سلط تقرير إخباري نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، الضوء على قرار السلطات الأوكرانية ببناء "مدارس تحت الأرض" في المناطق التي تقع على خطوط المواجهة مع القوات الروسية مثل مدينة خاركييف لتجنب مخاطر الهجمات الروسية في إطار الحرب الدامية المشتعلة بين الطرفين منذ فبراير من العام الماضي.
وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات الأوكرانية في خاركييف في الوقت الحالي قامت بتجهيز محطات مترو الأنفاق في المدينة لتصبح صالحة لاستخدامها كفصول دراسية لحين الانتهاء من بناء أول مدرسة من هذا الطراز في ظل التهديدات الصاروخية التي تتعرض لها المنطقة، موضحة أن المدينة تقع على مسافة نحو 35 كيلومترا من الحدود مع روسيا مما جعلها تتعرض إلى قصف صاروخي متكرر بشكل شبه يومي.
ويلفت التقرير إلى أن عمدة مدينة خاركييف إهور تيريكوف أكد في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي تيلجرام أن مثل هذا الطراز من المدارس سوف يتيح فرصة أكبر لتعلم الطلاب، موضحًا أن السلطات الأوكرانية قامت بتجهيز ما يقرب من 60 فصلا دراسيا في مترو الأنفاق تستوعب حوالي 1,000 طالب.
ويشير تيريكوف إلى أن النظام الجديد من المدارس سوف يراعي متطلبات النظم التعليمية الحديثة فيما يخص معدلات الأمان بحيث يسمح باستمرار العملية التعليمية حتى أثناء الهجمات الصاروخية.
وتنوه الصحيفة في الوقت نفسه إلى أن السلطات في مدينة خاركييف لجأت إلى طريقة أخرى منذ بداية الحرب وهو اعتماد نظام "الأونلاين" - أو الفصول الدراسية عبر الإنترنت - لتجنب مخاطر الهجمات الروسية، موضحة أن خاركييف تعد ثاني أكبر مدينة أوكرانية والتي كانت تضم قبل العملية العسكرية الروسية ما يزيد على 1.4 مليون مواطن أوكراني.
ويشير التقرير إلى أن القوات الروسية قامت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بقصف العديد من المناطق في منطقة خاركييف طبقا لما ذكره حاكم المنطقة أوليه سينيبوف.
وتلفت الصحيفة في ختام التقرير إلى أن الصراع مازال محتدما في ساحة القتال بين القوات الروسية والأوكرانية في ظل غياب أية بارقة أمل تلوح في الأفق حول قرب نهاية لتلك الحرب والتي تسببت في مقتل الآلاف وتشريد الملايين.