أكد وزير الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور محمد شاكر أن السوق العربية المشتركة للكهرباء سوف تساهم في تخفيض تكلفة توليد الطاقة الكهربائية بالمنطقة وتقليل الانبعاثات الحرارية بشكل أكبر كفاءة وتحقيق أمن واستدامة الطاقة بالمنطقة، مشيرا إلى أن الربط الكهربائي العربي، والذي يمهد الطريق لإقامة سوق عربية مشتركة يعد من أهم المشروعات التكاملية العربية.
جاء ذلك في كلمة لوزير الكهرباء أمام افتتاح اجتماع الدورة الاستثنائية للمجلس الوزاري العربي للكهرباء، الذي انطلق، اليوم /الأحد/، بالجامعة العربية برئاسته؛ لمناقشة السوق العربية المشتركة الكهرباء والاتفاقيتين المرتبطين بها؛ وهي اتفاقية السوق العربية المشتركة الكهرباء والإطار المؤسسي للسوق العربية المشتركة للكهرباء، حيث يعرض على المجلس قرار بالموافقة على اتفاقيتي السوق ليتم عرضهما لاحقاً على المجلس الاقتصادي والاجتماعي للجامعة العربية ومجلس جامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب.
وفيما يتعلق بالاتفاقية العامة واتفاقية السوق العربية المشتركة للكهرباء المعروضتين، اليوم، لاستصدار قرار من المجلس بالموافقة على نسخة 2022 المعدلة تحريرياً.. قال شاكر إنه يسعدني بأن أعلن تلقي أمانة المجلس موافقة (13) دولة عربية على اتفاقيتي السوق العربية المشتركة، والتي كانت آخرها موافقة كل من المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، والباب مفتوح لتلقي موافقات دول عربية أخرى.
وأكد أن المتغيرات التي حدثت في سوق الطاقة العالمي خلال الأعوام القليلة الماضية، والتي من بينها أزمة جائحة كورونا والعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أوضحت جدياً أهمية تأمين إمدادات الطاقة لكل دولة، كما أن وجود تكتلات إقليمية كان له الأثر الكبير في إدارة سوق الطاقة العالمي، وهو ما يؤكد أهمية الربط الكهربائي العربي كأهم المشروعات التكاملية العربية، والذي يمهد الطريق لإقامة سوق عربية مشتركة لتبادل الكهرباء لضمان المزيد من الطاقة المستدامة ولتحقيق تكامل الطاقة على مستوى الدول العربية ويزيل العوائق والتحديات التي تحول دون تكامل سوق الكهرباء والوصول لسوق عربية مشتركة لتجارة الكهرباء.
وقال إن السوق العربية المشتركة للكهرباء والربط الكهربائي العربي سوف يؤديان إلى تحقيق العديد من الفوائد الفنية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية والسياسية والقانونية من خلال تحسين اعتمادية نظم الطاقة الكهربائية اقتصادياً، وتعزيز كفاءة التشغيل، وتخفيض نسب الاحتياطي الثابت والدوار لمواجهة الطوارئ في الشبكات الكهربائية لكل نظام على حدة، وزيادة الاستقرار الديناميكي للشبكة الكهربائية، وخفض تكلفة توليد وحدة الطاقة الكهربائية، إضافة إلى الوفر المباشر في الاستثمارات الرأسمالية الناتج عن تأجيل إنشاء محطات إنتاج جديدة، من أجل تحقيق عائدات مالية للدول التي تمر بها خطوط الربط الكهربائي "دول العبور"، وتوفير أسس تبادل وتجارة الطاقة الكهربائية بما يخدم النواحي الاقتصادية، إلى جانب استخدام كافة مصادر الطاقة المتاحة وخاصة الاستفادة من الطاقات المتجددة، وتقليل الانبعاثات باستخدام الإنتاج الأكثر كفاءة، فضلاً عن تبادل الخبرات الفنية والمالية والقانونية بين الدول، وأخيراً تعزيز الأمن بين الدول والاستقرار السياسي، وخلق أجواء للتعاون والحوار ووجود مصالح اقتصادية مشتركة وخلق فرص عمل جديدة أثناء فترتى الانشاءات والتشغيل.
وأعرب عن التطلع خلال الفترة القادمة إلى تعزيز وتضافر الجهود لتمهيد الطريق للانطلاق نحو تنفيذ ما جاء بالاتفاقيتين المشار إليهما، والإسراع في استكمال الإجراءات اللازمة لتفعيل السوق العربية المشتركة، والعمل على استكمال البناء المؤسسي لإدارة السوق.
وقال: "ومن هنا تبرز أهمية تبادل الخبرات وبناء القدرات والتدريب للكوادر العربية بصفة عامة، والكوادر الوطنية بصفة خاصة، لتكون قادرة على التعامل مع التحديات الراهنة والفرص المتاحة باستخدام أحدث التكنولوجيا والبرامج الحديثة للتشغيل وإدارة السوق العربية المشتركة، بما يحقق استقرار وجودة الأداء.
وتوجه وزير الكهرباء بالشكر إلى كل من ساهم في هذا العمل العظيم خاصة أعضاء أمانة المجلس وإدارة الطاقة؛ لما يقومون به من عمل متواصل وجهد دؤوب للقيام بإنجاز وتنفيذ قرارات المجلس الوزاري العربي للكهرباء، كما توجه بالشكر لأعضاء اللجان الفنية والتوجيهية ولجان الخبراء والمعنين من الدول الأعضاء؛ وذلك للجهود التي بذلت على مدار عدة سنوات، وكذلك للبنك الدولي لمساهمته في تطوير وثائق حوكمة السوق العربية المشتركة للكهرباء وكذا لدوره الفعال فيما يتعلق بالمشروع التجريبي لآلية التسعير الأقليمية للسوق العربية المشتركة، وهو أحد أهم العناصر اللازمة لإنشاء السوق العربية للكهرباء، بالإضافة إلى مجهوداته في إعداد الإطار المؤسسي للسوق العربية المشتركة من خلال إنشاء أمانة السوق ولجانه.
كما توجه بالشكر أيضا للصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي على مجهوداته المستمرة لتعزيز مشروعات الربط الكهربائي العربي، ولدعمه المالي ومساهمته في تغطية نفقات الخدمات الاستشارية لإعداد قواعد تشغيل الشبكات العربية وتمويل دراسة جدوى بدائل إنشاء المركز الإقليمي للتنسيق وأمانة للسوق العربية المشتركة للكهرباء، وكذا لدوره الفعال فيما يتعلق بالمشروع التجريبي لآلية التسعير الإقليمية للسوق العربية المشتركة، وهو أحد أهم العناصر اللازمة لإنشاء السوق العربية للكهرباء، بالإضافة إلى مجهوداته في إعداد الإطار المؤسسي للسوق العربية المشتركة من خلال إنشاء أمانة السوق ولجانه.
وتقدم بالشكر والتقدير للأمانة العامة لجامعة الدول العربية بكافة أجهزتها وعلى رأسها الأمين العام والأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية وجميع العاملين معهم، كما تقدم بالشكر لكل من ساهم في الإعداد لهذا الاجتماع من الوزراء وأعضاء المكتب التنفيذي ولجان الخبراء واللجنة التوجيهية وفريق عمل الدراسة، كما شكر الاتحادات والمنظمات على مجهوداتها الدائمة لدعم أعمال المجلس.