الإثنين 6 مايو 2024

50 عاما على انتصارات أكتوبر.. كيف استعدت مصر لتحقيق النصر في حرب 1973؟

قادة حرب أكتوبر

تحقيقات5-10-2023 | 14:33

نيرة سعيد

لم يكن النصر العسكري المجيد الذي حققته مصر في حرب أكتوبر 1973 وليد الصدفة، فالاستعداد للحرب كان له حيثيات دقيقة وخطط استراتيجية لم تكن من فراغ، فالقلب الذي ذاق ألم النكسة في عام 1967 كان هو ذات القلب الذي صنع من مراراتها إرادة ترفض الهزيمة والاستسلام لاغتصاب الأرض بالقوة، ووسط كل تلك التحديات كان الرهان من أجل اللحظة التي تتمكن فيها مصر والعرب من استعادة كرامتهم عن طريق معركة شريفة حقيقية تنتهي بالنصر.

صمود من أجل النصر ولا بديل عن الحرب

وجاء في حديث سابق مع اللواء أركان حرب 14 مدرع في حرب أكتوبر عثمان كامل أنه لم تكن أوضاع مصر في أعقاب النكسة تسمح لها بالوقوف مرة أخرى، حيث شهدت خسارات متتالية، لكن كان لزاما على مصر في تلك الظروف الصعبة أن تعدل أوضاعها على مراحل مع مراعاة في ذلك نمو القدرات العسكرية المصرية، وعندما يكتمل بناء المرحلة تنتقل بعدها إلى المرحلة التالية، وظهر ذلك في تمسك مصر بدورها القيادي في المنطقة، واستمرت في جمع كلمة العرب وحشد مختلف الامكانات والطاقات من أجل المعركة الفاصلةة.

 واستكمل أن مصر قد وضعت في اعتبارها أن التوصل إلى حل ساسي في هذه المرحلة أمر مستعبد في ظل الموقف الإسرائيلي الرافض والمتجبر والمؤيد أيضا بدول صديقة، فلا بديل عن الحرب في إطار تأييد جماعي عربي لحشد وتبئة الجيوش والشعوب العربية لصالح المعركة الحاسمة.

وضعت مصر استيراتيجية جديدة وكانت صادقة مع نفسها عند وضعها، حيث توصلت غلى أنه منن واجبها أن تعمل بكل طاقتها وبكل ما تملك من قوة لتحرير الأرض المغتصبة، معتمدة مبدأ ماأخذ بالققوة لا يسترد إلا بالقوة، وكان بديهيا أن يكون هدفها في أعقاب النكسة الانطلاقة الفورية لإعادة بناء القوات المسلحة تنظيميا وتسليحيا وتدريبيا.

ومن ضمن خطة الاستعداد تم إنشاء سواتر ترابية تشابه خط بارليف للتديب الجنود  عل عبورها، فضلا عن احتفاظ  القوات المسلحة بالقوة  الرئيسية من المجندين دون تسريحهم بعد انتهاء فترة التجنيد، إضافة  إل ادخال كل ما هو حديث في تكنولوجيا التسليح، فكان من مظاهر استعداد القوات المسلحة للحب ه تطير اظسلحة المشاة واستبدال الدبابات القديمة باخر حديثة.

كما تم إحلاال المددفعية القديمة بأخرى متطورة  تم الدفع بطائرات حديثة وإدخال طرازات جديدة من الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، إلى جانب الصواريخ طويلة المدى وكذلك تطوير معدات المهندسين العسكريين وأجهزة الكشف عن الألغام وإدخال أسلحة غير تقليدية ابتكرها مهندسون مصريون مثل قاذفات اللهب المحمولة على الأكتاف ومسدسات المياه التى استخدمت فى هدم خط برليف الرملى.

