توقع عضو البرلمان الأوروبي البلغاري رادان كانيف تشديد الرد الدبلوماسي للاتحاد الأوروبي ضد أذربيجان في أعقاب صراع إقليم /ناجورنو كاراباخ/ ، من أجل منع أي عدوان على الأراضي الأرمنية ذات السيادة.

وفى مقابلة مع منصة /يوراكتيف/ الإعلامية - المتخصصة فى الشئون الأوروبية - ، قال البرلمان الأوروبي :"إن موقف الاتحاد الأوروبي يعتمد إلى حد كبير على دور فرنسا القيادي" ، مضيفا : أن طموح الرئيس ماكرون الواضح هو لعب دور حاسم في السياسة الخارجية.

وتابع قائلا" : إن بلغاريا دولة لها علاقة قوية للغاية مع الشعب الأرمني، مثل فرنسا، ويمكننا أن نتوقع أن تظهر صوفيا تضامنها مع الموقف الفرنسي". ووفقًا لـ كانيف، تشكل سياسة باكو العدوانية تهديدًا كبيرا جدا لحكومة أرمينيا الموالية لأوروبا، والتي تخلت عنها روسيا عمدا بسبب توجهها المؤيد للاتحاد الأوروبي على وجه التحديد. وقال :"أحد التفسيرات هو أن روسيا أصبحت الآن عاجزة، ولكن هناك أيضا عنصر العقاب ضد الحكومة الأرمينية بسبب سياساتها المؤيدة لأوروبا مضيفا :"على الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية واجب أخلاقي بالتدخل في حالة العدوان على أراضي أرمينيا ذات السيادة".

من جانبه ، أكد خبير الطاقة البلغاري والسفير السابق لدى موسكو إليان فاسيليف ليوراكتيف إن أذربيجان لن تتوقف عن توريد الغاز ولن يتوقف الاتحاد الأوروبي عن شراء الغاز في القريب العاجل وأضاف كانيف :"من غير المرجح أن تجد فكرة تبنى الاتحاد الأوروبي موقفا صارما "بشأن أذربيجان العديد من المؤيدين، خاصة بين حكومات دول الاتحاد الأوروبي التي تتلقى حاليا الغاز الأذربيجاني منوها أن"الاتحاد الأوروبي غارق في الحرب في أوكرانيا". ومع ذلك، ووفقا له، على المدى الطويل، يمكننا أن نتوقع عواقب على نظام باكو، حيث يتزايد حساسية الاتحاد الأوروبي تجاه الأنظمة التي تمارس سياسات وحروبًا عدوانية "وأوضح فاسيليف قائلا:" إذا اتفق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على سياسة العقوبات تجاه أذربيجان، فإن الغاز الطبيعي المسال الأمريكي يمكن أن يحل محل الغاز الأذربيجاني". واستطرد قائلا:" لقد تمكن الاتحاد الأوروبي من التغلب على اعتماده على أكثر من 150 مليار متر مكعب من الغاز الروسي، وسيتغلب على اعتماده على 15 مليار متر مكعب من الغاز الأذربيجاني مؤكدا"كل هذا يتوقف على رد فعل باكو وفهمها لخطر العزلة عن أوروبا".

وفقا له، فإن مخاطر الصراع بالنسبة لبلغاريا ليست صغيرة، لكنها لا تتعلق بشكل مباشر بطرد الأرمن من ناجورنو كاراباخ. “ وأضاف :" بعد هذا الصراع، زادت أذربيجان بشكل حاد من اعتمادها على تركيا وقلصت رأس مالها السياسي القيم وغير القابل للاسترداد في كثير من النواحي مع أوروبا وقد استفاد القادة الأذربيجانيون من الاهتمام والمعاملة التفضيلية من بروكسل، بغض النظر عن تركيا محذرا من أن النفط والغاز الروسي يتم "غسلهما" اليوم عبر تركيا، وقد تتعرض العقود المباشرة لتوريد النفط والغاز الأذربيجاني إلى أوروبا للتهديد.

و تابع قائلا:" لقد أعطت باكو ببساطة لأنقرة الحق في التفاوض مع الاتحاد الأوروبي بشأن الطاقة، مما يعني أنه من المحتمل جدًا أن يدخل المزيد من الغاز الأذربيجاني إلى مزيج الغاز التركي الذي سيتم تصديره إلى الاتحاد الأوروبي، على حساب العقود المباشرة.

وقال فاسيليف: "السؤال هو كيف سينظر الاتحاد الأوروبي إلى دور تركيا في هذه العملية وما إذا كان سيفرض عقوبات" وأضاف:" أن مزيج الغاز الروسي يشمل الغاز الروسي والاذربيجاني والإيراني. "أتوقع أن يكون للحرب بين حماس وإسرائيل تأثير أيضا، خاصة في سياق اهتمام روسيا المتزايد بتحويل الانتباه عن أوكرانيا.

و شدد فاسيليف قائلا:": على باكو ببساطة أن تقرر موقفها". ومن جانبه ، لفت مارتن فلاديميروف، مدير برنامج الطاقة والمناخ في مركز الأبحاث البلغاري المؤثر لدراسة الديمقراطية، إلى أن أذربيجان لديها الكثير لتخسره عندما يتعلق الأمر بالعقوبات مشيرا إلى أنه "نظراً لأهمية ضمان الإمدادات إلى أوروبا بالنسبة لاقتصاد البلاد، فإن باكو ستلتزم بدلاً من فرض تدابير مضادة".

ويتوقع فلاديميروف أنه إذا اتخذت أذربيجان إجراءات حقيقية ضد الاتحاد الأوروبي، فإن بلغاريا ستعاني، حيث تتلقى حاليًا ثلث احتياجاتها من الغاز الطبيعي من ذلك البلد وهذا الغاز أرخص بكثير من سعره في الأسواق العالمية.

ومع ذلك، فإن هذا ينطبق أيضا على العديد من دول البلقان، ونقص الغاز في إحدى هذه الدول سيؤدي أيضا إلى نقص في الدول الأخرى. ووفقا لـ خبراء الطاقة والدبلوماسيون البلغار فإن العقوبات ضد نظام باكو لن تكون ممكنة إلا بدعم من الولايات المتحدة، التي يمكن أن تحل محل إمدادات الغاز الأذربيجانية ، وهم يشتبهون في أن أذربيجان وتركيا تعملان كواجهة للمصالح الروسية في الاتحاد الأوروبي.

ويشار إلى أنه البرلمان الأوروبي اعتمد منذ أيام قرارا يهدف إلى مراجعة العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وأذربيجان وفرض عقوبات على الوضع في /ناجورنو كاراباخ / ،كما أقترح أعضاء البرلمان الأوروبي أيضًا تقليل الاعتماد على واردات الغاز والنفط من أذربيجان.