الخميس 16 مايو 2024

لماذا تبدو بعض النساء أصغر من عمرهن؟ أستاذ علم الاجتماع تجيب

الدكتورة رانيا الكيلاني أستاذ علم الاجتماع الثقافي

سيدتي5-10-2023 | 10:22

فاطمة الحسيني

تحرص الكثير من النساء في وقتنا الحالي على الاهتمام والعناية الفائقة بجمالها ومظهرها ولياقتها، بالرغم من بلوغهن سن الستين وأكثر، فضلاً عن أن منظمة الصحة العالمية  أكدت على انه لا توجد مواصفات محددة لكبار السن، الأمر الذي جعلنا نتساءل هل التطورات العالمية والاهتمام بالصحة العامة، انعكست بدورها على المرأة وجعلتها أكثر اهتماماً بنفسها مهما تقدمت في العمر....

ومن جهتها أوضحت الدكتورة رانيا الكيلاني أستاذ علم الاجتماع الثقافي بكلية الآداب جامعة طنطا، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن المرأة كائن جميل بطبعه، وتحاول دائما الحفاظ علي هذا الجمال بكافة الطرق ومها كلفهن من الوقت أو الأموال، لإيمانها الشديد على أن العناية بالمظهر والجسم ينعكس علي نفسيتها  بشكل كبير وثقتها بنفسها، وقد أثبتت الدراسات أن ذلك يؤثر علي الأسرة المحيطة بها، كما أن التقدم في العمر لا يعني إهمالها لذاتها ومظهرها بل على العكس، هناك نساء يبلغن 80 سنة ويتمتعون بقدرات بدنية وعقلية مماثلة لقدرات العديد من اللاتي يبلغن أعمارهن 30 سنة.

وأضافت أستاذ علم الاجتماع الثقافي، أن التكنولوجيا والتقدم الحديث والرعاية الصحية، وتطور الطب التجميلي والتكميلي، الذي يستخدم لتصحيح بعض العيوب الظاهرية للمرأة، ساعد في ظهور المرأة بشكل اصغر بكثير من عمرها الحقيقي، فضلا عن الاهتمام بالوزن وابتاعها لبرامج التخسيس والأنظمة الغذائية المختلفة،  كما أن توفير الدعم النفسي والتشجيع على المشاركة والتفاعل مع الآخرين، وتراجع فكرة الوصم الاجتماعي لمجرد التقدم بالسن وتغير الشكل ومسألة المقارنة بين السنوات السابقة لها ووضعها الحالي، ساهم بشكل كبير في ظهور المرأة أصغر عمراً.

ولكن لا يكمن الجمال الحقيقي للمرأة إلا عن طريق الاهتمام بالجمال الداخلي، من خلال الاهتمام بثقافة المرأة ووعيها ومدى حبها للآخرين وتصالحها مع نفسها، كما أن البيئة المادية و اﻻجتماعية للمرأة تساهم بشكل كبير في زيادة فرصها وسلوكها الصحي.

واستطردت قائلة، أن الحفاظ علي جمال المرأة وهدوئها النفسي، ينعكس بشكل كبير علي جمال الأطفال الداخلي والخارجي في كثير من الأحيان، حيث أنه هناك دراسة تمت في جامعة هلسنكى بالولايات المتحدة، على مدى أربعة عقود لعينة بحثية من  1244 سيدة و997 رجلا، لمعرفة العلاقة بين الاهتمام بجمال وجاذبية المرأة أو الأم من ناحية وعدد الأطفال ونوع المولود من ناحية أخرى، اعتمادا علي نتائج بحث عالم النفس ( ستتوسط كانازا Satoshi Kanazawa ) التي تؤكد أن الجنس البشرى يتطور ويرتقي دائما نحو مستوى اعلي من الجمال  وخصوصا المرأة،  وأكدت الدراسة على أن  عناية المرأة بجمالها وعمرها، يتحكم في نوع الجنين ودرجة جماله وجاذبيته وخاصة من الإناث.