الخميس 2 مايو 2024

مفتاح الحضارة المصرية.. 201 عاما على فك رموز حجر رشيد وتأسيس علم المصريات

حجر رشيد

تحقيقات27-9-2023 | 12:32

أماني محمد

في مثل هذا اليوم قبل 201 عام نجح العالم الفرنسي شامبليون في فك رموز حجر رشيد، والذي يعد بمثابة مفتاح الحضارة المصرية، وتم فك رموزه بعد ما يزيد عن مائتي عام من العثور عليه، ليتأسس بفك رموزه علم المصريات واستطاع العالم معرفة قيمة وعظمة حضارة مصر..

اكتشاف حجر رشيد

اُكتشف حجر رشيد لأول مرة في قلعة جوليان "قايتباي" برشيد، على يد أحد الضباط المهندسين الفرنسيين، وهو بيير فرنسوا خافيير بوشار في 19 يوليو عام 1799،

حجر بازلتي أسود كبير طوله 115 سم، وعرضه 72 سم، وسمكه 11 سم، يحتوي على لغتين مكتوبة بثلاثة خطوط، واللغتان هما اللغة المصرية القديمة واللغة الإغريقية، وكانت اللغة المصرية القديمة تضم نوعين من الخطوط هما الهيروغليفي والديموطيقي وهما يتبعان اللغة المصرية القديمة، ويتبع الخط الثالث الإغريقي للغة الإغريقية.

وتبقى من النص المكتوب بالخطوط الثلاثة 14 سطرا من الخط الهيروغليفي، و32 سطرا من الخط الديموطيقي تلف منها أول 14 سطرا، ويلي ذلك 54 سطرا من الإغريقية، ولكن آخر 26 سطرا تعرضت للتلف.

وخرج الحجر من مصر بعدها، فبعد مغادرة نابليون بونابرت مصر أصبحت قوات الحملة الفرنسية تحت ضربات العثمانيين والإنجليز، وفي مارس 1801 نزلت القوات الإنجليزية في خليج أبي قير، وأخذت الجنرال الإنجليزي مينو كل الآثار التي حصل عليها علماء الحملة الفرنسية، وبعد هزيمتهم في معركة أبي قير البحرية وتقهقرت القوات الفرنسية إلى الإسكندرية حاملين معهم الآثار المصرية.

ونُقل حجر رشيد إلى الإسكندرية ووضع في مخزن باعتباره من ممتلكات القائد الفرنسي مينو وحوصرت القوات الفرنسية في الإسكندرية وأعلن مينو الهزيمة في 30 أغسطس 1801 وتم توقيع معاهدة الاستسلام وبموجب المادة 16 من الاتفاقية تم تسليم الآثار التي في حوزة الفرنسيين للجانب البريطاني ومن ضمن الآثار حجر رشيد.

وفي عام 1802 قام معهد الآثار بلندن بعمل 4 نسخ جصية من نصوص حجر رشيد وأعطيت إلى جامعات أكسفورد وكامبردج وادينبورج وترينتي كولج في دبلن ثم تم عمل طبعات من الحجر ووزعت على الباحثين في أوروبا ونقش باللون الأبيض على الحافة اليمنى واليسرى إشارة إلى أن الحجر تم الاستيلاء عليه بواسطة الجيش البريطاني عام 1801 وأهدى بواسطة الملك جورج الثالث.

فك رموز حجر رشيد

ويدور النص الموجود بحجر رشيد عن قرار أصدره الكهنة في الثالث والعشرين من مارس عام 196 ق م، على شرف الملك بطلميوس الخامس الذي كان في عمر الثالثة عشرة وقتها.

وكانت هناك محاولات عديدة لفك رموز هذا الحجر، بدأت منذ عام 1802 على يد المستشرق الفرنسي سلفستر دي ساسي، حيث استطاع التوصل إلى أماكن أسماء الأعلام في النص الديموطيقي بعد مقارنتها بالنص الإغريقي، حتى عام 1805 عندما بدأ العالم الفرنسي شامبليون دراسة الحجر، واستمرت محاولاته 17 عاما حتى أعلن نجاحه فى فك رموز حجر رشيد في 27 سبتمبر 1822.

وفي عام 1822 أعلن "شامبليون" على العالم أنه تمكن من فك رموز اللغة المصرية القديمة، وأن بنية الكلمة في اللغة المصرية لا تقوم على أبجدية فقط، وإنما تقوم على علامات تعطي القيمة لحرف واحد وأخرى لاثنين وثالثة لثلاثة، وأكد استخدام المخصصات في نهاية المفردات لتحديد معنى الكلمة.

 وبنجاحه وضع "شامبليون" اللبنات الأولى في صرح اللغة المصرية القديمة. وجاء من بعده المئات من الباحثين الذين أسهموا في استكمال بناء هذا الصرح الشامخ، وبهذا الإنجاز بدأ الغموض ينجلي عن الحضارة المصرية وأخذ علم المصريات يشق طريقه بقوة بين العلوم الأخرى.

 

حجر رشيد

ويتواجد حجر رشيد، حاليا في المتحف البريطاني منذ عام 1802، وفي نهاية الحرب العالمية خشيت إدارة المتحف على القطع الأثرية ومن ضمنها حجر رشيد وظلت هذه الآثار في قاعة أسفل محطة قطارات تبعد 16 مترا عن سطح الأرض في ماونت بلزانت في هلبورن، ولم يخرج حجر رشيد بعد ذلك إلا مرة واحدة ولمدة شهر في أكتوبر عام 1972 لمتحف اللوفر بباريس بمناسبة مرور 150 عاما على فك رموز حجر رشيد.

Dr.Randa
Dr.Radwa