الثلاثاء 14 مايو 2024

50 عاما على انتصارات أكتوبر.. السادات يكشف خفايا حرب العاشر من رمضان وسر كشكول الجمسي

حرب أكتوبر 1973

تحقيقات5-10-2023 | 10:33

محمود غانم

حوت حرب السادس من أكتوبر في طياتها الكثير من الخفايا والأسرار، وخلال الفترة التى أعقبت الحرب سعى الكثير من الكتاب للكشف عنها أو عن بعضها، ويحتفل الشعب المصري بالذكرى الخمسين لانتصارات أكتوبر 1973، والتي كان أبرز أبطالها الرئيس الراحل أنور السادات بطل الحرب والسلام، الذي قاد البلاد في فترة عصيبة ونجح في قيادة معركة تحرير الأرض عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا.

 

السادات يكشف تفاصيل حرب أكتوبر 1973

وفي حوار نشر فى كتاب وثائق حرب أكتوبر، للكاتب موسى صبرى، كشف الرئيس الراحل أنور السادات كثير من أسرار حرب أكتوبر، وإلى نص الحوار:

 موسى صبرى: قلت للرئيس السادات، أعتقد أن الإعداد الفعال للمعركة، بدأ بعد إعفاء الفريق صادق من وزارة الحربية والقيادة العامة، وقد تسربت إلى الجماهير في ذلك الحين، قصص كثيرة عن ظروف هذا الإعفاء، وسيادتك اكتفيت حينئذ بتصريح واحد قلت فيه أنه لم يتعد تكلفيات معينة أصدرتها إليه بوصفك القائد الأعلى للقوات المسلحة، وربما كانت ظروف الكتمان العسكري لاتسمح بذلك الوقت، بالتصريح عن حقائق الموقف، ولكن ها قد قامت الحرب..وحققنا الإنتصار..فهل يمكن أن تسجل هذه الحقائق للتاريخ.

 

قال الرئيس: إن محضر جلسة المجلس الأعلى للقوات المسلحة التي قررت بعدها إعفاء الفريق صادق موجودة وكل مناقشات الإجتماع واضحة، ولكنني أعود بك إلى ما قبل ذلك، عندما أصدرت قرار إنهاء خدمات الخبراء السوفييت، وبعد أن أصدرت هذا القرار الذي كان فعلا أول الخطوات العلمية لدخول الحرب ولم يفهم أحد ذلك، لأنه لم يكن من الطبيعي أن أدخل الحرب وعلى أرضي خبراء عسكريون سوفيت، كما أني أسقطت حجة إسرائيل التي كانت تضلل بها، وهي أنها تواجه الحرب مع السوفييت لا مع المصريين.

بعدما أصدرت هذا القرار استدعيت أربع أشخاص حافظ إسماعيل بوصفه المستشار لشئون الأمن القومي والمهندس سيد مرعي بوصفه أمين أول الإتحاد الإشتراكي والفريق صادق بوصفه وزير الحربية وممدوح سالم بوصفه الوزير المسئول عن الدفاع المدني وطلبت من كل منهم تكليفات معينة للإعداد للقتال.

قلت لهم إن قرار إنهاء خدمات السوفييت، سوف تكون لا قيمة لها في نوفمبر المقبل، إذا جاء نوفمبر وهو شهر الانتخابات الأمريكية، ستبدأ الإدارة الأمريكية الجديدة، ويجب أن نكون مستعدين سياسيا وعسكريا، وقد اطمأنت القوى الكبرى إلى حالة الإسترخاء العسكري، ولابد أن نثبت وجودنا، والإتصال السياسي الجدوى منه إلا إذا اعتمد على استعداد عسكري جاد فماذا يطلب مني وأنا ضعيف.. إلا الإستسلام؟.

بالنسبة لحافظ إسماعيل، قلت له جهز نفسك أمريكا لو تقدمت بشئ بعد الإنتخابات فلن تتقدم إلا بالحل الجزئي، وسيحاولون استغلال مبادرتي، ويجب أن نكون جاهزين للرد.

