الخميس 6 يونيو 2024

سلاح المال يدفع بمرشح قطر للمقدمة في «انتخابات اليونسكو»

10-10-2017 | 23:14

كتبت- أماني محمد

تدخل المرشحة المصرية على منصب مدير عام المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، السفيرة مشيرة خطاب، الجولة الثالثة بـ12 صوتًا حصلت عليهم في الجولة الثانية التي أجريت اليوم، وجاء مرشح قطر حمد الكواري في المركز الأول بـ20 صوتًا، مقابل مرشحة فرنسا أودري أزولاي التي حصدت 13 صوتًا.

وأكد دبلوماسيون، أن انتخابات اليونسكو الجارية حاليًا، شهدت تدخلًا صريحًا لسلاح المال ما جعل النتيجة تأتي مخالفة لتوقعات الكثير فتصدر المرشح القطري القائمة تلته المرشحة الفرنسية، وفي المركز الثالث كانت السفيرة مشيرة خطاب المرشحة المصرية، موضحين أن الموقف أصبح صعبا ومخيب للآمال.

ومن المقرر أن تستمر جولات الإعادة حتى يحسم أحد المرشحين الفوز بالحصول على 30 صوتًا من أصل 58 هم أعضاء المجلس التنفيذي وأصحاب الحق في التصويت، وإن لم يتحقق ذلك في الجولة الثالثة تجري جولة إعادة رابعة، وإن فشل أحدهم في حسمها تجري جولة خامسة الجمعة المقبل، إن لم يحصل أي مرشح على 30 صوتًا يفوز الحاصل على أعلى أصوات بين المرشحين الستة.

وقال السفير محمد المنيسي سفير مصر الأسبق لدى قطر إن ما حدث في الجولتين الأولى والثانية من انتخابات منظمة اليونسكو يؤكد أن التصويت كان بالدولار وليس بالخبرة أو القيمة أو قامة الدولة أو المرشحة، مضيفا أن المنظمة من المفترض أنها ترعى الفنون والآداب والتاريخ والحضارة لكن المال القطري لعب دوره في الانتخابات ولمساندة مرشحهم.

سرية التصويت والتلاعب

وأشار إلى أن مسألة سرية التصويت في انتخابات اليونسكو تعطي مجالا للمشاركين في التلاعب والرشوة والتصويت بعكس ما تقرره دولتهم ولن يعرف بعدها أحد، موضحا "يمكن تقديم رشوة للمندوبين وتكون دولتهم مؤيدة لمرشح ما لكن وقت التصويت يختارون مرشح آخر ولا أحد سيعرف لمن أدلى بصوته".

وأضاف أن وزير الخارجية ومندوبو الرئاسة المصرية نجحوا بالفعل في تكتيل أصوات المجموعة الأفريقية قبل بدء الانتخابات وعددهم 17 دولة لكن رغم ذلك لم نجد هذا العدد في النتيجة، فقد حصلت في الجولة الأولى على 11 صوتا والثانية على 12 صوتا، موضحا أن التصويت السري يجعل للدولار هو الحاسم في المسألة.

"اليونسكو منظمة بها نحو 830 مليون دولار عجز مالي، وأعلنت قطر استعدادها أن تتولى سداد هذا العجز وهذا إغراء هائل للمنظمة" يفسر المنيسي سبب حصول المرشح القطري على أعلى الأصوات في الجولتين، مضيفا أن مقر منظمة اليونسكو في باريس يحتاج إلى ترميم وتجديد ونتيجة هذا العجز أجروا تصليحات للأجزاء الأساسية وأجلت تجديد بقية المبنى وقطر أعلنت عزمها ترميم المبنى كاملًا فضلًا عن دفع مبالغ بشكل شخصي للمندوبين".

سلاح الرشوة

وقال إنه "كانت وجهة نظري ألا نترشح في منافسة أمام قطر بسبب عدم الشفافية، ففي أحد الانتخابات السابقة كان بها مرشحا يابانيا حسم النتيجة لصالحه بعدما قدمته اليابان من دعم ومساعدات مالية للمنظمة"، مضيفًا أن الانتخابات الماضية بعد أن ترشح الدكتور فاروق حسني كان هو المتصدر في جميع الجولات حتى الأخيرة وانقلب الموازين وفازت المرشحة البلغارية إيرينا بوكوفا.

واعتبر سفير مصر الأسبق في قطر أن المرشحة الفرنسية كانت مثار قلق لأنه ذات تاريخ عمل في منظمة اليونسكو لمدة 11 عامًا قبل أن يتم اختيارها كوزير في بلادها، مضيفًا "كنت أقلق منها لخبرتها داخل المنظمة وقدرتها على التعامل مع المشاكل اليومية بها بمجرد أن تتسلم مهام عملها لكن المرشح القطري قلب الموازين واستطاع تجميع عدد كبير.

ورجح المنيسي أن المرشح القطري هو الذي سيفوز بالمنصب في الجولة الأخيرة، مفسرا ذلك بـ"سلاح المال سيحسم الانتخابات وليس الكفاءة أو الخبرة كما أن قطر لديها دعم قوي من الولايات المتحدة وإسرائيل فعلاقاتها طيبة مع الدولة"، موضحا أن وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون كان يعمل نحو ثلاث سنوات رئيسا لمجلس إدارة شركة إكسون للغاز في قطر وكل هذه الاعتبارات ترجح فوز الرشح القطري".

موقف صعب

وقال السفير عادل العدوي مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن هذه الانتخابات لم تكن متوقعة وشهدت أمورا مخيفة تحتاج دراسة والوضع بها صعب، قائلًا إن الجانب المصري متمثلا في وزير الخارجية ومندوبين يجرون متابعات حاليًا في باريس لكن الموقف صعب والمؤشرات تشيرا إلى احتمالية فوز ضعيفة للسفيرة مشيرة خطاب.

وعن موقف المجموعة الأفريقية، قال إنه لم يكن كما توقع الكثيرون وكما أعلنوا قبل بدء التصويت وهذا يؤكد أن عوامل أخرى غير سياسية أثرت على مجرى الانتخابات، مضيفًا أن "المال تدخل في سير مجرى الانتخابات وهو الذي غير من النتيجة، فالمنافسة لم تكن شريفة، وهذه المرة تختلف كثيرًا عما حدث مع المرشح المصري السابق فاروق حسني، لكن كل شيء وارد في الانتخابات وفي آخر لحظة قد يتغير الموقف".

نتيجة مخيبة للآمال

وقال تامر عبد القادر وكيل لجنة الإعلام والثقافة بمجلس النواب، إن نتيجة التصويت جاءت مخيبة للآمال وتوضح أنه نحو 20 دولة ذهبت للتصويت وتأييد دولة مساندة للإرهاب، مضيفا أن المجموعة الأفريقية رغم إعلانها دعم المرشحة المصرية السفيرة مشيرة خطاب لم يظهر ذلك في نتيجة التصويت.

وطالب بضرورة أن تنسق الدول العربية والأفريقية مواقفها بشكل موحد في مثل تلك المواقف لأن مصر دائما ما تتضامن مع الدول العربية لكن في المقابل المواقف مفككة وهو ما ظهر جليا في نتيجة انتخابات اليونسكو، قائلا إن الانتخابات يحدث بها تلاعب والدولارات القطرية غيرت الموقف.