر للسفر لخارج مصر حيث عمل فى أفلام مختلفة فى هذه المرحلة.. هكذا اعتدنا من كافة الصحف والمجلات على تعامل الجميع مع هذا الفنان الكبير الذى بدأ من الصفر ووصل لقمة النجومية ونادرا ماوجدنا أحدا يتطرق للجوانب الإنسانية والعاطفية فى حياته الخاصة كما يتم التعامل مع بقية الفنانين الآخرين وكأن الفنان الكوميدى ليس له قلب وعواطف مثل الآخرين فليس لديه مهمه سوى الإضحاك فقط لاغير .

 

مقاييس الوسامة والجمال 
مع اتفاقنا على أن نجمنا الكوميدى الكبير إسماعيل ياسين والذى نحتفل هذه الأيام بذكرى ميلاده تحديدا فى منتصف شهر سبتمبر من هذا العام. 
فقد ولد تحديدا فى يوم 15 سبتمبر عام 1912 وكان الابن الوحيد لوالده الصائغ ميسور الحال وقد توفت والدته وهو لا يزال طفلا صغيرا وارتبط والده بسيدة أخرى غيرها ولن نتطرق لطرق تعاملاتها معه اوعلاقته بوالده فقد تمت الكتابة فى هذا الأمر مرارا وهذا ليس موضوعنا .
نقول إنه مع اتفاقنا على أنه رحمة الله عليه لم يكن يتمتع بالوسامة، وهى وكما هو معروف الصفات المعتادة فى نجوم السينما منذ نشأتها حتى اليوم.
إلا أنه كسر هذه القاعدة تماما  واستطاع أن يجذب إليه الجماهير بطريقته الشهيرة حينما كان يسخر من شكله وكبر فمـه فى الكثير من أعماله سواء التى كان يشارك فيها بأدوار ثانية اوحينما وصل لمصاف نجوم الصف الأول، وتسابق المخرجون والمنتجون على التعاقد معه لعشق الجماهير وارتباطها به بشكل كبير والتسابق لحجز التذاكر فى الأفلام التى كان يقوم ببطولتها . 
وللوقوف وبشكل حقيقى على قصص الحب والزواج التى مر بها وعاشها فناننا الكبير الراحل ..
فقد عدنا لحوار جميل ومختلف معه تم إجراؤه معه ونشر بصفحات مجلتنا العريقة “الكواكب” فـى منتصف الستينيات من القرن الماضى .
حيث تحدث وباستفاضة عن وقوعه فى الحب مرات عديدة وخاض تجربة الزواج ثلاث مرات.
الخائنة سعاد وجدى 
فقد تحدث عن قصة حبه وزواجه من سعاد وجدى التى لم تكن تحبه بنفس درجة حبه لها لدرجة أنها دبرت له مقلبا لم يستطع نسيانه طيلة حياته .. فكما قال وتحدث بنفسه : حبيتها جدا وكلمتها علشان أتقدملها ووجدتها ترحب وقالتلى روح استأذن أحد العاملين فى أحد الأقسام قوله إنك عايز تتجوزنى وبالفعل قابلته ليتضح لى إن هما الاثنين كانوا مخطوبين لبعض وكانت هناك مشاكل بينهما  وأحبت هى بمكر شديد أن تثبت له أنها مرغوبة من رجال غيره ويرغبون فى الزواج منها .
والغريب أن خطوبتها من هذا الرجل  لم تستمر وتزوجها إسماعيل ياسين وانفصل عنها بعد شهرين من زواجهما بسبب خيانتها له.
الراقصة ثريا حلمى 
وبسؤاله عما إذا كانت سعاد وجدى التى طلقها بسبب الخيانة هى بطلة أول قصة حب فى حياته نفى هذا وقال إن الحب الأول فى حياته كان من الفنانة ثريا حلمى وهى غير الفنانة الشهيرة ثريا حلمى التى شاركته بطولة العديد من الأفلام ولايربط بين الاثنتين الراقصة والفنانة سوى تشابه الأسماء .
