الجمعة 3 مايو 2024

حال النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه.. نص موضوع خطبة الجمعة اليوم

صلاة الجمعة

تحقيقات22-9-2023 | 11:40

نيرة سعيد

تتناول خطبة اليوم الجمعة 22 9 2023  موضوع تحت عنوان حال النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه وفقا لما حددته وزارة الأوقاف، مع ضرورة الالتزام من جميع الأئمة بموضوع خطبة الجمعة نصا ومضمونا على أعلى تقدير، إضافة إلى الالتزام بالوقت المخصص للخطبة والذي لا يزيد عن 5 دقيقية تتضمن الخطبتان، الأولى والثانية معا كحد أقصى مراعاة للظروف الراهنة.

موضع خطبة الجمعة اليوم

تناقش خطبة الجمعة اليوم موضوع حال النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه وجاء النص كما يلي:

الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: (فِبمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ فَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)، وأشهد أن لا إلهَ إِلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا مُحَمَّدًا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليهِ وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

فقد اختار الله سبحانه وتعالى لنبيه المصطفى (صلى الله عليه وسلم) رجالا أصفياء  وأصحابًا أنقياء، تخرجوا من مدرسته (صلى الله عليه وسلم) وتربوا على يديه ونهلوا من منبعه الصافي الذي يفيض إيمانا واخلاقاً وقيما، ففازوا برضوان الله (عز وجل) وأثنى عليهم الحق سبحانه في القرآن الكريم، حيث يقول سبحانه: (وَالسَّابِقُونَ الأولُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ  وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم)، ويقول نبينا  (صلى الله عليه وسلم): خَيْرُ النَّاسِ قرني ثم الذين يلونهم، ثمَّ الَّذِين يلونهم، ويقول سيدنا عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه): "إِنَّ الله نظر فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ فَوَجَدَ قَلب - مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) خَيْر قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَاصْطَفَاهُ لنَفْسِهِ، فَابْتَعَثهُ برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه صلى الله عليه وسلم).

وقد كان نبينا صلوات ربي وسلامه عليه خير صاحب لأصحابه رضي الله عنهم يقول سيدنا أنس بن مالك (رضي الله عنه): كان (صلى الله عليه وسلم) إذا لقيه أحد من أصحابه فقام معه، قام معه فلم ينصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف عنه، وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول يده ناوله إياها فلم ينزع يده منه حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده منه.

ومن ذلك أنه (صلى الله عليه وسلم كان يثني على أصحابه رضي الله عنهم) إظهارا لفضلهم وعلو قدرهم، فيقول ( عليه الصلاة والسلام: (أرأف أمتي بأمتي أبو بكر وأشدهم في دين الله عمر، وأصدقهم حياءً عثمان، وأقضاهم علي، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم أبي، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ألا وإن لكل أمة أمينا - وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح)، وها هو (صلى الله عليه وسلم يذكر فضل صاحبه ورفيق هجرته ودعوته أبي بكر رضي الله عنه أمام الناس، فيقول: (ما يأحد عندَنَا يَدَ إِنَّا وقَدْ كافأناه، ما خلا أبا بكرٍ، فَإِنَّ لَهُ عِندنَا بَدًا يُكافتْهُ اللهُ بِهَا يَومَ القِيامَةِ، ومَا نفَعَنِي مَالُ أَحَدٍ قَط مَا تعني مال أبي بكر، ولو كنت متخذا خليلا، لاتخذت أبا بكر خليلا، أنا وإن صاحبكم خليل الله)، ويقول ( صلى الله عليه وسلم): (إني قُلتُ: يا أَيُّها الناس إلي رسولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا، فَقُلْتُمْ: كذبت، وقال أبو بكر: صدقت).

كما كان نبينا صلى الله عليه وسلم خير معلم ومرب لأصحابه رضي الله عنهم يوجههم بالرفق لا بالعنف حيث يقول صلى الله عليه وسلم لصاحبه معاذ بمن جبل (رضي الله عنه): (يا معاذ، والله إني لأحبك، فلا تدعن أن تقول في دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وعن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال: بينما أنا أصلي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ عَطس رَجُلٌ مِن الْقَوْم فقلت: يرحمك الله فَرمَانِي الْقَوْمُ بأَبْصَارِهِمْ، فقلت: واثكل أمياه، ما شأنكم؟ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ، فَجَعَلُوا يَضْرِبُون بأيديهم على أفخاذهم، فَلَمَّا رأيتُهُمْ يُصمتُونَنِي، لكني سكت، فلما صلى رَسُولُ الله (صلى الله عليه وسلّم)، فبأبي هو وأمي: ما رأيتُ مُعَلِّما قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ، فَوالله مَا كَهَرَنِي وَلَا ضَرَينِي وَلَا شتمنِي، قَالَ: إِنْ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلامِ النَّاسِ، إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ).

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين. وكان نبينا صلى الله عليه وسلم يصل أصحابه رضي الله عنهم، ويتفقد أحوالهم. ويشاركهم فرحتهم، ويواسيهم في مصابهم ، يقول سيدنا بريدة بن الحصيب (رضي الله عنه: "كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتعهد الأنصار، ويُعودُهم، ويسأل عنهم". وعندما علم نبينا صلى الله عليهِ وسلَّم) بزواج صاحبه عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال له صلى الله عليه وسلّم: ما أصدقتها ؟ قال وزن نواة من ذهب، فقال - له عليه الصلاة والسلام: أولم ولو بشاة، ويقول سيدنا عبد الله بن جعفر رضي الله عنه: لما جاء نعي جعفر قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: اصنعُوا لآل جعفر طعامًا؛ فقد أتاهم ما يَشْغَلُهم.

 

Dr.Randa
Dr.Radwa