الأحد 30 مارس 2025

ثقافة

أمثال شعبية (30 – 27)| حول «لا تجني من الشوك العنب»

  • 27-3-2025 | 10:09

أمثال شعبية

طباعة
  • بيمن خليل

تُعدّ الثقافة الشعبية من المداخل الأساسية لدراسة الشعوب، حيث تعكس الجوانب النفسية والعاطفية في حياة المجتمعات، وتعتبر الأمثال الشعبية أحد أبرز عناصر هذه الثقافة، إذ تمثل حجر الزاوية لفهم الشعوب.

والمثل هو حكمة تتجسد في كلمات مسجوعة أو غير مسجوعة، تنطوي على رمز يحمل نقدًا أو علاجًا لأحد جوانب الحياة المتنوعة. والحكمة في جوهرها قديمة، هي نتاج الروح وثمار تجربتها، تتشكل من نعم الحياة وابتلاءاتها، نادرًا ما تخلو أمة أو قبيلة من قول الحكمة في أمثال تتداولها، وقد تتجاوز هذه الأمثال حدودها إلى أمم أخرى، إذ إن النفوس البشرية، رغم اختلاف درجات تطورها، تشترك في العديد من جوانب الحياة، وقد تتسم هذه الحكمة بالرقي، لتصبح جزءًا من ثقافة الأمة ومعرفتها العميقة، ويعكس ذلك مستوى تطور الأمة ونضوجها.

خلال أيام شهر رمضان المبارك، نعرض معًا مجموعة من الأمثال الشعبية المصرية التي تناولت موضوعات حياتية يومية متنوعة.

واليوم نناقش الأمثال التي تدور حول "لا تجني من الشوك العنب"

يضرب هذا المثل لمن يصنع المعروف في غير أهله، أو لمن يحاول إصلاح شخص غير سوي، دون جدوى أو فائدة.

تعود قصة المثل إلى حادثة حيث رأى صبي والده يغرس في بستانه شجرة من العنب، وبعد فترة، أثمرت الشجرة عنبًا لذيذ الطعم، جميل اللون، يجذب الأنظار بجماله.

أُعجب الصبي بمظهره البهي، وعندما تذوقه وجد طعمه شهيًا، أثارت هذه التجربة إعجابه، فقرر أن يزرع مثل أبيه أشجار العنب، معتقدًا أن كل ما يُزرع في أرض البستان سيؤتي ثمار العنب.

ذات يوم، وجد الصبي شجرة من الشوك ملقاة على الطريق، أخذها وغرسها في البستان، واهتم بها كما كان يفعل والده مع شجرة العنب، انتظر الصبي طويلًا أن تأتي الشجرة بثمار العنب، ولكنه فوجئ بعد مدة بأن الشوك قد انتشر في أغصانها ولم تظهر أي ثمار للعنب.

ومن هنا، برز هذا المثل ليعبر عن حقيقة أن ما تزرعه هو ما تحصده، وأنه لا يمكن أن تنتج أفعال غير صالحة نتائج إيجابية.

الاكثر قراءة