البناء النفسي والمعنوي في أعقاب النكسة

 وأوضح عثمان كامل أن البناء النفسي والمعنوي داخل المقاتل المصري شكل  إيمان قوي بحقه العادل، فكان الدافع القوي والحافز المحرك للأمور يتمثل في تسلحه بمعنويات عالية وإيمانه في قادته وثقته فيهم واعتزازه القوي بسلاحه، وكان هذا الإيمان القوي بقدرة المقاتل نابعا عن يقين أن الرجل وليس السلاح وحده هو الذي يحقق النصر في قلوب المقاتلين الشجعان بالمعركة المنتظرة.

وجاءت الخطة التالية بعد إعادة تنظيم القوات المسلحة وتنظيم الجيوش والمناطق العسكرية وصولا إلى جعل القوات على درجة عالية من الاستعداد القتالي، ولقد كان الأداء المتميز للقوات قبل حرب أكتوبر 73 فرصة استعادت فيها لقوات المسلحة اتزانها وقدراتها لتقف على أقدامها بسرعة لم يتوقعها أحد.

حيث أصدرت القيادة العامة توجيهاتها قبل الحرب للتدريب على العمليات بدأ من إعداد الجندى للقتال حتى إعداد الوحدة والوحدة الفرعية للتشكيل للحرب، والتدريب على أسلوب اقتحام الموانع المائية والنقاط القوية المشرفة على حمايتها، وأسلوب الدفاع عن مناطق التمركز والوحدات والمعسكرات لمواجهة عناصر "المتكال" المتمركزة خلف خطوط الدفاع الإسرائيلى.

والجدي بالذكر هو  إجراء المشروعات التكتيكية للجنود على مضوعات الهجمة المنتظرة من العدو، فضللا عن مشروعات على مستوى القيادة التعبوية والاستتراتيجية التي تكررت ضمن ما يسمي بخطة الخداع الاستراتيجي، االتي قام بوضعه المشير محمد عبد الغني الجمسي التي كان له الفضل في صدمة العدو في اتخاذ مصر قرار الحرب.

تنفيذ أعمال قتال ناجحة على امتداد 6 سنوات

كانت تلك السنوات الطويلة منذ حرب 1967 حتى حرب أكتوبر 1973 شاهدة على أعمال قتال متعددة الجوانب، وقد قامت القوات المسلحة المصرية بتنفيذ أعمال قتال ناجحة مثل (معركة تبة الشجرة ومعركة عيون موسى ومركة القنطرة شرق ومعركة الفردان ومعكة المنصورية الجوية ومعركة المزرعة الصينية ) وجاءت أبرزها: معركة رأس العش، والتي جرت بعد ثلاثة أسابيع من وقف إطلاق النار حيث تصدت فصيلة صاعقة مصرية لقول إسرئيلي مدرع وفاجأته بمقاومة عنيفة أنزلت به خسائر كبيرة جنوب بور فؤاد، وأجبرت فصيلة الصاعقة القوة المدرعة الإسرائيلية على الانسحاب.

فضلا عن حدوث معركة تصاديمة جوية زج بها الجانب الإسرائيلي بطائراته المقاتلة، بعد توجيه الهجمات الجوية االمصرية إلى وحدات مدرعة وميكانيككية غسرائيلية متحركة على الضفة الشرقية للقناة، وأكدت القوات الجوية المصرية بتلك المعركة أنها لا تقل قدرة وقوة عن قواتها البرية، فقد فر الجنود الإسرائليون مذعورين أمام عنف الضرابات الجوية المصرية.

إغراق المدمرة إيلات( نصف قوة الأسطول الإسرائيلي)

يكمن العمل البطولي الثالث في أغراق المدمرة إيلات ( نصف قوة الأسطول الإسرائيلي) في 21 أكتوبر 1967 بإطلاق صاروخين على المدمرة من زوارق مسلحة مصرية بالصواريخ، لوقف عملية انتهاك المياة الإقليمية المصرية، ولا شك استطاعت القوات المصرية إثبات قدرتها على إدارة معارك ناجحة في مرحلة الإعداد لقواتها المسلحة، وأن معنويات المقاتلين المصريين لم تتأثر بنتائج حرب 1967، فكانت تلك الأعمال القتالية الشعلة التي أضاءت ظلام الهزيمة.

Egypt Air