تواصل التغيرات المناخية إحداث الدمار بمنطقة البحر المتوسط، ففي الوقت الذي لم تتعافى فيه المنطقة من أثار العاصفة "دانيال"، ضربت العاصفة "إلياس" اليونان وتسببت العاصفة في دمار واسع النطاق.
العاصفة إلياس
تسببت العاصفة إلياس، في فيضانات واسعة في مدينة فولوس بوسط البلاد، وتركت المئات عالقين في القرى الجبلية المجاورة، وأكدت السلطات اليوناية، أن خدمة الإطفاء نفذت عمليات إنقاذ وإجلاء متعددة، موضحة أن رجال الإنقاذ يبحثون في منطقة جبلية عن شخصين بعدما فُقدت طائرة هليكوبتر خاصة كانت تحلق في الطقس السيء..
وأكد رئيس بلدية فولوس أشيلياس بيوس للتلفزيون اليوناني، إن المدينة تحولت إلى بحيرة، وحياة الناس في خطر، وأنه بقي محاصرا، فيما ظلت 80% من المدينة بدون كهرباء، مضيفًا: "لا أدري أين وجد هذا الماء، إنها مثل قصة سفينة نوح".
وقالت أجهزة الإطفاء إنها ساعدت أكثر من 250 شخصاً في المنطقة المحيطة بمدينة فولوس في وسط البلاد بمعاونة الجيش واستخدم عناصرها قوارب مطاطية وسيارات خاصة للوصول إلى السكان المحاصرين.
وانقطعت الكهرباء عن جزء كبير من مدينة فولوس وغمرت المياه أقساماً من المستشفى المحلي، على الرغم من استمرار تشغيله.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري ضربت العاصفة "دانيال" اليونان، ولم تتعاف بعد من أثارها، إذ دمرت العاصفة البنية التحتية للطرق والمزارع وقتلت عشرات الآلاف من الحيوانات.
كما طالت العاصفة دانيال مدينة "درنة" الليبية وجعلت منها مدينة منكوبة وتجاوز عدد الضحايا 11ألف، وأعلنت حكومة الوحدة الوطنية الليبية رصد "تلوث جرثومي" في جميع مصادر المياه الجوفية بمدينة درنة جراء اختلاطها بمياه الصرف الصحي وتحلل الجثث عقب الفيضانات التي ضربت المدينة ومدن أخرى شرق البلاد.
جاء ذلك في بيان للإدارة العامة لشؤون الإصحاح البيئي بوزارة الحكم المحلي في حكومة الوحدة الوطنية الليبية.
وذكرت الإدارة أن فرقها "تواصل معاينة مصادر المياه بالمدن المنكوبة عبر إجراء تحاليل شاملة لمصادر المياه بما في ذلك إجراء تحاليل للمياه بالأنبوب الخاص بسحب مياه البحر في درنة لمحطة تحلية مياه البحر الواصلة إلى منطقة حوض ميناء درنة البحري".
وأوضحت إدارة الإصحاح البيئي الليبية أن "نتائج التحاليل أثبتت تلوث جميع مصادر المياه الجوفية العامة والخاصة تلوثا جرثومياً".
كما أظهرت النتائج وفق البيان "تلوث مياه البحر تلوثًا كيمائياً وجرثوميا نتيجة اختلاطها بمياه الصرف الصحي وتحلل الجثث بداخلها".
وبرغم من مرور قرابة العشرين يوما على الفاجعة، تواصل السلطات الليبية أعمال البحث وانتشال الجثث التي بدأت بالتحلل، وسط انتشار روائح كريهة، بينما لا يزال الآلاف من سكان المدينة مشردين خارج بيوتهم التي جرفتها السيول ليل العاشر من سبتمبر الجاري، رامية معها عائلات بأكمالها في البحر.
العاصفة إلياس ومصر
وأكدت هيئة الأرصاد الجوية المصرية، أن مصر بعيدة تماما عن التأثر بمثل هذه الاضطرابات الجوية وتحديدا موجة العاصفة التي"إلياس"، حيث تشهد البلاد خلال هذه الفترة استقرارا تاما في الأحوال الجوية على كافة الأنحاء.
وأوضحت الأرصاد، أن العاصفة "إلياس" عبارة عن منخفض جوي موجود في اليونان وأثّر على عدة مناطق بسبب وجود أمطار غزيرة أكثر من المتوقع، تسببت في وجود فيضانات في الشوارع، وتزامن معها وجود امتداد لمنخفض جوي في طبقات الجو العليا عمل على حالة من عدم الاستقرار في الأحوال الجوية، وغزارة في كميات الأمطار بشكل أعلى من المعدل.