قال الدكتور جمال عصمت أستاذ الكبد بطب قصر العيني عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، إن نجاح مصر في القضاء على فيروس سي هو إنجاز غير مسبوق، مضيفا أن مصر طوال السنوات السابقة ومنذ عهد المصريين القدماء كانت من أوائل الدول في الأعمال الهندسية والتحنيط والعلوم، ولكن في العصر الحديث أصحبت مصر الأولى على العالم في القضاء على فيروس سي وهو مر يدعو للفخر.

وأوضح  جمال عصمت  في تصريحه لبوابة "دار الهلال " أن هذا مجهود تم على مدار السنوات الماضية عظيم، وهذا المرض تم اكتشافه عام 1996، وكان معدل الإصابة بفيرس سي عالية تصل إلى أكثر من 22%، ووقتها كان الدكتور مصطفى كمال أستاذ الصحة العامة بجامعة عين شمس، يقود الفريق الذي يقوم بعمل الدراسات الوبائية في الملف، وفي عام 2006، تم تشكيل اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، والتي وضعت خطة التطوير في سبيل القضاء علي فيرس سي .

وأشار إلى ان الدفعة القوية التي أخذها هذا الملف من التأييد الرئاسي عد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي وإطلاق مبادرة 100 مليون الصحة التي اطلقها السيسي في 2018–2019 وكان لها الإنجاز الأكبر في القضاء على فيروس سي، لانه تم علاج معظم المصابين بالفيروس واستكمال جهود العلاج لكل المصابين قبل بدء المبادرة.

وأضاف أنه كان هناك حوالي من 2 إلى 3 مليون شخص مصاب فيروس سي لما نكن علي دراية بهم ولا هم يعرفون بإصابتهم بالفيروس، لذلك تم وضع خطة على أساس فحص كل المصريين البالغين وعددهم 60 مليون شخص لاكتشاف الفيروس، ليتم علاجهم عن طريق الكشف والفحص المبكر .

وشدد علي ان العلاج المبكر لهم ذلك يفيدهم كثيرا ولكن يفيد المجتمع اكثر، لان كل شخص من هؤلاء الأشخاص كان سينقل الفيروس إلى 4 مواطنين خلال فتره حياته، ولو هناك 3 ملايين شخص مصاب سينقل الفيروس إلى 12 مليون مواطن سليم، لذلك جاءت أهمية المبادرة الرئاسية التي تم فيها فحص 60 مليون شخص خلال 7 شهور فقط، وتم فحص حوالي نص مليون شخص في اليوم الواحد.

وأوضح أن الكشف كان عباره عن تحليل للشخص ليتمكن من التعرف إذا كان لديه فيروس سي أم لا وفي نفس الوقت يعرف وضع الضغط والسكر والسمنة، وإذا تم اكتشاف شخص مصاب بفيروس سي يتوجه لمراكز العلاج التي كانت أكثر من 160 مركزا في جميع أنحاء مصر، لتقلي العلاج ويتم عمل التحاليل اللازمة ويتعالج فورا.

وشدد على أن ذلك كان يتم مجانا وبدون أي تكلفة على الفرد، وكان الوقت الذى يستغرق من أول تشخيص وحتى استلام العلاج لا يتجاوز 10 أيام، وذلك يوضح جدية هذا الموضوع.

ولفت إلى أن هذا بروتوكول علاجي يؤدي إلى الشفاء بنسبة أكثر من 97% وكان الاعتماد في هذا البروتوكول العلاجي على الأدوية المنتجة في مصر، وكان الهدف من ذلك الانتقال من دولة التعرف فيها بالإضافة بفيروس سي بنسبة بنسب مرتفعة إلى أول دولة في العالم يتم القضاء فيها نهائيا علي الفيروس، وذلك يعتبر إنجاز حقيقي في التصدى للفيروسات الكبدية