بالنسبة للفريق صادق قلت له إن القوات المسلحة يجب أن تكون جاهزة في 15نوفمبر لأننا إن لم نكن جاهزين عسكريا لإثبات إرادتنا فسيبقى الشرق والغرب "يتفرجوا علينا" الإنتخابات الأمريكية ستنتهي في السابع من نوفمبر، ولا فائدة في رأيى في أي اتصال سياسي، بدون أن يتغير موقفنا العسكري، وهذه هي نقطة حوارى وخلافي مع الزعماء السوفييت في رحلاتى الأربع إلى موسكو.

وطلبت من الفريق صادق أن يبلغ قراري هذا إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وبعد يومين وكنت في الأسكندرية أبلغني صادق بالتمام وفي لقائى مع السيد مرعي أعطيته الخلفية السياسية والعسكرية، كما أوضحتها لحافظ إسماعيل وصادق وقلت له نبقى جاهزين في الداخل لمواجهة هذه العملية. 

وكان هذا تبليغي أيضا لممدوح سالم بوصفه مسئولا عن الدفاع المدني كله، ولايزال مسئولا حتى الأن، ونسيت أن أقول أن الفريق صادق أبلغني أن التمام في أول نوفمبر أي قبل الموعد الذي حددته ب١٥ يوما، ولكني قلت له خذ وقتك حتى يوم ١٥نوفمبر، وفي ٢٤ أكتوبر ١٩٧٢، عقدت المجلس الأعلى للقوات المسلحة، لاراجع مع القيادات استعدادهم وأستمع منهم إلى ما انجزوه، وفوجئت في هذا الإجتماع بأن الفريق صادق لم يبلغ تكليفي إلى المجلس الأعلى!.

وفوجئت بأحاديث عن نقص في نوع معين من السلاح وأن صادق يعلق التجهيز العسكري على وجود هذا السلاح، قلت له وهل إذا لم نحصل على هذا السلاح نقف ونستسلم؟، قلت له وجهة نظري أنه لابد أن نهيأ أنفسنا للقتال بما نملكه من إمكانيات ونكمل النقص بالتخطيط العلمي...ولكن الأخطر من هذا كله، أن قراري بالإعداد لعملية عسكرية الذي أبلغني صادق في أغسطس أنه تمام، وأنه أبلغ المجلس الأعلى، وأن الإعداد سيكون في أول نوفمبر بدلا من 15، هذا القرار لم يبلغه صادق لهم ووجدت أحد القادة العسكريون وهو

المسئول عن الشئون الإدارية في الجيش كله يرفع يده في الإجتماع، ويسأل هو القرار كان ايه؟!

يعني أنه لم يجر أي استعداد وتجهيز، لأنه كيف يمكن أن يتحرك جيش بغير أن تكون الشئون الإدارية على علم كامل، حتى تهيئ له كل المتطلبات الإدارية للجيوش.

وإذ بأحد أعضاء المجلس الأعلى اللواء عبد المنعم واصل، يقول في الإجتماع: "كل اللي سيادتك عاوزه ننفذه إذا كان الأمر ندخل حرب ندخل وننفذ الأوامر بس أحب أقول إننا مكشوفين أمام العدو، خطة الدفاع مكشوفة، هو شايفنا واحنا شايفينه واية خطة ستنفذ ستعطى اليهود فرصة لضربنا واحنا مكشوفين".

 

الخطة ٢٠٠ الدفاعية 

ثم قال السادات: "وقد أذهلني هذا الكلام فعلا لأننا كنا دائما متقدمين على الإسرائيليين في ستر الجبهة إذا طلع اليهود متر نطلع احنا متر ونصف وكان هذا من عمل الفريق محمد فوزي، ولهذا أنا أفرجت عنه بعد الحرب، تقديراً للدور الذي ساهم به في الإعداد العسكري، وهنا أذيع لك سر عسكري لم يذع من قبل،

منذ وقت جمال عبدالناصر، كان لدينا خطة عسكرية دفاعية أطلقنا عليها اسم الخطة ٢٠٠ وقد عقد جمال عبد الناصر اجتماعاً سرياً استمر ٦ساعات مع القيادات العسكرية حينئذ، ولم يحضره إلا أنا مع عبد الناصر، حضرنا، وسمعنا تقارير القادة، وتناقشنا جزئيات عديدة، وكانت الخطة كاملة مستكملة، والجميع كان مقتنعاً بها مائة في المائة.

