دعت جامعة الدول العربية إلى ضرورة تحقيق أقصى استفادة ممكنة من المشروعات والبرامج التي أطلقتها المنظمة العالمية للملكية الفكرية في الفترة الأخيرة، مؤكدة الاستمرار في الدور الذي تضطلع به في نشر ثقافة حماية حقوق الملكية الفكرية على نحو أوسع لامتلاكها سلطة النفاذ إلى الحكومات وصناع القرار بالدول العربية من خلال المجالس الوزارية والقمم العربية.

جاء ذلك في كلمة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية التي ألقتها وزير مفوض الدكتورة مها بخيت مدير إدارة الشؤون القانونية ووحدة الملكية الفكرية والتنافسية بالجامعة العربية، اليوم /الأربعاء/، في جلسة إحاطة حول المشروعات والمبادرات والأنشطة الجديدة التي تقدمها المنظمة العالمية للملكية الفكرية لدعم مكاتب الملكية الفكرية بالمنطقة العربية، وتستمر على مدى يومين، عبر تقنية" الاتصال المرئي". 

وقالت الدكتورة مها بخيت "إن انعقاد جلسة الإحاطة يأتي وفقا للتوصية الصادرة عن الاجتماع العاشر للجنة الفنية للملكية الفكرية، والذي عقد في فبراير الماضي، والتي تنص على استمرار الأمانة العامة للجامعة العربية على حث قسم البلدان العربية بالمنظمة العالمية للملكية الفكرية على موافاة الأمانة العامة بشكل دوري بكافة المبادرات والمشروعات التي تطلقها حتى يتسى للدول العربية الاستفادة منها بشكل أكبر، بالإضافة إلى تنظيم ورشة عمل تنويرية بالتعاون المشترك بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والمنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور مكاتب الملكية الفكرية بالدول العربية".

وأضافت أنه تم رفع تقرير وتوصيات الاجتماع العاشر للجنة إلى الدورة 112 للمجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري، والتي عُقدت خلال الفترة من 27 إلى 31 أغسطس الماضي، بحضور وزراء الاقتصاد والتجارة للدول العربية، وصدر قرار في هذا الشأن عن المجلس على المستوى الوزاري بالموافقة على تقرير وتوصيات الاجتماع العاشر للجنة الفنية للملكية الفكرية.

وأشارت إلى أنه تم أيضا عقد الاجتماع الحادى عشر للجنة الفنية للملكية الفكرية، الأسبوع الماضي، حيث تم التأكيد فيه على عقد هذه الجلسة، والتي وجدت اهتماما كبيرا من أعضاء اللجنة للمشاركة فيها من أجل الاستفادة من خبرات المنظمة في تعزيز انظمة الملكية الفكرية والابتكار.

وتابعت: "كما ناقشنا في اجتماع اللجنة الفنية للملكية الفكرية العديد من الموضوعات الهامة التي تمثل أولوية العمل حالياً في المنظمة العالمية للملكية الفكرية" .

وقالت: "إنه فيما يخص موضوع الملكية الفكرية والموارد الوراثية، فقد صدرت توصية عن الاجتماع العاشر للجنة بتكليف الأمانة العامة بمخاطبة بعثة الجامعة العربية في جنيف، للتواصل مع المندوبيات العربية؛ لحثهم على عقد اجتماع تنسيقي فيما بين الدول العربية التي تشارك في اللجنة الحكومية المعنية بالملكية الفكرية والموارد الوراثية في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، لتنسيق موقف عربي موحد في هذا المجال، خاصة في ضوء قيام المنظمة بالترتيب لعقد مؤتمر دبلوماسي في عام 2024 بشأن إبرام صك قانون دولي بشأن حماية الموارد الوراثية والمعارف التقليدية". 

وأوضحت أنه فيما يخص موضوع الشباب وتعزيز مهاراتهم، صدرت توصية عن الاجتماع العاشر للجنة الفنية للملكية الفكرية بشأن إطلاق برنامج تعليم الملكية الفكرية للشباب حديث السن والمعلمين في مصر والدول العربية بالتعاون بين أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بجمهورية مصر العربية والمنظمة العالمية للملكية الفكرية.

وفيما يخص شبكات دعم التكنولوجيا والابتكار بالمنطقة العربية.. أشارت إلى أن المنظمة العالمية للملكية الفكرية أطلقت "الشبكة الإقليمية لمراكز دعم التكنولوجيا والابتكار في الدول العربية" وذلك تحت رعاية جامعة الدول العربية الدول العربية، والتي يجرى حالياً التنسيق بين الجانبين حول آلية إدارتها.

وأكدت أن جدول الأعمال يتضمن عددا من الموضوعات المهمة منها المبادرات التي تطلقها المنظمة لدعم النساء رائدات الأعمال، ودعم شباب المبتكرين والمبدعين، والاستغلال الأمثل لأنظمة الملكية الفكرية لتعزيز الشركات الصغيرة والمتوسطة، ومشروع الشبكة الإقليمية لمراكز دعم التكنولوجيا والابتكار، إلى جانب دور المعارف التقليدية في دعم التنمية بكافة البلدان.

وتوجهت مدير إدارة الشؤون القانونية ووحدة الملكية الفكرية والتنافسية بالجامعة العربية، في ختام كلمتها، بالشكر إلى المنظمة العالمية للملكية الفكرية على كل المجهودات التي تقدمها لدول المنطقة العربية في شتى مجالات الملكية الفكرية، وذلك في ضوء مذكرة التفاهم الموقعة بين المنظمة وجامعة الدول العربية في عام 2000 والمحدثة عام 2018. 

ويشارك في الجلسة عدد من الخبراء من المنظمة العالمية للملكية الفكرية بالإضافة إلى ممثلي المكاتب الحكومية للملكية الفكرية بالدول العربية.

وتعقد الجلسة بهدف الاطلاع على المستجدات والمشروعات التي تقدمها المنظمة العالمية للملكية الفكرية، لدعم وتعزيز العمل في مكاتب الملكية الفكرية بالدول العربية ومناقشة آليات الاستفادة منها، كما تناقش عدة موضوعات من أهمها الأنشطة والمبادرات التي تقدمها المنظمة العالمية للملكية الفكرية لدعم النساء رائدات الاعمال، وكيفية استغلال أنظمة الملكية الفكرية لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، ودور شبكات دعم التكنولوجيا في تعزيز الابتكار، وبرامج دعم شباب المخترعين، بالإضافة الى حلقة نقاشية لمناقشة كيفية تحقيق المزيد من استفادة مكاتب الملكية الفكرية بالدول العربية من كافة المشروعات والأنشطة التي تطلقها المنظمة.