ذكر مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن روسيا بدأت هجوما كاسحا على العديد من المواقع الأوكرانية مع بداية فصل الشتاء تسبب في غرق وسط وغرب أوكرانيا في ظلام دامس.
وأشار كاتب المقال دافيد ستيرن إلى أن ذلك الهجوم يأتي بعد فترة من الهدوء النسبي شهدها فصل الخريف في إطار الحرب الدامية التي تدور رحاها بين الطرفين في الوقت الراهن.
ولفت المقال إلى أنه مع بداية انخفاض درجات الحرارة والتي تصل في فصل الشتاء إلى ما دون الصفر بدأت القوات الروسية في استهداف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا بشكل مكثف.
ويوضح المقال أن ذلك النوع من الضربات الروسية يهدف إلى كسر معنويات الجانب الأوكراني من خلال إغراق البلاد في البرد والظلام، مشيرا إلى أن القوات الروسية قامت في شتاء العام الماضي باستهداف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا من خلال ضربات جوية وصاروخية مما أغرق البلاد في الظلام.
وينوه المقال إلى شهادة أحد الجنود الأوكرانيين في أحد المواقع بالقرب من العاصمة كييف التي يقول فيها أن القوات الروسية كانت تستهدف المواقع الأوكرانية في الشتاء الماضي من خلال موجات من الطائرات المسيرة، إلا أن الوضع في الشتاء الحالي سوف يكون أسوء بكثير.
ويشير المقال في نفس الوقت إلى بيان صادر عن الهيئة الوطنية للطاقة في أوكرانيا الذي تقول فيه أن القوات الروسية أطلقت 43 صاروخا من طراز كروز مستهدفة العديد من الأهداف في جميع أرجاء أوكرانيا متضمنة منشأت للطاقة، موضحة أن تلك الهجمات أدت إلى انقطاع التيار الكهربي في أجزاء من وسط وغرب البلاد بما فيها العاصمة كييف.
ويسلط الكاتب الضوء في هذا السياق على تصريحات الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي التي يؤكد فيها أن نجاح أوكرانيا في التعامل مع الهجمات الجوية الروسية يتوقف على حصول أوكرانيا على أنظمة دفاع جوي قوية من الدول الغربية حيث أن الجانب الأوكراني ليس لديه ما يكفيه من تلك الأسلحة لصد وابل الهجمات الجوية الروسية.
ويضيف المقال أن الرئيس الأمريكي جو بايدن كان قد تعهد لزيلينسكي خلال زيارته للولايات المتحدة الشهر الماضي بتقديم حزمة جديدة من المساعدات تصل قيمتها إلى 325 مليار دولار تشمل أنظمة دفاع جوي وذخائر.
ويشير المحللون السياسيون إلى أن الشتاء القادم في أوكرانيا سوف يكون أسوء من مثيله العام الماضي وهو ما يصب في مصلحة روسيا، حيث أنه ليس من المعلوم عدد الصواريخ التي يمكن لروسيا إنتاجها في هجماتها القادمة.
ويلفت المقال في الختام إلى أن الأولوية القصوى لأوكرانيا في الوقت الحالي هي حماية منشأت الطاقة ومواقع البنية التحتية الأخرى مثل مواقع تخزين الحبوب والتي تعد أيضا أحد أهم الأهداف التي تسعى روسيا لتدميرها من أجل تقويض الاقتصاد الأوكراني.