الأربعاء 1 مايو 2024

مترجمة لغة الإشارة: المثابرة وتحديد الهدف سر نجاحي

مترجمة لغة الاشارة بسنت سيد

سيدتي30-9-2023 | 09:27

فاطمة الحسيني

في إطار الاحتفال باليوم العالمي للصم الذي يوافق السبت الأخير من سبتمبر، والذي يهدف إلى رفع مستوى الوعي وتقديم ثقافة الصم ولغة الإشارة، التقت بوابة "دار الهلال" بالباحثة  بسنت سيد، مترجمة لغة الإشارة، لتحدثنا عن درستها لتلك اللغة وأهم التحديات التي واجهتها، وكيف تصدت لها:

في البداية تقول بسنت سيد، «تخرجت من كلية التربية قسم علم النفس بجامعة عين شمس عام 2016، وأثناء فترة دراستي ذهبت مع والدتي إلي أحد المطاعم الشهيرة في القاهرة، والتي كان معظم العاملين بها من فئة الصم، وعند طلبي "للأوردر"، تفاجئت أنني غير قادرة على استيعاب طريقة إشاراته ولا أعرف شيء عن ذلك العالم، ثم لاحظت على ملامح الشخص بعض الضيق والحزن، لعدم فهمي له، وهنا شعرت بخجل شديد من نفسي لجهلي لتلك اللغة، خاصة وأنا من خريجي كلية التربية الخاصة، وكان ذلك الموقف من أصعب ما مر بحياتي».

وأضافت: «جلست أفكر عن الخيط الذي يساعدني عن بداية التعرف على تلك اللغة، كي أتمكن من التعامل مع متحدثي الإشارة من الصم والبكم، وبدأت أبحث في الإنترنت وأشاهد العديد من الفيديوهات، ثم ذهبت إلي الجامعة مرة أخرى وحصلت على دبلومه في اضطرابات التواصل (التخاطب) وبعدها دبلومه خاص في التربية الخاصة وأكملت حتي الحصول على درجة الماجستير تخصص إعاقة سمعية وحاليا باحثة دكتوراة تربية خاصة تخصص إعاقة سمعية».

وتابعت: «وبدأ شغفي بالمجال يتزايد مرة تلو الأخرى، وقررت أن أذهب لتعلم لغة الإشارة من خلال دورة تدريبية في أحد الجمعيات الخاصة بالأصم، وخلال فترة تعليمي بها، قمت بمشاهدة الكثير من الفيديوهات وحاولت التعلم منهم وتقليدهم، ثم تطوعت للنزول إلي بعض المراكز المعنية بفئة الصم سواء الأطفال أو الشباب، وبدأت أن أتعلم منهم لغتهم، ثم جاءت لي عدة فرص منها ترجمة لغة الإشارة لبعض المؤتمرات سواء الحكومية او الخاصة، إلي جانب التلفزيون المصري وترجمت العديد من البرامج».

وواصلت بسنت سيد: «شعرت أن بداخلي رسالة تستوجب العلم والمثابرة، فقمت بعمل محتوى تعليمي وترفيهي على إحدى منصات التواصل الاجتماعي بلغة الإشارة، ووجدت رواجاً له، وقررت أن استمر في تعليم الإشارة، لأنها لغة تحتاج لتحديث معلومات، ولا بد على متعلمها أن يقوم بالتدريب والتواصل المستمر مع الأصم، لأنه الأكثر دراية بلغته ويريد أن يعرف كل جديد في علم الإشارة».

واستكملت: «واجهت الكثير من المواقف المحبطة خلال مسيرتي في تعلم لغة الإشارة، ومن أصدقاء وأحباب، ومنهم من قال لي "ده مجال ميأكلش عيش"، "مش هتلاقي شغل"، "محدش بيهتم بلغة الإشارة"، ولكن لولا إيماني بالهدف الذي اسعي إليه، ودعم والدتي التي كانت ولا أزال المشجع الأول والأخير لتكملة المشوار، لما قد حصلت على المنصب الشرفي من وزارة التضامن الاجتماعي "كسفيرة الإنسانية لصم وضعاف السمع" لسنة 2021-2022، كما قمت بتغطية وترجمت العديد من المؤتمرات العظيمة التي على رأسها "مؤتمر المناخ cop27 في شرم الشيخ"، كما تم تكريمي ضمن أفضل 100 شخصية شبابية مؤثرة في الوطن العربي».

واختتمت الباحثة بسنت سيد حديثها لبوابة «دار الهلال»:  «شاركت في تدريب أكثر من 1000 شخص من جميع المحافظات، ومترجمة لتجمع مارثون جمع بين المتكلمين والأصماء، وأفضل اللحظات التي تمر خلال وقتي، هي أثناء عملي كمترجة لغة الإشارة في جامعة عين شمس مع الصم، و مقابلتهم بشكل يومي خاصة من هم في نفس الجيل من الشباب والشابات، ومحاولتي في تقديم يد العون والمساعدة لهم، كي أساهم في رسم بسمة على وجوههم».

 

 

Dr.Randa
Dr.Radwa