خلال ما يزيد على تسع سنوات من حكم الرئيس السيسي، عملت الدولة جاهدة على تعزيز ريادة قناة السويس ومكانتها كشريان رئيسي وحيوي، شملت أعمال تنمية القناة حفر أنفاق قناة السويس والبالغ عددها خمس أنفاق على مرحلتين، والتي حققت إنجازا كبيرا في تسهيل الانتقال من وإلى أرض سيناء وعبور الضفتين الشرقية والغربية لقناة السويس في دقائق لتسهيل انتقال البضائع والأفراد.

وتم افتتاح المرحلة الأولى من أنفاق قناة السويس في مايو 2019 عقب الانتهاء من حفر أنفاق تحيا مصر بالإسماعيلية وأنفاق ٣ يوليو ببورسعيد خلال ثلاث سنوات بدءً من يوليو 2016 حتى مايو 2019. بينما تم افتتاح المرحلة الثانية بانتهاء نفق الشهيد أحمد حمدي ٢ بالسويس، والتي نستعرضها في السياق التالي.

أنفاق بورسعيد 

بدأ العمل في مشروع حفر الأنفاق بمنطقة شرق بورسعيد في مايو عام ٢٠١٥، وقد انتهت ماكينة حفر الأنفاق العملاقة من أعمالها بعد أن تمت عمليات دقيقة لمعالجة التربة الطينية الصعبة بالمنطقة. وتعد الأنفاق من أكبر وأضخم الأنفاق بالمنطقة.

والمشروع عبارة عن نفقين للسيارات (أحدهما للقادم من بورسعيد متجهًا إلى سيناء، والنفق الثاني للقادم من سيناء متجهًا إلى بورسعيد)بحيث يتكون كل نفق من حارتين في اتجاه واحد، ويبلغ طول النفق ٣٩٢٠ م، منها ٢٨٦٠ م تم تنفيذها باستخدام نظام الحفر النفقي، و١٠٦٠ م بالحفر المكشوف، ويبلغ القطر الداخلي للنفق ١١,٤ م، والقطر الخارجي ١٢,٦ م، والارتفاع الصافي ٥,٥ م، والمسافة بينهما ١٧ م.

وتم الربط بين النفقين بـممرين عرضيين بمعدل ممر كل ١ كم؛ لتسهيل دخول عناصر الحماية المدنية في حالات الطوارئ. كما تم تجهيز الأنفاق بأحدث أنظمة الأمان، منها نظام (التهوية والإضاءة، ونظام مكافحة الحريق، ونظام التحكم الذكي ويشمل الإخلاء والمراقبة بالكاميرات والاتصال اللاسلكي، والإذاعة الداخلية، وهواتف الطوارئ، ووضوح الرؤية، والعوادم). ويتم تشغيل هذه الأنظمة من خلال مبنى التشغيل والتحكم.

يهدف المشروع إلى ربط سيناء وشرق القناة بالوادي والدلتا، وتسهيل حركة عبور الأفراد والبضائع من وإلى سيناء، وإحداث التنمية المنشودة لتلك المنطقة بالتوازي مع ما تشهده سيناء ومنطقة القناة من تنمية.

أنفاق الإسماعيلية 

جرى افتتاح نفقين للسيارات يمران أسفل قناتي السويس القديمة والجديدة، وذلك في إطار تحقيق التنمية المستدامة وتخفيف العبء عن المواطنين في التنقل من وإلى سيناء، بالإضافة إلى ربط سيناء بالوادي، بلغت تكلفة المشروع ١١,٥ مليار جنيه، وتحت شعار "تحيا مصر" عمل أكثر من ٣ آلاف مهندس وفني وعامل في مشروع أنفاق الإسماعيلية، واصلوا الليل بالنهار من أجل الانتهاء من ملحمة العبور؛ لتحقيق التنمية المستدامة وتخفيف العبء عن المواطنين في التنقل من وإلى سيناء، فقد أشرفت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة على عملية إنشاء أنفاق محافظة الإسماعيلية، وذلك بالتعاون مع الشركات الوطنية المصرية، حيث تولت شركة «بتروجيت» عملية إنشاء النفق الجنوبي، في حين تولت شركة «كونكور» عملية إنشاء النفق الشمالي، بحجم عمالة بلغ أكثر من ٣ آلاف استشاري ومهندس وفني وعامل، وذلك تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

نفق الشهيد أحمد حمدي2

جرى تنفيذ نفق الشهيد أحمد حمدي2، في أبريل 2019، واستغرق تنفيذه 28 شهرًا، شارك في تنفيذ المشروع 5000 مهندس وفني وعامل مصري في مرحلة الحفر وتجهيز وصب الحلقات الخرسانية وبلاطات السطح ذلك من خلال تحالف شركتين مصريتين وطنيتين، هما شركة "بتروجيت" وشركة "كونكورد".

شهدت أعمال تنفيذ النفق دمج أكثر من نشاط في وقت واحد، إذ جرى تركيب وحدات سطح الطريق بالنفق بالتزامن مع أعمال الحفر النفقي، بخلاف ما جرى تنفيذه في الأنفاق السابقة، كما جرى استغلال فترة توقف أعمال الحفر النفقي لأغراض صيانة ماكينة الحفر في تنفيذ أعمال وحدات الصرف السطحي، ومد مواسير الصرف، وتركيب وحدات النيوجيرسي.

سجلت أعمال الحفر تحقيق معدلات تنفيذ قياسية فاقت المعدلات العالمية، إذ يبلغ المعدل العالمي لتنفيذ الحفر النفقي 70 مترًا طوليًّا في الشهر، وبسواعد مصرية زادت معدلات الحفر اليومية في أنفاق الإسماعيلية وبورسعيد، من 135 مترًا طوليًّا في الشهر، وصولًا إلى معدل 270 مترًا طوليًّا في الشهر بنفق الشهيد أحمد حمدي.

يربط النفق بين غرب القناة وطريق النفق شرم الشيخ، كما يربط القادمين من السويس والقاهرة عبر طريق النفق بطريق "شرق التفريعة- رأس سدر"، ويعتمد النفق على 6 أنظمة حديثة ومتطورة للتشغيل والحماية والتهوية والمراقبة الإلكترونية وتفتيش السيارات العابرة للنفق.