الثلاثاء 14 مايو 2024

من الهزيمة إلى النصر... كيف تجاوزت مصر نكسة 67 وحررت الأرض في 1973؟

حرب أكتوبر 1973

تحقيقات3-10-2023 | 13:49

محمود غانم

تحتفل مصر بذكرى مرور خمسين عاما على انتصار أكتوبر المجيد، الذي سجل فيه أبناء قواتنا المسلحة ملحمة تاريخية عجز تاريخ عن تدوينها، وقد سبق ذلك النصر مجموعة من القرارت والإجراءات  التى كان لها أثر بالغ الأهمية في تحقيق النصر، والتي نسلط عليها الضوء فى هذا السياق وفقاً لما أورده المشير محمد عبد الغني الجمسي رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة إبان حرب 6 أكتوبر 1973، والذي شغل منصب وزير الدفاع بعدها، في مذكراته.

الإعداد لحرب 6 أكتوبر

عملت القيادة المصرية بعد هزيمة حرب 1967، على إعادة بناء القوات المسلحة بعد أن فقدت الجزء الأكبر من أسلحتها ومعداتها وتحطمت الروح المعنوية لرجالها وكانت أول خطوة في هذا الصدد هي إعفاء المشير عبد الحكيم عامر من منصبه، وتعيين الفريق أول محمد فوزي قائداً عاماً للقوات المسلحة.

فيما كانت الخطوة الثانية لإعادة البناء هي إصدار قانون جديد يحدد أسلوب القيادة والسيطرة على شئون الدفاع عن الدولة والقوات المسلحة فقد كانت من أسباب هزيمة 67 هو عدم تحديد سلطة حقيقية لرئيس الجمهورية على القوات المسلحة، اذ كانت الأمور متروكة لنائب الأعلى للقوات المسلحة.

وأوضح الجمسي في مذكراته أنه كان من الضرورى إعادة قواتنا من اليمن بعد حرب استمرت خمسة أعوام حيث ظهرت الحاجة إلى هذه القوات من جهة كما أن وجودها هناك أصبح لا يتفق مع السياسة الجديدة التى يجب أن تنتهجها مصر للتعاون مع الدول العربية وبصفة خاصة المملكة العربية السعودية؛ ونتيجة لذلك تمت تسوية مشكلة اليمن بصفة نهائية وبالتالي زال التوتر الذي كان قائما في العلاقات المصرية السعودية.

إضافة إلى ذلك، شرعت القيادة المصرية في ابعاد القوات المسلحة عن كل عمل مدني سبق التكليف به فقد أعيد الضباط الذين يعملون في قطاعات مدنية إلى وظائفهم العسكرية أو تم نقلهم نهائياً إلى وظائف مدنية وتم إلغاء وحدات غير مقاتلة كانت مكلفة بأعمال مدنية من اختصاص وزارات أخرى وبذلك احترفت القوات المسلحة عملها العسكري فقط.

عملت مصر بعد الهزيمة على بناء قوات الدفاع الجوي لمواجهة قوات العدو الجوية المتفوقة، والتى كان ينتظر أن تظل متفوقة لسنوات قادمة مما يعني أن تتفرغ قيادة القوات الجوية لإعادة بناء هذه القوات تنظمياً وتسلحياً، فأصبح لدينا قوتان تعملان ضد السلاح الجوي الإسرائيلي وقد أثبتت هذه التجربة نجاها في حرب أكتوبر 1973.

تسليح الجيش

وأكد الجمسي أنه بعد ذلك عملت مصر على تسليح الجيش، وكان الاتحاد السوفيتي هو المصدر الرئيسي لإمداد مصر بالسلاح، وخلال المباحثات مع السوفييت طالب الرئيس جمال عبدناصر بتحقيق التوازن العسكري بين مصر وإسرائيل، إذ كانت طائرات الميج المعتمد عليها حينها مداها قصير إذ ما قورنت بطائرات الميراج والمستير التي تملكها إسرائيل والتي يمكنها أن تصل إلى العمق المصري بينما طائراتنا لاتستطيع الوصول إلى عمق إسرائيل، لذلك طلب عبد ناصر نوعا جديد من الطائرات القاذفة المقاتلة بعيدة المدى حتى لاتبقى إسرائيل متفوقة وقادرة على ضربنا بينما نحن لانستطيع الرد عليها، كما طالب عبدالناصر أيضا تزويد مصر وبصفة عاجلة وبطريق الجو بعدد من طائرات الميج 21 لكي تشترك في الدفاع الجوي حيث كان يوجد حينها طيارون بدون طيارات.

ولما كانت الولايات المتحدة الامريكية تعمل على تقديم الدعم الكامل لدولة الاحتلال، ورفضت في مجلس الأمن أى مشروع قرار يطالب إسرائيل بالعودة إلى خطوط 4يونيو، لذلك كان من غير المنطق أن تواصل مصر سياسة عدم الانحياز، ولذلك عملت مصر على تعميق العلاقة مع الجانب السوفيتي الذي سيساعدها في إزالة آثار العدوان عنها.

وكان رد الاتحاد السوفيتي على ذلك بالترحيب والموافقة على ارسال مستشارين عسكريين بمافي ذلك خبراء الدفاع الجوي إلى مصر، وهكذا بدأت القوات المسلحة في الحصول على الأسلحة والمعدات من الإتحاد السوفيتي تباعا ، التي كان لها الأثر الكبير والفعال في رفع الكفاءة القتالية للقوات ورفع الروح المعنوية.

وكانت صفقات السلاح الجديد تتم في شكل اتفاقيات وقروض مالية ذات شروطة مريحة، فقد كانت الاتفاقيات تقضي بفترة سماح مدتها عشر سنوات وتسدد الأقساط على سنوات طويلة وبفائدة منخفضة حوالي 2.5%‘ وكانت تلك أولى الخطوات التي مهدت لنصر أكتوبر المجيد.

Dr.Radwa
Egypt Air