كانت حرب أكتوبر1973، بطولة ملحمية خالدة لأبطال القوات المسلحة، الذين لم تنكسر إراداتهم وحولوا الهزيمة في 1967 لنصر مجيد، ولم إلا أيام بعد وقوع النمسة حتى وقعت معركة رأس العش، وهي اسم أطلق على محطة من محطات الإرشاد في قناة السويس ؛ حيث تقع هذه المنطقة بعد الخروج من بورسعيد مروراً بكوبرى الرسوة، ثم موقع الكيلو رقم ١٠ ، وبعدها محطة التينة ثم الكاب ثم وز القرد وصولاً إلى مدينة القنطرة.
جاءت ملحمة رأس العش نتيجة منطقية للتماسك السريع للقوات المسلحة المصرية، رغم الهزيمة في حرب يونيو ١٩٦٧م، لتقدم البرهان الساطع والأكيد على قوة وجسارة المقاتل المصرى، ومنهم الفدائي حسني سلامة بطل معركة رأس العش.. يسجل هنا شهادته للتاريخ عن معركة رأس العش، كما نشرها أحد إصدارات كتاب الهلال.
رأس العش كانت هدف العدو للمساوة على فتح قناة السويس
ويتميز موقع رأس العش بوجوده شرق القناة على طريق مدق ملتو يطلق عليه العسكريون اسم رقبة الوزة. وينحصر هذا الموقع بين قناة السويس غرباً، وملاحات بورفؤاد شرقاً وشمالاً. وتكتسب رأس العش أهميتها من أنها البوابة إلى مدينة بورفؤاد التي تقع في شبه جزيرة سيناء، رغم تبعيتها الإدارية لمحافظة بورسعيد، ولذلك أحداث ٥ يونيو ١٩٦٧م؛ أن يضع مدينة بورفؤاد تحت سيطرته، حتى يتمكن من السيطرة على كل البر الشرقى للقناة، استعد للمساومة على فتح قناة السويس شرط أن يحصل على نصف إيراداتها.
ويقول: كانت المهمة واضحة تماما وهى منع 2 اليهود من دخول بورفؤاد إلا على أجسادنا، وكانت بورفؤاد خلفنا بحوالي ٨كم بينما أمامنا على بعد ٢ كم تقريبا. كنا نرى اليهود بالعين المجردة يتحركون بين مجنزراتهم وكأنهم ذاهبون إلى نزهة بينما نحن بإمكانيات شبه منعدمة بمعداتنا الخفيفة، وكانت طبيعة الأرض التي جرت عليها المعركة غاية في الصعوبة.
وأضاف: وكانت تحركات المصرين مكشوفة وبالعين المجردة لليهود لكنهم برغم ذلك أرسلوا طائرة استطلاع صغيرة سوبر بكب حلقت فوق مواقعنا على ارتفاع منخفض حتى أنني رأيت من موقعى قائد الطائرة وهو رحمة نتيجة منطقية ينظر لنا ويضحك ولابد أنه أحصانا كلنا فرداً ع للقوات المسلحة رغم فرداً وعرف ما نحمله من العسكرية في يونيه معدات، فضلا على بثه الرعب في نفوسنا .. هذا الطيار لابد أنه أبلغهم على الجانب الآخر ألا يقيموا لنا أي حساب فلابد أننا سنفر عند أول مواجهة، وأضاف واصفاً لحظة الهجوم كما توقعنا بدأت القوات الإسرائيلية في التحضير للهجوم باستخدام مدافع ذاتية.
ملحمة رأس العش التي استمرت 8 أيام
وتابع: وتم تدمير كل الأليات التي وصلت الموقع وقتل جنوده الذين حاولوا الالتفاف حول الموقع من البحيرة، فاضطر العدو أهم للانسحاب إلى الخلف مخلفاً وراءه 14 جثة وعربتين مدرعتين
واختتم: ودبابتين وعربة نصف مجنزرة، كلها اشتعلت فيها النيران ومن فر هارباً تلقفته كمائن تم إعدادها لقطع الإمدادات عنهم لتدمير القوات المنسحبة أيا أو الهاربة، حتى وجدت نفسى قبل شروق نسـ الشمس الوحيد الموجود بالموقع حياً سمعت صوت قائد الكتيبة.. الرائد السيد الشرقاوى من الضفة الغربية يناديني من ويأمرني بعبور القناة، وظلت هذه البقعة من سناء لمتتل، حتى تحررت سيناء بأكملها في 1973.