كتبت - خلود الشعار
- رفض مجتمعي لمقترح توحيد زي الجامعات
- وزير التعليم العالي: زي الطلاب لا يخرج عن القواعد
.. والجامعات ملتزمة بالأعراف والتقاليد العالمية
.. ولا يوجد نية لفرض زي موحد على الطلاب
- النائبة أمنة نصير: الملابس المقطعة والضيقة لا تليق بالطالب الجامعي
- النائبة مني عبد العاطي: ضرورة احترام قدسية الحرم الجامعي
- النائبة ماجدة نصر: التوعية أهم من فرض قيود على الطلاب
أثار إعلان النائب عبد الكريم زكريا، عضو مجلس النواب، عن التقدم بمقترح لتوحيد زي الطلابي في الجامعات المصرية، أسوة بمراحل التعليم قبل الجامعي ببعض المدارس، مبررًا ذلك بأنه سيحد من انتشار الملابس المخالفة داخل الجامعات.
وأضاف زكريا، في وقت سابق، أن هذه الملابس تخالف الأعراف والتقاليد المصرية، مشيرًا إلى أن توحيد الزي في الجامعات سيكون عامل هام لعدم التفريق بين الطلاب في الجامعات، فإن كل كلية يكون لها زي موحد ومعروف.
ومن جانبها نفت وزارة التعليم العالي، أي نية لتطبيق الزي الموحد بالجامعات، وأكد الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عدم وجود أي نية لدى الوزارة لفرض زي موحد بالجامعات، مشيرًا إلى أن الحديث عن زي موحد بالجامعات لا محل له من الإعراب، مضيفًا: "معندناش حاجة كدة، والزى بالجامعات المصرية لا يخرج عن القواعد".
وأضاف في تصريحات صحفية، الجمعة الماضية، أن الجامعات منضبطة وملتزمة بالأعراف والتقاليد الجامعية المعمول بها عالميًا فيما يخص كود الملابس، ولا يوجد رصد لأى ظواهر غريبة تتعلق بزي الطلاب أو أعضاء هيئة التدريس.
تذمر طلابي
وعلى الصعيد الطلابي، رفض طلاب الجامعات المقترحات المقدمة بشأن توحيد الزي، مؤكدين أن ذلك لا يليق بالطالب الجامعي ومستواه الفكري، فالطالب "محمد سعيد" قال إن مقترح الزي الموحد لا يليق بمرحلتهم العمرية، مشيرًا إلى أن هذه المرحلة هي الهامة في حياة الإنسان وبداية النضوج الفكري، والتعرف والانفتاح على الحياة.
وطالب "سعيد" بالاهتمام بالطلاب الجامعيين وبحث مشاكلهم والعمل على حلها وفقًا لما يتناسب مع أعمارهم، لافتًا إلى أن طلاب الجامعة أصبحوا أشخاص مسئولين يدركون الأمور ويدركون التمييز بين الصواب والخطأ، ولديهم حقوق يجب على المجتمع احترامها، ولكن هناك ممن يسيئون استخدام مفهوم الحرية بشكل خاطئ مثل ارتداء الملابس التي قد لا تتناسب مع الحرم الجامعي، فيجب العمل على توعيتهم بشكل سليم دون فرض قيود عليهم.
"أزاي يفرضوا على طلبة جامعة زي موحد ؟".. بهذا السؤال رفضت الطالبة "سناء.ج" المقترح، مشيرة إلى أن هذا يعد نوعًا من أنواع قمع الحريات داخل الجامعة، مؤكدًا أن المقترح البرلماني قد يزيد من تفاقم الأزمة، فلن يقبل طلاب الجامعات هذا الأمر.
واعترفت سناء، بأن الجامعات يوجد بها العديد من التجاوزات فيما يخض ملابس الطلبة، ولكن الزي الموحد لن يكون حلًا، ومن الممكن اتخاذ إجراءات أخرى، وتكون فعالة أكثر من مقترح الزي الموحد، مثل فرض عقوبات على مرتدي الملابس المقطعة التي لا تتناسب مع الجامعة، أو منع دخولهم.
رفض برلماني
النائبة أمنة نصير، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، قالت لـ«الهلال اليوم» إن مقترح تطبيق الزي الموحد الجامعات غير ملائم لمرحلتهم العمرية، مشيرة إلى أنها تتفق مع مقترح النائب عبد الكريم زكريا، فيما يخص الملابس الضيقة والمخالفة لعادات وتقاليد المجتمع.
