الأحد 5 مايو 2024

الذكرى 53 لوفاته .. محطات في حياة الزعيم جمال عبد الناصر

الزعيم جمال عبد الناصر

تحقيقات28-9-2023 | 13:22

نيرة سعيد

تحل اليوم الذكرى 53 لوفاة ثاني رؤساء مصر الزعيم جمال عبد الناصر، صاحب الإرث العريق في النضال ومناهضة الاستعمار إضافة إلى كونه رمزا للكرامة والوحدة الوطنية، وأحد قادة ثورة 23 يوليو 1952، وقائد الاتحاد العربي الاشتراكي الداعي للوحدة الوطنية، فضلا عن شعبيته الكبيرة المستمرة في قلوب المصريين إلى الآن، حيث صُنفت جنازته ضمن أعظم جنازات القرن العشرين، لتتدفق آلاف الناس في شوارع المدن الرئيسية في جميع أنحاء الوطن العربي.

كيف كانت نشأة الزعيم في سنواته الأولى؟

وُلد الزعيم جمال عبد الناصر بالإسكندرية في 15 يناير 1918، نشأ في أسرة صعيدية عربية قطحانية، وكان والده موظفا بهيئة البريد، وبحكم عمل والده تنقل مع أسرته بين عدد من محافظات مصر، وكان جمال عبد الناصر أول أبناء والديه، ولديه ولدين من بعده، وهما عز العرب والليثي، والتحق جمال عبد الناصر في طفولته بمدرسة النحاسين الابتدائية بالجمالية بحي القاهرة.

شرارة النضال الكامنة منذ الصغر

بدأ عبد الناصر نشاطه السياسي بمدرسته الثانوية بالإسكندرية، بعد أن انضم إلى مظاهرات بميدان المنشية  وكان هذا الاحتجاج يندد بالاستعمار الإنجليزي في مصر، وعندما انتقل والده إلى القاهرة للعمل هناك في عام 1933، التحق جمال بمدرسة الثانوية بحي الظاهر بالقاهرة، وكتب بها مقالات عدة عن الحرية ومثل في مسرحيات مدرسية ليقود بعدها مظاهرة طلابية ضد الحكم البريطاني، وأُصيب عبد الناصر بجرح في جبينه.

 لم ينتسب جمال عبد الناصر بسهولة بالكلية الحربية، فقد تسبب نشاطه الطلابي في حرمانه من الالتحاق بها، فدرس بكلية الحقوق لفترة صغيرة واستقال، وعاود تقديم طلب الانضمام إلى الكلية العسكرية، وتمت الموافقة على طلبه في عام 1937، وتخرج في يوليو من نفس العام، ليرقى عبد الناصر إلى رتبة ملازم تان في سلاح المشاة، وحصل على وظيفة مدرب في الأكاديمية العسكرية الملكية بالقاهرة في 1943.

قُبل عبد الناصر في كلية الأركان العامة وبدأ في تشكيل مجموعة من الضباط الذين يملكون مشاعر قومية قوية، وواصل بعدها البحث عن الضباط المهتمين بالأمر في مختلف فروع القوات المسلحة، وظل على اتصال مع أعضاء المجموعة من خلال عبد الحكيم عامر الذي كان من أبرز مساعديه في فترة رئاسته.

الضباط الأحرار

وشارك عبد الناصر في حرب فلسطين عام 1948، متطوعاً في البداية ثم ضمن صفوف الجيش المصري حين شنت الدول العربية هجوماً عسكرياً لطرد الميليشيات اليهودية من فلسطين بعد انتهاء الانتداب البريطاني، وصدور قرار من الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين لدولتين يهودية وعربية.

وبعد سنة 1949 اعتد الفريق اسم الضباط الأحرار وانتخب ناصر رئيسا للجنة التأسيسية للظباط الأحرار بالإجماع بعد أن قام بتنظيمها، وتألفت من 14 رجلا من مختلف الخلفيات السياسية والاجتماعية، وفي عام 1950 فازحزب الوفد بأغلبية المقاعد في الانتخابات البرلمانية، وفي يوم 22 يوليو 1952 انطلقت ثورة وأعلن نجاحها في اليوم التالي، وتم إلغاء النظام الملكي وأعلن نظام الجمهورية في مصر، وكان محمد نجيب أول رئيسا لها وعُين ناصر نائبا للرئيس، قام عبد الناصربإعادة تنظيم الأحزاب السياسية ووضع قانون الإصلاح الزراعي، خلال شهر يناير من سنة 1956، أُعلن عن الدُستور المصري الجديد، الذي نصَّ على تأسيس نظام الحزب الواحد تحت مظلَّة الاتحاد القومي، وكان الاتحاد القومي يختار مُرشحًا للانتخابات الرئاسيَّة على أن تتم الموافقة عليه من قبل الجماهير بعد أن يُطرح اسمه من قِبل اللجان.

رئاسة الجمهورية والتنحي بعد الانتكاسة

وترشح عبد الناصر لمنصب الجمهورية، وأصبح رئيسا للجمهورية في يونيو 1956 ليصبح ثان رئيسا لمصر، تبنى عبد الناصر فكرة إنشاء السد العالي الذي يمثل ملحمة وطنية للمصريين، ويُعد أعظم مشروع هندسي في القرن العشرين، وكان في استقبال إعلان تأميم القناة تأييد واسع من قبل الجمهور في مصر، وفي جميع أنحاء الوطن العربي، نزل الآلاف إلى الشوارع مرددين هتافات داعمة لهذا القرار.

أُعلن قرارا بتأميم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية في 26 يوليو عام 1956، وفي 22 فبراير 1958 تم الإعلان عن اتحاد يضم مصر وسوريا أُطلق عليه "الجمهورية العربية المتحدة"، وقد تولى رئاستها،  وجاءت حرب يونيو1967 لتكون بمثابة الانتكاسة الأكبر في مسيرة عبد الناصر ومشروعه القومي العروبي، إذ تمكنت القوات الإسرائيلية من اقتطاع شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة، والضفة الغربية والجولان السوري، وأعلن عبد الناصر التنحي، إلا انه تراجع في اليوم التالي بعد خروج مظاهرات ترفض هذا القرار.

وفاة وصدمة لم تكن بالحسبان

عانى عبد الناصر من نوبة قلبية بعد انتهاء القمة 1970 وتُوفي في مثل هذا اليوم 29 سبتمبر 1970، واستقبل المصريون وكل شعوب المنطقة هذا الخبر الأليم بحزن وصدمة غير عادية، وكانت جنازة الزعيم أكبر جنازات القرن العشرين وشملت قادة الدول العربية والحشود من بقاع مختلفة وأكثرها بالطبع الشعب المصري، وكان المقصد النهائي للموكب في مسجد النصر، وكان رد الفعل العربي عامة هو الحداد، وتدفق آلالاف الناس في الشوراع والمدن الرئيسية في جميع أنحاء الوطن العربي.