فقد أحب سمعة تلك الراقصة قبل حبه وزواجه من سعاد وجدى التى انفصل عنها بسبب خيانتها له.
وكانت الراقصة ثريا حلمى تعمل معه فى نفس الفرقة والغريب أن تقاليد العمل كانت تمنع زواج اثنين من الفرقة حفاظًا على سير العمل.
ومن هنا لم يستطع الزواج منها وقتها ولكنه بعد انفصاله عن سعاد وجدى تغيرت الأمور وأستطاع الزواج منها ووقعت المفاجأة بانفصاله عنها بعد أسبوع واحد فقط من الزواج بعد أن أرهقته بمطالبها المالية المبالغ فيها فشعر بأنها تزوجته لاستنزافه ماديا وإرهاقه فقط لاغير .
فوزية وأجمل سنوات العمر 
أما قصة الحب والزواج الأخيرة فى حياته فكانت من السيدة فوزية والدة ابنه الوحيد ياسين الذى أصبح مخرجا فيما بعد وودع عالمنا بشكل مفاجئ قبل بضعة أعوام تحديدا فى يوم 3 مارس عام 2008 .
 وقد تحدث إسماعيل ياسين عن قصة حبه وزواجه من أم ابنه الوحيد قائلا : أصبحت بحمد الله وقت تعرفى عليها فنانا معروفا ولكنه وكما قال كان عنده مشكلتان : الأولى أنه تزوج مرتين قبلها وطلقهم فـى خلال ستة شهور فقط.
 وقد أعطى هذا الأمر انطباعا غير حقيقى بأنه رجل مش بتاع جواز ومايتعاشرش .
 والتانية إن أهلها كانوا معترضين وبشكل كامل على زواجها من ممثل.
ولكونه وكما قال أحبها بشكل حقيقى منذ أول لقاء جمع بينهما وشعر بها تبادله الحب تقدم لوالدتها التى كانت شديدة الطباع .
ولكنه وطريقته وأسلوبه اللطيف وخفة دمه راح يحكى لها عن ظروفه وأن الفن مش عيب ولا حرام كما هو شائع عنه .
وحدثها أيضا عن أحلامه وسر عدم التوفيق فى زيجتيه الأولى والثانية وظل يتحدث كثيرا وأُمها تستمع له ولاتتحدث ولايوجد أى ريأكشن على ملامحها .
 لدرجة أنه كرر كما قال جملة : حضرتك معايا ؟ 
أكتر من تسع مرات ! 
فهى صامتة ومبرقة عينها كما قال  فى وجهة لدرجة أشعرته بالخوف .
وبعد صمت طويل قالت له : أنا عن نفسى مش قابلاك ومش موافقة عليك ولاتوجد كلمة واحدة من كل ماقلته دخلت راسى بتعريفة .
فأصيب بصدمة ووشه كما قال جاب ألوان وسألها : يعنى مفيش أى فرصة يا هانم ؟ 
ولم تقم بالرد على سؤاله بينما شاورت بإيدها ع الحيطة إللى وراه وقالت له : معلش تعالا كده شوية .. زاح جسمه ناحية اليمين وهو  لسه قاعد ع الكرسى وبص ع الحيطة الفاضية إللى بتشاور عليها ورجع بص ع الست مش فاهم هى عايزة إيه.
قالت : لو لك نصيب فيها ربك قادر يخليك تخرق الحيطة دى وتيجى تاخدها غصب عنى.
فخرج من المنزل وهو مصاب بإحباط .
زواج وحب وأزمات 
ويشاء الله أنه بعد أقل من شهر من الزيارة دى ورغم رفض والدتها وبدون مايعرف كيف حدث هذا وجد نفسه هو وفوزية قاعدين فى كوشة واحدة بعد أن تسهلت الأمور تماما .
وعاش معها أجمل سنوات عمره حيث كانت بمثابة السند والدعم له فى كافة الظروف حتى بعد تغير الأحوال ومعاناته ظلت تقف إلى جانبه وتسعى للتهوين عليه فلم تتخل عنه أبدا حتى ودع عالمنا فى يوم 24 مايو من عام 1973.