وتابعت نصير:" أن الملابس المقطعة والضيقة لا تليق أبدًا بأي طالب جامعي، حيث أن هذه الملابس أصبحت وسيلة لإبراز أجزاء من جسد الإنسان"، لافتة إلى أن هذه الملابس قادمة من الثقافة الغربية للدول الأوروبية، وليس لها علاقة بالثقافة المصرية على الإطلاق، بالإضافة إلى أن الإسلام ليس من المؤمنين بالدين والله ورسوله أن يفعلوا مثل هذه الأمور.
منع الطلاب من دخول الجامعات بالزي المخالف
وطالبت بزيادة وعي الشباب بخطورة هذه الأزمة، والاعتزاز بالثقافة المصرية وعادات وتقاليد المجتمع من خلال إبرازها للأخرين، وليس التقلد بالغرب كما يحدث الآن، مؤكدة أنه يجب احترام قدسية الحرم الجامعي من خلال ارتداء ملابس تليق بهذا الكيان الكبير، كما أنه يجب على القائمين على العمل بالجامعات منع دخول الطلاب الذين يرتدون مثل هذه الملابس الشنيعة، حيث أنها لا تمت للحرية الشخصية بشيء، فيجب أن يكون هناك قواعد صارمة داخل الحرم الجامعي، والحرص على التزام الطلاب بها.
الزي الموحد للمدارس وليس الجامعات
النائبة مني عبد العاطي، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، قالت لـ«الهلال اليوم» إنها توافق على مقترح الزي الموحد في المدارس، لافتة إلى أن التعليم الجامعي يعطي للطلاب حق الحرية في ارتداء الزي الخاص بهم، ولكن هذا المعني قد يسئ استخدامه.
وأضافت "عبد العاطي" أن هذه الحرية تعني أن يفعل الإنسان ما يريد ولكن مع احترام القواعد والالتزام بها، وخاصة في الأماكن التي يكون لها قدسيتها مثل الجامعة، فهي تسمى بالحرم الجامعي، بمعنى أنها مقصورة فقط على التعليم، مشيرة إلى أن هذا المقترح أثُار في دور الانعقاد السابق، ولكن لم يتم الموافقة عليه.
قدسية الحرم الجامعي
وأشارت إلى أنها ترفض تمامًا الملابس الضيقة والمقطعة والمثيرة، فيجب أن يكون الزي الشخصي في الجامعة يتناسب مع طبيعة المكان، ولكن دون الوصول إلى فكرة توحيد الزي، مضيفة أنه يمكن للجامعة فرض عقوبات على الطلاب الذين يرتدون مثل هذه الملابس كي يتم الحد من انتشارها داخل الحرم الجامعي، وإذا لم تكن هذه العقوبات فعالة من الممكن أن يصل العقاب إلى المنع من الدخول للجامعة.
وتابعت:" أنه إذا تقدم النائب بالمقترح للبرلمان، وتمت الموافقة عليه فلن يكون هناك أزمة في عمل قانون خاص بهذا الأمر، على أن يحدد هذا القانون كافة البنود والمواد التي ستقوم الجامعة بتطبيقها".
التوعية أفضل من القيود
النائبة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، قالت إنها ليست متفقة مع هذا المقترح، مشيرة إلى أن عملية الزي الموحد لطلاب الجامعة الذين وصلوا إلى مرحلة متقدمة من العمر وبداية النضوج ولكن يمكن أن تكون التوعية بصورة مختلفة.
وأضافت لـ"الهلال اليوم"، أنه لا يمكن فرض زي موحد على طالب جامعي، ولكن يمكن للجامعات أن تتطبقها لوائحها الداخلية، فلابد أن يكون الزي متفق مع الجامعة، لافتة إلى أن هذا الأمر متواجد في لوائح الجامعات فيما يخص أي زي خارج مثل "الشورت" وغيره، فيجب أن يكون الزي معتدل ويتفق مع الجامعة وتقاليدها.
ولفت إلى أن هذا الأمر ليس تقييدًا للحريات، فضلًا عن أنه متواجد في لوائح الكليات وهو الالتزام والاعتدال في كافة الأمور، ولذا يجب التفعيل بشكل جاد وصارم، وإذا لم تكن متواجدة فيجب أن ينادي كل عميد كلية بهذا الأمر لوضع هذه القواعد وتطبيق الزي المعتدل الذي يتناسب مع الجامعة، مؤكدة رفضها على الزي الموحد للجامعات تمامًا، حيث أن الزي الموحد قد يكون ضيقًا جدًا أو غير ملائم للجامعة من خلال تحويره لهذه الأمور الخارجة أيضًا.