تحتفل الكنيسة المصرية بعيد الصليب أو عيد رفع الصليب وهو أحد الأعياد المسيحيّة الشعبيّة المهمة، والذي يتم فيه إحياء ذكرى العثور على الصليب الحقيقي، الإمبراطور الروماني قسطنطين الكبير التي تدعى سانت هيلانة أثناء رحلة الحج التي قامت بها إلى مدينة القدس، وتستمر طقوس الاحتفال به ثلاثة ايام.
ما هو عيد الصليب؟
بنيت كنيسة القبر المقدّس في موقع قبر المسيح حيث عثروا على الصليب، ويعود تاريخ العيد في الكنائس الشرقية إلى تكريس كنيسة القيامة في القدس حوالي عام 335 م، أما بالنسبة للكنائس الرومانية الكاثوليكية فقد بدؤوا الاحتفال فيه في القرن السابع، ويحتفل بعيد الصليب في المشرق بتاريخ 14 سبتمبر من كل عام، والذي يصادف 27 سبتمبر بحسب التقويم الغريغورياني ويستمر به 3 أيام.
وتحتفل الكنيسة الكاثوليكية في مصر، أيضاً بعيد الصليب، وهو الصليب المقدس ورفعته على جبل الجلجلة وبنت فوقه كنيسة القيامة، وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أيضا بعيد الصليب، مرتين في العام، الأول في اليوم السابع عشر من شهر توت، والذي بدأ سنة 326 على يد الملكة القديسة هيلانة، والدة الامبراطور قسطنطين الكبير، والاحتفال الثاني في اليوم العاشر من برمهات، والذي بدأ على يد الامبراطور هرقل في 628م.
مناسبة الاحتفال بعيد الصليب
ويعود الاحتفال بعيد الصليب في هذا اليوم بظهور صليب السيد المسيح في اليوم العاشر من شهر برمهات سنة 627 م، ويعود لذكرى نجاح الإمبراطور الروماني هرقل في استعادة قاعدة الصليب المكرمة لدى المسيحيين، التي اختلسها الفرس آنذاك من القدس أثناء فترة الحروب المتتالية بين الروم والفرس.
وهذا الصليب الذي يعتقد المسيحيون أنّه تم صلب المسيح عليه، تذكر المصادر التاريخية أنّه ظل مطمورا بفعل اليهود تحت تل من القمامة، وذكر المؤرخون أنّ الامبراطور هوريان الروماني (117 – 138م) أقام على هذا التل في عام 135م هيكلا للزهرة الحامية لمدينة روما، وفي عام 326م تم الكشف على الصليب بمعرفة الملكة هيلانة أم الامبراطور قسطنطين الكبير، التي شجعها ابنها على ذلك فأرسل معها نحو 3 آلاف جندى، وبعد أن وجدت "الصليب" أقامت كنيسة القيامة على مغارة الصليب وأودعته فيها، ولا تزال مغارة الصليب.
ماذا تعني كلمة الصليب؟
فمعنى كلمة الصليب الروحي عند الكنيسة هو كل عمل الفداء الذي أكمله الرب يسوع بموته الكفاري، فهو مات لأجل خطايا الناس مسمراً على صليب العار لكي يهبنا حياة المجد والفخار.
طقوس الاحتفال بعيد الصليب
يسبق الاحتفال بعيد الصليب الصلاة، فيصلي المسيحون بدايةً صلاة الغروب في المساء الذي يسبق يوم العيد، ويوم العيد يتوجهون إلى الكنيسة، ويوضع أمامهم على المنضدة صليبًا يرمز للصليب الحقيقي، ويوضع في صينية محاطة بفروع نبات الريحان، ويؤخذ في موكب مهيب عبر الكنيسة لترديد ترنيمة العيد، ويأخذ الكاهن الصليب ويقدم التماسات من كل جانب من جوانب الطاولة وهي الجوانب الأربعة للصليب، وهنا يردد المسيحيون "يا رب ارحمنا"، ويرفع الكاهن الصليب ويخفضه إحياءً لذكرى اكتشافه وتمجيدًا له، وفي نهاية الاحتفال يأتي المصلون رلى الكاهن ليتلقوا منه فروع نبات الريحان الذي كان موجودًا حول الصليب، وترجع رمزية الريحان إلى أنه النبات الذي كان ينبت في موقع قبر السيد المسيح حيثما عثر على الصليب.