الإثنين 6 مايو 2024

"الهلال اليوم" تكشف بالتفصيل تكتيك "الصولة" الذي يستخدمه داعش لمهاجمة الجيوش

8-10-2017 | 15:44

مصطفى حمزة

يعتمد تنظيم «داعش» الإرهابي على حرب العصابات التي يشنها تجاه القوات النظامية في مناطق سيطرته، ومناطق المواجهات بينه وبين قوات التحالف، من أجل استنزاف قوات ومعدات هذه الجيوش، ويطلق على هذه الاستراتيجية مصطلح "الصولة العسكرية"، أو الصولات الهجومية، ولا يهدف لتحقيق كسب الحرب، أو السيطرة على الأرض، وإنما تكتفي فقط بإيقاع الخسائر الموجعة والمستمرة لقوات الجيش. ويقوم بهذه العمليات مجموعات قليلة العدد من عناصر التنظيم، يتراوح عددهم بين 5 – 15 مقاتل، قابلين للزيادة أو النقصان بشكل بسيط، شريطة أن يتوافر لديهم عدد من الصفات؛ من أهمها الشجاعة واللياقة البدنية العالية، التي تمكنهم من تنفيذ عملياتهم بشكل سريع، ومتتابع، سيما أنهم يفضلون الأهداف السهلة، مثل الأطراف الضعيفة.

وتعتمد استراتيجية الاستنزاف على ركنين أساسيين؛ هما المفاجأة والسرعة، بحيث تحدث مباغتة للعدو، مع السرعة في ضرب الأهداف والانسحاب، خصوصًا أنها لا تحتاج إلى إعداد طويل، أو مكلف، مما يمكن المجموعات قليلة العدد من تنفيذ عدد كبير من الصولات في وقت قصير نسبيًا. ويتم تنفيذ الهجمات بوسيلة من وسيلتين؛ الأولى هي صولات المشاة، وتكون بتسلل عدد قليل من عناصر التنظيم إلى أكمنة الجيش والقوات الأمنية، ونقاط التفتيش على الأطراف، ثم الانسحاب سريعًا، وأحيانًا يتم زرع عبوات مموهة على طريق إمداد الجيوش البرية، أما النوع الثاي فيستخدم فيه السيارات المصفحة، التي تهاجم العناصر الأمنية، وتشتبك معها بالرشاشات الثقيلة، ثم الانسحاب سريعًا بعد ذلك، قبل تدخل الطيران.

ويتوقف نجاح هذه الهجمات على العديد من العوامل، مثل طول خط التماس مع الجيوش التي يحاربها التنظيم، بحيث تحتاج هذه الجيوش إلى عدد كبير من نقاط التمركز مقابل أراضي «داعش»، ويسبق تنفيذ الهجمات عدد من الجولات الاستطلاعية التي يستطلع فيها عناصر التنظيم النقاط الأضعف من حيث الاستعداد، ليتم البدء بمهاجمتها، سواء كان الضعف بسبب عدد الجنود أو طبيعة التسليح، طبيعة الأرض.

وأحيانًا يتعمد التنظيم القيام بهجمة وهمية في منطقة غير مستهدفة، لتمويه طيران التحالف، في حين يقوم عناصر التنظيم بتنفيذ الهجمة الرئيسية في مكان آخر، بالتزامن مع الضربة الوهمية، لأن الجيوش تستغل نقطة ضعف «داعش» في عدم امتلاكه سلاح جوي، مثلما يستغل التنظيم نقاط الضعف الموجودة في الجيوش النظامية، لجرها لحرب العصابات التي لا تجيدها.

ويقوم التنظيم بدراسة رد فعل القوات الأمنية التي سيتم مهاجمة جنودها، بحيث يضع خطة الانسحاب والتعامل بعد العملية، وفي الغالي تقوم الجيوش بزيادة عدد الجنود في نقاط التمركز، وتقليل المسافة بينها، لتتمكن من مساعدة بعضها عن الهجوم على واحدة منهم. ويستغل «داعش» الارتباك الذي يحدث فور تنفيذ الهجمات مباشرة، وكثيرًا ما تقوم الجيوش بالتجنيد الإجباري من أجل زيادة قواتها، إلا أن هناك نقطة ضعف تصب غالبًا في مصلحة التنظيم الإرهابي، وهي أن المجندين من الريف ليسوا مقاتلين مدربين على المواجهات. ويحذر تنظيم «داعش» عناصره من البقاء في مكان الهجوم وسرعة الانسحاب حتى لو انسحب الجنود أرضهم ورجعوا للخطوط الخلفية، لأنهم مدربين على الانسحاب واستدعاء الطيران، ولذلك يحرص التنظيم على الاكتفاء بما أحدثه عناصره من خسائر للجنود، والانسحاب السريع وعدم الاستقرار في منطقة الهدف، أو أن يقوموا بالاختباء في مكان بعيد حتم يتم قصف المكان الذي انسحب منه الجنود، ثم يعودون إليه بعد انتهاء القصف.

كما يستغل التنظيم نقطة ضعف عند الجيوش النظامية في إطار حرب العصابات التي يجيدها، وهي أن هذه الجيوش يحتفظ بنخبة جنوده في وحداته الخاصة، بينما يدفع المجندين إجباريًا إلى النقاط الثابتة. وتستدعي استراتيجية «داعش» وجود استراتيجية عسكرية مضادة من قبل قوات التحالف، لا تقتصر على القصف الجوي فقط، وإنما تعزيز القوات البرية بتأهيلها، ودراسة الأماكن التي ينسحب إليها عناصر التنظيم عقب هجماتهم، ووضع خطة لانتشار الجنود لمحاصرتهم، بعد هروبهم من هجمات الطيران، ليتم تضيق الحصار على هذا هذه العناصر والقبض عليها أو تصفيتها.

    Egypt Air