الجمعة 3 مايو 2024

العزوف عن الزواج والعقل الباطن

مقالات2-10-2023 | 19:18

نحاول في مقالنا هذا أن نحلل دور العقل الباطن في العزوف عن الزواج، كل واحد منا يحمل مخططاً ذهنياً حول نفسه خلال مراحل عمرنا المبكرة ويمكن أن تدمر حياتنا بأكملها أن سمحنا لها بذلك سواء كنت تعرف ذلك أم لا فالصورة الحياتية منذ يوم الولادة تعبر عن مواقف وكلمات وتجارب هي مخزون الحياه في اللاشعور وتمنح العقل الواعي السلوك والشخصية.
هذا ما يفعله العقل الباطن و برمجته في تأثيره على حياتنا، فالمشكلة تكمن في العزوف عن الزواج وباتت قضية بجب النظر إليها في المجتمعات العربية وليس في مصر فقد أصابت كل المجتمع العربي. وهذا يدعونا إلى هل سألنا الفتى والفتاة قبل الزواج لماذا لا تريد أن تتزوج؟ وماذا تتمنى أن يقدم لك شريك حياتك؟ أم أننا انشغلنا بأسباب وإن كانت هامة كغلاء المهور أو ارتفاع تكاليف الزواج أم أن اتجاهات الشباب نحو الزواج والأسرة في ظل مستجدات الألفية الثالثة وما صاحبها من حداثه بحاجة إلى تعديل لتستقيم المفاهيم ولا استثني دور الأسرة في هذه الألفية وهذه تعد الدرجة الأولى في سلم العزوف عن الزواج. 
من تأثير العقل الباطن وترسيخه لبعض الأفكار مثل:
 كملي تعليمك واعمل في وظيفه تدر لك دخل وتعتمدي على نفسك التي حلت محل البنت مهما تعلمت ملهاش غير بيتها وجوزها فهذا ما جنيناه من تأثير العقل الباطن في تربية أولادنا وبعيدا عن البحث في الأسباب الذي كثر حبره وزاد خبره  يعنيني الآن لماذا أبناؤنا علي مختلف طبقاتهم ومستوياتهم وخاصه من أبناء الحضر اتفقوا علي الاستمرار في العزوف عن بناء أسره وأحداث خلل في التكوين المجتمعي فمع الإقرار بوجود مشكله اقتصاديه أدت إلى عدم مقدره الشباب والأسر  علي تحمل نفقات تأسيس الأسرة ومن بعدها نفقات المعيشة فعلاج المشكلة الاقتصادية في عدم المبالغة في نفقات الزواج والمغالاة في الطلبات والعودة للدين الذي حل هذه الإشكالية حين  قال الله جلَّ وعلا: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [النور:32]  من جهة أخرى من الذي رسخ في بناتنا فكره الاهتمام بالمكانة العلمية والوظيفة وتحقيق الذات مقدم علي قبول الزواج في سن مناسب لتركيبتها كامرأة هل الثقافة الغربية التي غزت المجتمعات ام  الإعلام الذي رسخ بصوره أو باخري لفكره العزوف حيث تسابق في تقديم نماذج من الزواج الفاشل، بسبب إصرار الزوجة على أنها صاحبة الكلمة في المنزل بصورة مستفزة، ما يزيد من تخوف الشباب من الزواج أم عدم القدرة علي تحمل  المسؤولية الم تعرف بناتنا مخاطر العزوف عن الزواج أو تأجيله علي الصحة الإنجابية وصحه المواليد 
‎وكذلك ابناؤنا المقبلين علي الزواج لم يتعلموا تحمل المسؤلية ودورهم في بناء المجتمع أم أن قوانين الأسرة والخوف من الطلاق أو الخلع الذي تلجأ إليه بناتنا أصبح مصدر تهديدًا لإقامه حياه اسريه مستقره بحيث أصبحت لا تتحمل المسؤولية، ولا تستقبل أي نصح، ولا تقيم طاعة، ولا تصغي لحديث، فأول مشادة بينهما تسارع بطلب الطلاق، أو الخلع، في حين يتطلب عليها كأم ومتعلمة أن تكون أكثر حكمة، وأشد صبرا، وأوسع بالاً لما لها من صفات تفوق الرجل بتحمل الصعاب ومواجهه الأمور  الم يتعلموا أن الزواج  ميثاق غليظ شرعه الله لحياة مستقبلية مستقرة وهانئة وان الأديان السماوية وضعت الزواج في مكانه لها قدسيتها ففي المسيحية الزواج سر من أسرار الكنيسة  فعلى كل من الرجل والمرأة أن يحب شريكه كنفسه والمفروض أن يدوم هذا الرباط الزوجي كرباط مقدس حتى الموت وفي الإسلام أكد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أن الزواج استكمال نصف الدين وأيضا “الزواج من سُنتى فمن رغب عن سُنتى فليس منى”، هكذا تعلمنا من الدين قيمه ومكانه الزواج ولا يصح إلا بنيه استمراره وبناء اسره  صالحه تخلفهم بعدهم وعلينا العمل علي علاج المشكلو فأن العزوف عن  الزواج يعد كبتا وإحباطا لحاجة فسيولوجية أساسية، ما ينعكس سلبا على الحالة السلوكية والنفسية والصحية للفرد وكذلك انتشار المفاسد الأخلاقية في المجتمع وقلة النسل. 
‎واستعرض في السطور التالية مقترحًا لمواجهة مشكلة العزوف عن الزواج في مصر منها أهمية التركيز على توعية الشباب بأهمية الزواج وفوائده الاجتماعية والشخصية والدينية من خلال عقد برامج تثقيفية وورش عمل تناقش قضايا الزواج وتوضح الاحتياجات والتحديات التي قد تواجهه الأزواج الشباب. وتعزيز المساواة بين الجنسين وتحقيق حقوق المرأة في المجتمع يضمن تعزيز فرص التعليم والتوظيف للنساء، وتقليل التحيزات الاجتماعية والثقافية التي تعوق قراراتهن بشأن الزواج و يجب دعم الشباب في المجالات المهنية والاقتصادية وتوفير فرص العمل والتدريب المناسبة للشباب، بالإضافة تعزيز الاستقلالية المالية لديهم بتوفير برامج دعم ريادة الأعمال والتمويل الصغير لتمكين الشباب من تحقيق الاستقرار المالي والاعتماد على انفسهم قبل الزواج والعمل علي تشجيع المجتمع علي تغيير الأفكار والتوقعات الثقافية  القديمة والتوقعات التقليدية بشأن الزواج و تعزيز رؤية مرنة للزواج، وتقبل الاختلافات الثقافية في اختيار الشريك ضرورة تعديل الشخصية والسلوك أو البرمجة من خلال جلسات نفسيه متكرره  للشباب الذين يعانون من العزوف عن الزواج  بإنشاء جمعيات ومنظمات تقدم النصح والدعم والموارد للشباب الذين يواجهون صعوبات في اتخاذ قرار الزواج. 
‎وأخيرا تشجيع الحوار العائلي  المفتوح والصريح بين الأجيال داخل العائلة. بحيث يكون لدى الشباب الفرصة للتعبير عن آرائهم ومخاوفهم بشأن الزواج، ويجب على العائلة أن تكون مستعدة للاستماع والتفاهم ودعم قراراتهم بشأن الزواج وعدم إشراك الأبناء في خلافاتهم حتي لا يتأثر العقل الباطن بالأحداث السلبية وأن يعيدوا النظر في ترتيب أولويات الحياة وإصلاح ما أفسده تأثير العقل الباطن على حياتهم.

Dr.Randa
Dr.Radwa