وبعد أن توليت رئاسة الجمهورية، كررت الإجتماع السابق، في القيادة العامة للقوات المسلحة، اجتمعت بقيادة القوات المسلحة، وتسلمت منهم خطة الدفاع الكاملة، وهي خطة ٢٠٠.

واتضح لي مما جرى في اجتماع المجلس الأعلى مع الفريق صادق وباقي القيادات أن الخطة ٢٠٠ قد انهارات، وأن اليهود قد تفوقوا علينا وأصبحنا مكشوفين! رأيت أنني أمام وضع خطر، وزير الحربية والقائد العام لايبلغ تكليفاتي العسكرية وغير مقتنع بالحرب، الخطة المعتمدة من جمال عبدالناصر ثم مني بعد أن توليت قد انهارت.

وزير الحربية يضع شروطا جديدة للدخول في الحرب ويطلب أسلحة ليس في طاقتنا أن نحصل عليها، وكان لابد أن أتحرك بسرعة والموقف أخطر مما يتصور أحد، إن هذا يعني أن القوات الإسرائيلية هاجمت في ذلك الوقت (صيف٧٢)، وقبل أن يتسلم أحمد إسماعيل القيادة، كانت ممكن أن تنفذ ماتريد، وتعود كما تفعل في لبنان.

وانتشرت خزعبلات عن الإستعدادت الإسرائيلية وراء الساتر الترابي، صدقها صادق، وقيل وقتها أن اليهود لديهم أجهزة إلكترونية وخلافه وراء السواتر تسطيع أن تفعل كذا وكذا مما كان له أثر على الروح المعنوية.

كان الموقف يحتاج إلى علاج حاسم جداً وسريع جداً، ولا يستطيع إنسان أن يتصور كيف أمضيت هذه الأيام، كان تكليفي الأول للفريق أحمد إسماعيل تغطية خطة الدفاع ٢٠٠،وقد أبلغني أنه تمت تغطيتها في ٣٠من نوفمبر.

وأقول أنني لم أنم ليلة واحدة منذ ٢٨ أكتوبر، عندما أعفيت صادق وعينت أحمد إسماعيل، حتى ٣٠ نوفمبر عندما أبلغني بتغطية الخطة، وأنها استكملت تماماً وعدنا إلى التفوق على العدو نعم لم أنم، فلم أكن لأقبل أبداً، أن يضرب اليهود ضربة مسرحية، وهم يهون هذا النوع من الحرب الدعائية للتأثير على نفسية الجماهير.. بدأت أشعر بالراحة في ٢٠ نوفمبر ١٩٧٢.

 

التطوير إلى الهجوم 

قلت كيف جرى الإعداد العسكري بعد ذلك؟.. كيف تطورت الخطة ٢٠٠إلى خطة الشرارة؟

قال الرئيس هذه حكاية طويلة وليس من الممكن أن يذاع كل مافيها..قلت أطمع في أن أعرف أكثر ما يمكن أن يذاع.

قال الرئيس: بدأن على الفور التطوير الهجومي.. وكان أوله إنشاء المصاطب الترابية الضخمة على امتداد الشاطئ، لقد سخر منها الإسرائيليون وقالوا إن المصريين دائما من هواة بناء الأهرامات.. ولكن هذه المصاطب كانت خطوة أساسية لكشف العدو ولإستخدامات عسكرية بالغة الأهمية، لم يفطن إليها العدو، كان تكليفي للفريق أحمد إسماعيل أن يكون جاهز، ابتداء من أول يناير ١٩٧٣، وعلى مدى ثلاثة أشهر تم إنشاء هذه المصاطب بعد دارسة عسكرية دقيقة، وتكلفت وحدها عشرين مليونا من الجنيهات، وأصبحت سيطرتنا كاملة على الضفة الشرقية بهذه المصاطب، وقد أمكن الإنتهاء منها في أواخر فبراير.

