تقوم عدد ليس بقليل من النساء بالتنازل عن بعض حقوقهن سواء كان مع شريك الحياة أو زملاء العمل أو الأقارب، وفي مقابل ذلك تجد الآخرين يصفوها بالتساهل وعدم الكرامة والتضحية بحقوقها وواجباتها، الأمر الذي جعلنا نتساءل عن هل هناك حدود على المرأة وضعها مع الآخرين؟، وهل تنازلها والتغاضي عن بعض المشاكل يعد نوعاً من إهدار كرامتها؟....

تقول الدكتورة رحاب العوضي أستاذ علم النفس السلوكي، هناك الكثير من الأدوار الاجتماعية والنفسية التي لابد من زرعها في نفس وعقل كل امرأة منذ نعومة أظافرها، وهي كيفية وضع حدود مع النفس ومع الآخرين، سواء كانت مع الأهل أو الجيران أو الأصدقاء أو الزوج أو الأبناء، وأن تعي جيداً أن تلك الخطوط الحمراء هي المفتاح الوحيد والأبدي الذي يصون كرامتها على مر الزمان، وانه يختلف من شخص لأخر.

وأضافت أستاذ علم النفس السلوكي، أن التخلي عن تلك الحدود نوعاً من التساهل بالحقوق والواجبات، الذي يسمح بالآخرين لانتقاد ملابسها أو أحلامها وأهدافها في الحياة وآمالها، بل يتجاوز الأمر ليصل إلي سيطرة شريك الحياة على ذمتها المالية أو إجبارها على التصرف عكس إرادتها، أو التنازل عن الواجبات الخاصة بها كمسئولياتها تجاه والديها أو أبنائها أو إتقان عملها.

وأكملت العوضي أن التساهل مع الرجل سواء كان الزوج أو زميل العمل أو احد الأقارب، وعدم وضع حدود وخطوط حمراء، ناتج عن سوء تربية المرأة وضعف شخصيتها والثقة بالنفس، وبعض المشاكل الأسرية التي تربت عليها منذ الصغر مثل رؤية الأب وقسوته على الأم، دون أن تجد والدتها تتخذ أي موقف أو تضع حدود مما انعكس على شخصيتها في الكبر وجعلها ضعيفة ومهزوزة، كما أن هناك بعض الحالات من النساء تقدم الكثير من التضحيات والتنازلات، وذلك لشخصيتها الحساسة التي تجعلها تخجل من إحراج الآخرين، مهما بلغ تدخله وتجاوزه سواء بالتدخل بأسئلة شخصيه أو سخرية زائدة أو التنمر عليها.

ونصحت المرأة بضرورة وضع حدود سواء في علاقاتها الاجتماعية أو العاطفية مع الآخرين، ومنها الحدود الشخصية التي تتعلق بخصوصياتها التي لا تحبذ الخوض والبوح فيها، وأن تتفهم وتقدر ذاتها والطريقة التي تناسبها في التعامل، لان  كسر الحدود وفتح باب التعامل مع الجميع بتساهل وتهاون، يعرض الشخص للتجريح و الاهانة وقلة الكرامة.