شاركت وزارة السياحة والآثار في المؤتمر الثاني والعشرين لعلم المصريات والبرديات بإيطاليا، والذي نظمه المعهد الدولي للبرديات والمعهد الإيطالي للحضارة المصرية بمدينة سيراكوز، خلال الفترة من 27 سبتمبر وحتى 3 أكتوبر 2023.
وأوضح مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، أن هذا المؤتمر يتم انعقاده سنويا بشكل دوري، ويناقش آخر الدراسات والأبحاث العلمية في علم المصريات والبرديات، بما يعمل على تبادل الخبرات بين المشاركين من مختلف دول العالم، الأمر الذي يساهم في إثراء مجال البحث العلمي في مجال الآثار والمتاحف.
وشهد المؤتمر هذا العام اختيار مؤمن عثمان عضوا باللجنة العلمية للمؤتمر، والذي أعرب عن سعادته بهذا الاختيار كممثل للوزارة في هذا المؤتمر الدولي الهام.
وأضاف مؤمن عثمان أن مشاركة وزارة السياحة والآثار في مؤتمر هذا العام جاءت من خلال طرحه لورقة بحثية حول "دراسة المعالجات الترميمية السابقة لأرشيف الدولة القديمة من خلال برديات الجبلين الموزعة بين المتحف المصري بالقاهرة ومتحف تورينو" والتي تلقي الضوء على الجانب التاريخي للبردية ومكان اكتشافها والمعالجات التي تمت فيها منذ اكتشافها، بالإضافة إلى تقييم هذه المعالجات، وكذلك دراسة المعالجات اللازمة التي تم إجراؤها من التنظيف وإعادة حفظها، حيث تناولت تقييم أعمال الترميم السابقة للبردية والتي تمت في إيطاليا بعد نقلها وترميمها في متحف تورينو في الثلاثينات من القرن الماضي وعودتها إلى مصر على يد الأثري أحمد فخري عام 1950م.
وتعد برديات الجبلين من أقدم مجموعات البرديات الإدارية التي ترجع إلى عصر الدولة القديمة، حيث أرجعت عالمة المصريات Posener-Kriéger تاريخها إلى الأسرة الرابعة في النصف الأول من الألفية الثالثة قبل الميلاد، فهي من بين البرديات القليلة التي بقيت من هذه الفترة.
وعثرت بعثة المتحف المصري بتورينو على برديات الجبلين عام 1936م داخل صندوق خشبي في مقبرة مجهولة، وكانت ملفوفة حيث كانت عبارة عن خمس لفائف شبه كاملة وأجزاء مختلفة، كما وجد معها في الصندوق حفنة من أقلام البوص والأحبار وأجزاء من وعاء حجري. وهي محفوظة الآن في المتحف المصري بالتحرير (JE 66844) ، بالإضافة إلى مجموعة من أجزاء من البردية موجودة في تورينو (ملحق 17507/1-5).
وتمثل برديات الجبلين وثائق تحتوي على تفاصيل أنشطة الإدارة المحلية والعمليات الحسابية وقوائم بأسماء العمال العاملين ببناء المعبد ووظائفهم، والأجور العينية في شكل قوائم المواد الغذائية التي كانت تُصرَف لهم والإعاشة، والتي أبرزت الجانب البيروقراطي في تنظيم العمل حيث أنها تحمل صورة واقعية عن الحياة خلال عصر الدولة القديمة، من خلال أنشطة إحدى قرى الدولة القديمة، وبشكل أكثر تحديدًا فيما يتعلق بقضايا العمل وإدارة الموارد. فهي تؤرخ لنظام إداري متطور في فترة مبكرة جدًا من التاريخ المصري القديم.