ثم أكمل الرئيس: أثناء هذه الفترة وأنا أحترق لاستكمال الإعداد العسكري والتطوير إلى خطة الهجوم واسترجاع تفوقنا، وضمان سيطرتنا على العدو في الضفة الشرقية، في هذه الأثناء وقعت حوادث الطلبة.. ورزالة بعض المثقفين.. والفتنة الطائفية.. لكني تركت كل هذا على جنب وأعطيت كل وقتي وجهدي لمواجهة العدو، وكان عملا شاقاً قام به رجالنا على أروع صورة واستطاعو به أن يقدموا نظريات عسكرية قلبت الإستراتيجيات العالمية، لقد أثبت أبناؤنا أن المشاة يستطيعون قهر المدرعات، كان هذا كلام مضحك إذا قيل أما خبير عسكري عالمي، وجاءت حرب أكتوبر لتحقق هذه النظرية الجديدة علمياً.. انقلاب في العالم العسكري.. وجاء هذا نتيجة الدراسة، ثم التدريب العنيف ليل نهار، وقبل ذلك الإيمان وروح المقاتل المصري، التي أسقطها الفريق صادق من حساباته.

قلت ولكني سمعت سيادة الرئيس أنه حتى ٥أكتوبر كانت ترد لنا أسلحة، فكيف دخلنا الحرب ولاتزال توجد أسلحة ناقصة.

قال الرئيس: إذا كان على وصول الأسلحة فقد كانت تصل في الأيام السابقة على القتال وخلال المعركة وبعدها، ومن دول كثيرة وكانت تنفيذا لتعاقدات، ولكننا وضعنا خطتنا ونفذنا، على أساس ما كان في أيدينا فعلا من سلاح، ولكنني كما قلت لك لم أغفل أبداً، عنصر المقاتل المصري، قدرة الإنسان المصري الذي حقق أرقام قياسية في حرب أكتوبر.. كل صاروخ بدبابة! نعم الإنسان المصري كان هو السلاح الأول.

لقد دخلنا الحرب أمام تفوق إسرائيلي تكنولوجي، ولكن من استرجاعي لشريط الحرب 1968، كان قراري قد يكون لديهم التفوق التكنولوجي.. ولكن حسن استخدام السلاح وروح العسكرية في الإنسان المصري وإيمانه بتطهير أرضه.. قادر على التغلب.

ولماذا نذهب بعيداً؟ 

أسطورة سلاح الطيران الإسرائيلي، لقد كانت لهم السيادة لا التفوق ولكن ماذا حدث لهذه الأسطورة، لقد فقد سلاح الطيران الإسرائيلي في الأيام الثلاثة الأولى، على الجبهة المصرية زبدة طيارية، وأكبر عدد من الطائرات.. أن الكفاءة فوق العالية.. نعم.. فوق العالية لأطقمنا فوق حائط الصواريخ، حققت هذه النتيجة التي تحدث السيادة لا التفوق.

والطريف، أنه في ذلك الوقت، تسرب تقرير إلى إسرائيل يقول إن خروج خبراء السوفييت جعل الصواريخ المصرية لاقيمة لها، ولعلهم اعتمدوا على هذا التقرير.

 

الضرب في العمق 

قلت سيادة الرئيس ألم نضع في حسابتنا أن تضرب إسرائيل في العمق؟

قال الرئيس: طبعا كان هذا محسوباً وكنا مستعدين للرد في عمق إسرائيل أيضاً، وأعلنت هذا بعد ذلك في خطابي أمام مجلس الشعب أثناء القتال.

قلت ولكنني أعرف أن الخلاف على هذا النوع من أسلحة العمق، بيننا وبين السوفييت كان يستغرق حله وقتاً طويل.

قال الرئيس: هذا صحيح المشكلة أن أصدقائنا السوفييت يبدأون بالرفض عندما نطلب سلاحاً جديداً، وبعد الإلحاح والأزمات، والخلافات واستمراري في الضغط، يوافقون ثم يقدمون لنا الكميات التي يقدرونها، وفي المدى الذي يحددونه.. مع اشتراط فترة تدريب طويلة جداً، وكان أبناؤنا يستوعبون دائما السلاح الحديث في ربع المدة التي يحددها الخبراء الروس، وأحيانا كثيرة أقل من هذا الوقت.

قلت: قال الإسرائليون أنهم أسقطوا صاروخاً عابر طويل المدى في أول أيام الحرب قبل أن ينفجر.. قال الرئيس هذا غير صحيح.

