الأحد 5 مايو 2024

50 عاما على انتصارات أكتوبر.. الدور العربي في دعم مصر وسوريا خلال حرب 1973

حرب أكتوبر

تحقيقات5-10-2023 | 20:55

أماني محمد

ضربت حرب أكتوبر 1973 مثالا للدعم والتضامن العربي، فبينما كانت القوات المصرية تواجه العدو عسكريا اتخذت الدول العرية موقفا تاريخيا دعم مصر وسوريا في حربهما ضد الاحتلال الإسرائيلي، فشاركت بعض القوات العربية في الحرب فيما اتخذت دولا أخرى مواقفا لا يزال يسجلها التاريخ.

 

الدعم العربي في حرب أكتوبر 1973

روى المشير محمد عبد الغني الجمسي، رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر وكذلك رئيس الأركان خلالها بعد عزل الفريق سعد الدين الشاذلي، تفاصيل الدعم العربي لمصر خلال حرب أكتوبر 1973.

حيث يقول المشير محمد عبد الغني الجمسي: " كان يهمنا جدا فى القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية أن يكون العمل العسكرى العربى ضد إسرائيل من ثلاث جبهات - مصرية وسورية وأردنية - وأن تشترك الدول العربية الأخرى بجزء من إمكاناتها العسكرية فى هذه الجبهات، انتهزنا فرصة انعقاد "مجلس الدفاع المشترك" وهو أحد أجهزة جامعة الدول العربية فى الدورة 13 بالقاهرة خلال الفترة من 27 إلى 30 يناير 1973 لبحث هذا الموضوع ".

ويوضح الجمسي: لقد أثبت الواقع العربى أن الاتصالات الثنائية بين الدول العربية هى التى نجحت فى تدعيم الجبهتين السورية والمصرية بقوات من بعض الدول العربية التى رأت أن تساهم في الحرب بعد نشوبها، ترتب على ذلك أن هذه القوات لم تصل فى الوقت المناسب إلى ميدان المعركة، وكان يمكن أن تكون أشد تأثيرا لو كانت قد تمركزت فى الجبهة قبل الحرب مما يعطيها فرصة الاندماج مع قوات الجبهة والتعرف على طبيعة أرض المعركة.

 

المواقف العربية لدعم مصر في حرب أكتوبر

وأثبتت العلاقات الثنائية كفائتها، ولم تتخل الدول العربية لحظة عن مصر ولا سوريا خلال الحرب، حيث أرسلت العديد من الدول مساعدات غيرت من شكل المعركة تماما، منها:

قامت الدول العربية مجتمعة بمنع تصدير البترول إلى إسرائيل والدول المؤيدة لها، وهو ما أحدث أزمة طاقة كبيرة للولايات المتحدة، كما أضعف من الدعم الدولي لإسرائيل، ولا تزال مقولة الشيخ زايد آل نهيان خالدة حتى اليوم، حيث قال مقولته الشهيرة: "النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي" تعبيرا عن الداعم القوي من الإمارات لمصر وسوريا، خلال حرب أكتوبر 1973.

واتخذ الشيخ زايد أيضا قرارا بإرسال ولي عهده الشيخ خليفة بن زايد ليشارك في المعركة مع الجنود المصريين على الجبهة، وأكد في مؤتمر عقده فور بدء المعركة أن "سنقف مع المقاتلين في مصر وسوريا بكل ما نملك، ليس المال أغلى من الدم العربي وليس النفط أغلى من الدماء العربية التي اختلطت على أرض جبهة القتال في مصر وسوريا".

وكان الشيخ زايد أول حاكم عربي يعلن تبرع بلاده بمبلغ 100 مليون جنيه إسترليني للمعارك الدائرة على الجبهتين المصرية والسورية، خلال حرب أكتوبر في ثالث أيام المعركة.

العراق: أرسلت سرب "هوكر هنتر" العراقي قبل الحرب بفترة، وشاركت طائرات السرب في الضربة الجوية المركزة يوم 6 أكتوبر، وأرسلت على الجبهة السورية 3 أسراب ميج-21 ، سربين ميج-17، فرقة مدرعة، فرقة مشاة.

الجزائر: أرسلت  24قطعة مدفعية ميدان، وسرب طائرات سوخوي 7 قاذفة، وسرب طائرات ميج17 وسرب آخر طراز ميج21 ولواء مدرع كامل، كما  قام الرئيس الجزائري آنذاك "الهواري بومدين" بزيارة موسكو في نوفمبر 1973 ودفع 200 مليون دولار إلى الاتحاد السوفييتي ثمنا لأية أسلحة أو ذخائر قد تحتاج لها مصر أو سوريا بنسبة 100 مليون دولار لكل دولة.

ليبيا : تبرعت ليبيا بمبلغ 40 مليون دولار و4 مليون طن زيت، وأرسلت إلى الجبهة المصرية سرب ميراج 5 ليبي،  بالإضافة إلى السرب 69 ميراج-5 المصري.

المملكة العربية السعودية: تبرعت ب 200 مليون دولار، كما قامت بإنشاء جسر جوي لإرسال 20000 جندي إلى الجبهة السورية، بالإضافة إلى بطارية مدفعية مضادة للطائرات عيار 40 ملم ، سرية مدفعية هاون.

وفي هذا الموقف أثبتت الدماء العربية أصالتها، وأثبت العرب أنهم لا يتركوا جريحا خلفهم، وقد تجمعهم الأيام على قلب رجل واحد من جديد.