الثلاثاء 21 مايو 2024

لواء محيي نوح


لواء محى نوح

مقالات9-10-2023 | 11:08

لواء محى نوح

في مثل هذه الأيام منذ ٤٨ عاما كان النصر العظيم الرائع نصر أكتوبر ٧٣ ولنتذكر سويا ما حدث خلال هذه الفترة، بداية أنا كنت طالب في كليه الطب جامعة القاهرة عام ١٩٦١ وكنا بنعمل تجارب في لعبة الملاكمة للسفر للمغرب وكان المسؤول عن اللعبة العقيد على شفيق مدير مكتب المشير عبد الحكيم عامر ونظرا لتفوقي عرض علىّ أن أنضم للقوات المسلحة وأقدم للكليه الحربيه فتناقشت مع الأهل وكانت الموافقة على انضمامي للقوات المسلحة وتقدمت في الكليه الحربيه وتخرجت من المتقدمين على الدفعة وانضميت على الصاعقة وطلعت الأول على فرقة الصاعقة بامتياز عملت مدرس في مدرسة الصاعقة إلى أن تم العمل على إنشاء كتيبة للذهاب لليمن شكلنا الكتيبة وذهبنا بها إلى اليمن، حاربت فوق جبال اليمن وفي سهول اليمن وفي المواقع الصعبة في اليمن أخدت فرقة المظلات في اليمن وأصبت في اليمن ورقيت استثنائي في اليمن ثم عدنا في بداية ٦٧ إلى القاهرة ومنها إلى رأس محمد في جنوب سيناء وكانت هزيمة ٦٧ وكان الانسحاب الغير منظم وغير مدروس وذهبنا بعد ذلك إلى منطقة جلبانة على طريق العريش القنطرة وتصدينا للواء مدرع إسرائيلي مع لواء مشاة وإحنا كتيبة صاعقة عطلناهم لمدة ٢٤ ساعة وكانت الأسلحة الموجودة معانا ضعيفة حتى تم اختراق المواقع بعد مقاومة عنيفة بعد توجهنا إلى منطقة الكاب على القناة ومنها إلى بورسعيد ومنها توجهنا إلى إحضار الشاردين والمنسحبين بالبلنصات من بحيرة البردويل بعد ذلك طُلب مني أن أتوجه إلى رأس العش والكاب والتينة ودول على القناة وضعت في كل موقع فصيلة يوم ٣٠ يونية تحركت ١٣ دبابة وعربة نصف خنزير من القنطرة في اتجاه بورفؤاد تصدت لها فصيلة من كتيبة يقودها الرائد سيد الشرقاوي مع الملازم فتحي عبد الله مع الجزار مع حسني سلامة حدثت خسائر كبيرة في قوات العدو وقواتنا، كنت أعاونهم بقواتي من الضفه الغربية للقناة وصل العدو إلى ١٠ كم حاولوا يعملوا موقع أمامي تصديت لهم مع قواتي دمرنا أربع عربات ودبابة وتصديت لدبابة أخرى أصبتها إصابه مباشرة قبل أن تعود إلى القنطرة واصل طيران العدو ضرب الموقع والمدنيين وفندق أوبري في بورسعيد وأصبت من ضرب طيران العدو ثم انتقلنا إلى القاهرة وانضميت أنا ومن اخترتهم معي على فرع العمليات الخاصة بقيادة البطل إبراهيم الرفاعي تحت مسميات مختلفة منها الكوماندوز المصريين ومنظمة سيناء العربيه والفدائيين المصريين إلى أن تم عمل ٣٩ عملية أطلق عليها المجموعة ٣٩ قتال وعملنا خلال حرب الاستنزاف ٩٢ عملية بين إغارات وكمائن وضرب في داخل إسرائيل وكانت نتيجة عملياتنا ٤٣٠ قتيلا ومصابا إسرائيليا وتدمير ١٧ دبابة و ٧٧ مركبة وتدمير ٤لودر والحصول على أول أسير "يعقوب