قلت تردد أننا أطلقنا سلاحا جديدا.

قال الرئيس: هذا صحيح وكان يوم ٢٢أكتوبر قبل وقف إطلاق النار، وهو سلاح له قوة تدميرية فظيعة، ولكن الصواريخ فقط لم تلعب الدور الأول، إن المدفعية المصرية الرهيبة لعبت أخطر الأدوار، إن قائد المدفعية في الميدان الفريق الماحي الذي يعمل معي الآن كبير للياروان رجل رهيب فعلا مثل مدفعيته.

إنه هادئ صامت يتحدث في همس، وقد تلقى مني التعليمات بضرب العمق في إسرائيل إذا بدأت إسرائيل وكانت تعليمات تفصيلية حاسمة، ولكنه رجلاً رهيب فعلاً..كنا في غرفة العمليات، وكنت أصدر إليه الأمر بضرب المواقع المحددة بألاف الأطنان من القذائف، ويتلقى الأمر في هدوء.. ويعود لي بعد دقائق وفي هدوء هامس يتقدم بورقة صغيرة.. ويقول بصوت غير مسموع تم التنفيذ.. وينصرف ويكأنه لم يفعل شيئا.. وكأنه لم يقلب مواق الإسرائيلين رأسا على عقب.. وردا على سؤالك الأول عن الضرب في العمق، أقول إننا استطعنا فعلا تحييد ضرب العمق.. بالتخطيط الذي وضعناه وقد أفلح.

 

سر كشكول الجمسي

قلت: حتى الأن لاتزال قصة القرار غير واضحة، لقد نشرت عن اتخاذ القرار أخبار متفرقة ولكنها ليست متصلة الحلقات وهذه مناسبة أن تعرف الجماهير القصة كاملة.. لإتخاذك أخطر قرار في تاريخ مصر وتاريخ الأرض العربية.

قال الرئيس: طلبت من أحمد إسماعيل أن يكون جاهزا كما قلت لك في أول يناير ١٩٧٣،الخطة، تجهيزات الهجوم، كل شئ وعالم العسكرية يتطور سريعا. التكنولوجيا في العلم العسكري أصبحت شئ خرافيا، ولذلك فإنني في شهر فبراير طلبت بحثاً عن أنسب الأيام لساعة الصفر من واقع التكنولوجيا الحديثة، وقد قام بعمل هذا البحث اللواء الجمسي رئيس العمليات حينئذ، وكتبه بخط اليد، التزاما بالسرية، وقدمه لي في كشكول صغير، البحث عن جميع الأيام ابتداء من فبراير إلى 31 ديسمبر 1973، طوال الليل والنهار، كل الظواهر الطبيعية والمناسبات، والتقلبات الجوية وحركة الكواكب، والتكنولوجيا في هذا متاحة من 5 أو 6 علوم عسكرية، فعلا كان هذا البحث على أعلى مستوى تكتيكي فني علمي.

ووضح من البحث أن هناك 3 مجاميع أيام، تعتبر أنسب الأيام للهجوم، المجموعة الأولى في النصف الثاني من مايو، المجموعة الثانية في شهر سبتمبر، المجموعة الثالثة في شهر أكتوبر.

وقاطعت الرئيس: أذكر ياسيدي أنني سمعت أخبار الحرب في أبريل 1973، واتصلت بسيادتك في ذلك الوقت، وأنا أخشى أن القرار فيه تعجل، وأذكر أن سيادتك قلت لي.. مالم ندخل قبل نهاية 1973، فلن ندخلها أبداً.

قال: أذكر هذا، وفعلا أعددنا العدة لكي تكون ساعة الصفر في مايو وقد أطلعت الرئيس حافظ الأسد على هذا البحث الذي يحدد ساعة الصفر.. وكان مبهوراً فعلاً بدقة البحث، وكنت أنوى فعلا بدء العمليات في مايو، وكان السوفييت قد حددوا موعد مؤتمر القمة الثاني مع نيكسون فى واشنطن فى شهر مايو، ولظروف سياسية، لاداعي للكشف عنها الآن، قررت تأجيل الموعد إلى المجموعة الثانية في سبتمبر أو المجموعة الثالثة في أكتوبر.

Dr.Radwa
Egypt Air