الإثنين 13 مايو 2024

50 عامًا على انتصارات أكتوبر.. المشير الجمسي رجل ساعة الصفر

المشير الجمسي

تحقيقات5-10-2023 | 14:26

محمود غانم

اشتهر بكشكوله، ولقبته إسرائيل بالجنرال النحيف المخيف، إنه المشير محمد عبد الغنى الجمسى، تخرج من الكلية الحربية فى نوفمبر 1939، وأخذ فى تدرج فى رتب العسكرية حتى رقى إلى رتبة مشير عام 1980، وقد حصل الجمسى على 34 نوطاً وميدالية ووساماً من مصر والدول العربية والأجنبية كان آخرها "نجمة الشرف العسكرية".

 

رجل ساعة الصفر 

في عام 1972، صدر قرار بتعيين الجمسي "رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة"، وفى هذا العام كان قد استقر رأى القيادة المصرية على القيام بعملية هجومية ضد قوات العدو فى سيناء.

وبحكم منصب الجمسي، أسند إليه مهمة اختيار أنسب التوقيتات للقيام بالعملية الهجومية خلال عام 1973، حتى توضع أمام الرئيس السادات ليكون أمامه حرية الإختيار على ضوء الموقف السياسي المناسب.

يقول الجمسي في مذكراته:"وضعنا فى هيئة العمليات هذه الدراسة على ضوء الموقف العسكري للعدو وقواتنا، وفكرة العملية الهجومية المخططة، والمواصفات الفنية لقناة السويس من حيث المد والجزر وسرعة التيار واتجاهه، وساعات الإظلام وساعات ضوء القمر، والأحوال الجوية، وحالة البحرين الأحمر والمتوسط، التى تحقق أفضل استخدام لقواتنا للقيام بالعملية الهجومية بنجاح وتحقق أسوأ الظروف لإسرائيل".

عملت "هيئة عمليات القوات المسلحة" برئاسة الجمسي، على دارسة كل شهور السنة لإختيار أفضل الشهور لإقتحام القناة على ضوء حالة المد والجزر، واشتملت الدراسة أيضاً على جميع أيام العطلات الرسمية فى إسرائيل بخلاف يوم السبت وهو يوم أجازتهم المعتاد، وتبين أن لهم ثمانية أعياد فى السنة منهم ثلاثة فى أكتوبر1973.

وخلصت الدراسة إلى أنسب ثلاث توقيتات،هي:مايو، أغسطس أو سبتمبر، أكتوبر، وكان أفضل تلك التوقيتات هو أكتوبر 1973، حيث أن الظروف الطقس والأحوال الجوية مناسبة للعبور.

ومع قيام حرب أكتوبر، عمل الجمسي على متابعة تنفيذ المهام من غرفة العمليات، وكان حريصاً على بعث رسائل الطمأنة للقوات، ومع تصاعد وتيرة الأحداث، وإنزال الخسائر والهزائم بالقوات الإسرائيلية المتواجدة فى سيناء، وإجبار قوات الإحتلال على اتخاذ أوضاع دفاعية، ارتأى الجمسي ضرورة استغلال الموقف لتطوير الهجوم شرقاً حتى يحرم العدو من مواقعه أمام قوات الجيش.

 

الجنرال النحيف المخيف 

ومع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بين مصر وإسرائيل، أطلقت أمريكا مبادرة تقترح بأن يتم عقد اجتماع عسكرى بين القوات المصرية والقوات الإسرائيلية؛ لبحث المشاكل العسكرية بمنطقة الكليومتر 101، وقد وافقا الطرفين على ذلك.

تحدد الإجتماع يوم 28أكتوبر، وقد اختير الجمسي رئيساً للوفد العسكرى المصرى، وعن ذلك يقول الجمسى:"اعترضت على تعييني للقيام بهذه المهمة، لأنى لاأريدها ولاأرغب فى تنفيذها، فقد أمضيت حياتى العسكرية كلها فى حرب ضد إسرائيل".

ويرجع سبب اختيار الجمسى؛ للقيام بهذه المهمة حكم منصبه "كرئيس هيئة العمليات" فكان على دارية تامة بأوضاع القوات المصرية وأوضاع قوات العدو، وعلى رغم من عقد 10 اجتماعات متتالية بين القوات المصرية والقوات الإسرائيلية إلا أن جميعها لم تحقق أى نجاح يذكر.

أثناء ذلك، عين الجمسى رئيس هيئة أركان القوات المسلحة خلفاً للفريق سعد الدين الشاذلى، وبدوره قام بتوقيع اتفاقية "فك الإشتباك" فى يناير 1974، مع الجنرال اليعازار رئيس أركان القوات الإسرائيلية آنذاك ، وخلال المفاوضات أطلقت جولدا مائير رئيسه وزراء إسرائيل لقب الجنرال "النحيف المخيف" على الجمسى.

وفى نفس العام، عين الجمسى وزيراً للحربية، ثم عين نائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للحربية والإنتاج الحربى والقائد العام للقوات المسلحة فى 1975، كما عين مستشاراً عسكرياً لرئيس الجمهورية فى 1978ثم رقى إلى رتبة مشير شرفياً فى 1980.

وفى عام 2003، رحل المشير محمد عبد الغنى الجمسى عن عالمنا، بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز  82 عاما، سطر فيها اسمه كواحد من أشهر رجال العسكرية المصرية.

Dr.Radwa
Egypt Air