رونيه" ودمرنا الروح المعنوية للعدو بكسر الحاجز النفسي بين الجندي المصري والإسرائيلي، انتقمنا للشهيد البطل عبد المنعم رياض بتدمير موقع لسان التمساح المواجه لمدينة الإسماعيلية يوم ١٩ أبريل ٦٩ وأصبت في هذه المعركة وقد زارني الرئيس جمال عبدالناصر وكان لي لقاء مطول ورائع مع سيادته وعملنا إغارة أخرى على نفس الموقع بعدها بثلاثة أشهر وأنا مصاب وأصبت للمرة الرابعة ولكن كانت خسائرنا كبيرة هذه المرة " ٩ شهداء و ٢٣ مصابا" وإحنا داخلين من ثغرة العدو حصل انفجارات في قواتنا داخل الثغرة أصبت في ظهري والفرد خلفي شق بطنه حملته على ظهري وأنا مصاب اختلط دمه بدمي لأعبر به القناة ولكن استشهد على كتفي، عملنا عمليات في الجنوب، ضربنا مطار الطور بالصواريخ من على مركب لبناني عاطل وكان يوم عاصف جدا ولكن نفذنا المهمة باقتدار وتم تدمير المطار ولم تزره جولدامائير كما كان مقرر وكان يوم سبت حزين على إسرائيل وعلى رئيستهم في ٧٣ دمرنا مواقع البترول في جنوب سيناء في بلاعيم وشراتيب وأبو رديس وأبو غنيمة يوم ١٨ أكتوبر توجهنا إلى منطقة نفيشة وكانت مهمتنا تدمير الكوبري إللي عملوه الإسرائيليين في منطقة الدفرسوار وكنا بنعمل تحت قيادة البطل إبراهيم الرفاعي، وصل إلى قيادة الجيش للتنسيق ولكن الفريق الشاذلي كلفه بمهمة أخرى بقتال القوات إللي عبرت، وفي طريق سرابيوم العدو فتح تشكيله وداخل فى اتجاه الإسماعيلية أخد الرفاعي طاقم أربيجيه و٥٧ وطلع فوق قاعدة صواريخ فارغة وبدأنا نتعامل مع العدو، أنزلنا به خسائر كبيرة ولكن العدو اكتشف مكان الرفاعي، ضرب عليه، جتله إصابة مباشرة في القلب و الجمعة بتقول الله أكبر سقط البطل، توليت القيادة بعده وأخدت أوامر من قائد الجيش اللواء عبد المنعم خليل وذهبت مع قواتي للدفاع عن جبل مريم مع المظلات انتقمنا للشهيد البطل إبراهيم الرفاعي حتى وقف إطلاق النار يوم ٢٢ أكتوبر ٧٣ ، تحيا مصر وجيشها العظيم وقيادتها وشعبها الوطني المخلص.  
أول زياره يقوم بها الرئيس محمد أنور السادات بعد توليه الحكم كانت للمجموعة ٣٩ قتال وكان لي حديث معه أثناء الاجتماع وذلك بعد معاهدة روجرز بإيقاف العمليات العسكرية وكان في أغسطس ١٩٧٠ استأذنت من الرئيس في الكلام فسمح لي بعد ما عرفت بنفسي وقلت لسيادته إنكم اوقفتم القتال بعد معاهدة روجرز بإيقاف العمليات ولكن أنا أطلب من سيادتكم استمرار العمليات حتى لا نعطي الفرصة للعدو بإعادة ترتيب مواقعه مرة أخرى ورفع روحه المعنوية المحبطة ويحدث نوع من التراخي والإحباط بين قواتنا، فرد الرئيس السادات وقال يا محيي يا ابني أنتم ستستمروا في قتالكم ضد العدو ولن نوقفكم ولكم أساليبكم في هذا العمل، ثم منح علم المجموعة وسام الجمهورية العسكري وكتب كلمة في سجل الزيارات وهذا كله مسجل في إداره المخابرات الحربية والاستطلاع.