الخميس 6 مارس 2025

البعض يلجأ إليه.. زواج نصف الوقت!

  • 10-10-2017 | 13:39

طباعة

تحقيق : أميرة إسماعيل

فجأة قررت صديقتي الأرملة كسر القوالب الجامدة والزواج بمن دق له قلبها لكن بطريقة تحافظ من خلالها على مشاعر بناتها، فاتفقت معه على زواج شرعي بشرط أن يتقابلا في مواعيد محددة ويظل كل منهما في بيته يعني "زواج لنصف الوقت"، وتساءلت هل يكون هذا الشكل من الزواج عادلا؟ وكيف يتحقق مبدأ الاستقرار بين طرفيه؟ وما تأثيره على الأبناء؟

تقول كريمة، ربة منزل: بعد وفاة زوجى عملت على تربية ابنتى، لكننى لم أستطع العيش بمفردى ولم أطق الوحدة، ومنذ أربع سنوات تزوجت من مطلق له ابن في مثل عمر ابنتي وذلك بعد أن اتفقت معه على بقاء كل منا في منزله حتى تتزوج ابنتي، بعدها يمكننا الاجتماع سويا فى بيت واحد، ومنذ ذلك الوقت وأنا أعيش معه في سعادة دون أن ينعكس ذلك سلبا على حياة ابنتي أو ابنه.

أما سامية على -40سنة - موظفة فتقول: تزوجت بعد وفاة زوجى لكن على ألا نعيش سويا بل نجتمع كلما سنحت الظروف، وكنت أخفى عن أولادي هذا الارتباط رغم علم جميع عائلتي، لكنهم اكتشفوا هذا الزواج بعد فترة، وها نحن متزوجان وتسير الحياة بيننا بشكل طبيعى دون أى مشكلات، وقد لجأت لهذه الطريقة لأنها لن تضر بأبنائى ولا بأبناء زوجى.

 مشاعر محرمة      

وتسرد هناء حكايتها مع هذا الزواج قائلة: أحببت مطلقا يكبرني بخمس سنوات، وقتها كنت في منتصف العقد الرابع من العمر وكانت ابنتي مخطوبة، ولأنني لا أرضى لنفسي بمشاعر محرمة اتفقت معه على الزواج وبقاء كل منا في بيته حتى أتمم زواج ابنتي، وبالفعل عشنا عامين في سعادة يحسدنا عليها الجميع، كنا نعد الأيام والساعات التي تجمعنا دون فراق ولو لثوان، وما أن تحقق المراد حتى تغيرت الأحوال وأصبحنا نتشاجر ليل نهار، وبعد 6 شهور من العيش تحت سقف واحد كان الانفصال.

وترفض أميمة إبراهيم -50 سنة - مهندسة هذه الطريقة من الزواج قائلة: الزواج ليس مجرد علاقة جسدية فقط يتم تحديدها بالوقت بل مشاركة واستقرار وأرواح تتألف مع بعضها فكيف نطلق على هذا الارتباط زواج وإن كان شرعيا، فهذا غير مقبول من وجهة نظري.

البحث عن السعادة

تختلف الكاتبة شهيرة سلام مع أميمة قائلة: على الإنسان أن يبحث عن وسيلة تحقق له السعادة دون الإضرار بغيره، فإذا كان زواج نصف الوقت يحتاجه البعض ليحظى بالاستقرار دون أن يؤثر ذلك سلبا على حقوق أبناء طرفيه، فلماذا نرفضه طالما أنه يتم في إطار شرعي؟

وتساءلت وفاء الشاطر، مدرب زواج صحي كيف يكون زوجي ولا أئتمنه على أولادي، ولماذا ارتضى بالارتباط بى طالما أنه لا يستطيع أن يكون أبا بديلا لصغاري؟ وقالت: من المعتقدات الخاطئة نظرة البعض للزوج الثاني على أنه رجل غريب عن الأولاد، فإن كان رجلا غريبا فكيف ستكون حياتى سوية معه، وإن صح زواج نصف الوقت فلابد أن يكون هذا الرجل على قدر من الأخلاق والأمانة والمسئولية ليرعى ويحافظ على أولاد زوجته كأبنائه تماما، ولن تخشى أن يقترب منهم لأنها على ثقة من حسن اختيارها.

غير مقبول

وأرجعت د. هند فؤاد، مدرس علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، استحداث هذا الشكل من الزواج إلى العديد من المتغيرات التي طرأت على المجتمع، منها تغير السلوك والأخلاق ما دفع المطلقة أو الأرملة لتفضيل هذا  الارتباط حماية للأبناء، وقالت: يفتقد هذا الزواج لمفاهيم الميثاق الغليظ، ومن ثم قد يكون مصيره الفشل حال انتهاء الرغبة من هذه العلاقة، لافتة إلى أن حالاته لا تتعدى نسبة 2% من المجتمع.

ويتفق د. شحاته زيان، أستاذ علم النفس مع الرأي السابق، ويقول: لا شك أن هذا النوع من الزواج يتنافى مع قيم المجتمع المصري ويؤثر سلباً على الأبناء والأجيال القادمة وهو أمر لابد من الانتباه له جيدا، كما تمتد انعكاساته السلبية إلى طرفي العلاقة وسرعان ما يشعر كلاهما بعدم الاستقرار والرغبة فى إنهاء هذه الزيجة.

مسألة توفيقية

وعن موقف الشرع من هذا الزواج تقول د. آمنة نصير، أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر: إذا كانت الأرملة أو المطلقة بحاجة لوجود زوج في حياتها دون أن يؤثر ذلك على نفسية أبنائها فلا مانع من تحقيق رغبتها من خلال "زواج نصف الوقت" وذلك حتى تلبى احتياجاتها الإنسانية الطبيعية دون إلحاق الضرر بأبنائها، فالزواج مسألة توفيقية يتم تطبيقه نظرا لظروف معينة قد تجعل زيجة تختلف عن الأخرى، متسائلة: لماذا نضيق على أنفسنا ما أحله الله؟.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة