صناعة زيت الزيتون في تونس أو كما يطلق عليه "الذهب الأخضر" من أشهر الصناعات في البلاد وتحظى بمكانة وشهرة حول العالم ، لذلك تهدف تونس وفق بيانات حكومية حديثة إلى زيادة مساحة الأراضي المزروعة لغزو أسواق جديدة ، ولجودته الفائقة نال ثقة كبيرة من المستوردين حتى أطلق عليها سفير تونس إلى العالم .

وقد ارتبطت هذه الصناعة بالتراث التونسي روحيا واجتماعيا وثقافيا وتحرص معظم البلدات التونسية على إقامة مهرجانات للاحتفال بموسم جنى الثمار حاليا في نفس التوقيت كل عام ، مثلها مثل زراعة القطن المصري الذي يطلق عليه "الذهب الأبيض" المرتبط بالتراث الشعبي المصري.

وتوقع فوزى الزياتى رئيس جمعية تونس الزيتونة والخبير في السياسات الفلاحية في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط ، أن يبلغ حجم الصادرات لزيت الزيتون 4،4 مليار دينار في الموسم الحالي ، مستعرضا ما تم تصديره العام السابق والذي حقق أكبر رقم للتصدير حتى الآن ، حيث تم تصدير 175 ألف طن من زيت الزيتون تقدر تقريبا قيمتها 3 مليارات دينار.

وأوضح أن الأسعار العالمية ارتفعت مما انعكس على قيمة التصدير والإيردات من العملة الصعبة. 

وأشار إلى أن الأسواق "الكلاسيكية" الأوروبية تأتى في المرتبة الأولى في نسبة التصدير وتأتى إيطاليا وإسبانيا في مقدمة الدول الأوروبية ، وأوضح أن تلك البلدان تشترى زيت الزيتون بكميات كبيرة ثم يتم تعليبها وتصدريها مرة أخرى من جديدة بتسمية أوروبية .

وأكد أهمية الاهتمام بالسياسية الترويجية والتعليب للوصول إلى المستوى المطلوب وذلك بتصدير زيت الزيتون معلبا هذا سيضيف قيمة إضافية للمنتج ويعد فرصة تاريخية خاصة وأن الإنتاج العالمي لا يفي المطلوب .

ونوه بأن تونس تحتل المرتبة الرابعة في تصدير زيت زيتون على مستوى العالم وأن الاهتمام بالتعليب وتصدير المنتج معبأ يزيد من حجم التصدير بصورة كبيرة ويعود بعائدات مضاعفة للدولة.

ونوه بمشاركة الجمعية في العديد من المعارض الدولية والإقليمة وحصدت العديد من الجوائز والتي بلغت تقريبا 250 ميدالية لجودة الزيتون المشهود به عالميا.

وأكد أن المهرجان الدولي للزيتونة والتي تحرص الجهات المختصة على تفعيل فعالياته في 7 فبراير من كل عام بصفاقس يعد فرصة رائعة للتسوق والسياحة والثقافة والتعرف على تونس واصفا المهرجان بملتقى عالمي يجمع العديد من الدول الأوروبية والآسيوية والعربية والأفريقية.

وصرح حمادى أبو بكر عضو المكتب التنفيذي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد ، بأن تونس تعتبر من أول البلدان في العالم بعد الاتحاد الأوروبي في زراعة الزيتون على مساحة تقارب 2 مليون هكتار موزعة على كامل الدولة من شمالها إلى جنوبها ويتجاوز إنتاجها هذه السنة بحوالي 200 ألف طن من الزيت بزيادة تقدر ب8% عن السنة الماضية رغم الجفاف والتغيرات المناخية التي تشهدها بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط ، كما أن زيت زيتون تونس يحتل المرتبة الأولى عالميا .

وأكد حمادى دور الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري بالتنسيق مع وزارة الفلاحة والموارد المائية هو التعريف بجودة الزيت أولا وتطوير تعليب الزيوت التونسية حسب مواصفات الجودة والنوعية وفتح أسواق جديدة بآسيا وأمريكا وكندا وأفريقيا ورغم المنافسة الشرسة من أسبانيا وإيطاليا ومالطا في إنتاج زيت الزيتون لكن نتفوق عليهم بجودة الزيوت وبالتالي أصبحنا نغطى أكثر مع الاهتمام بجودة التعليب لغزو أسواق جديدة.

و تعتبر تونس من أكثر البلدان شهرة في منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط في مجال زراعة الزيتون، حيث تخصص أكثر من 30 % من أراضيها الزراعية لزراعة أشجار الزيتون ، كما ساهم ذلك بشكل كبير في تشغيل عدد كبير من الشباب خاصة وأنها خلقت فرص عمل جديدة مرتبطة بزراعة الزيتون .

وتمتلك تونس كافة المقومات التي تجعل زيت الزيتون التونسي المصدر من أفضل الأنواع حيث طقسها الحار وندرة الأفات وعدم استخدام المبيدات ساعد على انتاج زيت الزيتون بشكل عضوى بجانب الاعتماد الكامل على الطرق التقليدية في جمع حبات الزيتون وتصنيعها ما جعلها من أنقى الزيتون عالميا ، مما أهلها لحصد العديد من الجوائز كان آخرها هذا العام ، حيث حصدت للمرة الثانية على التوالي 6 جوائز في المسابقة العالمية للجودة " ماريو سوليناس 2023 " ، كما أن هذه المقومات أهلت تونس للاستحواذ على 15% من صادرات العالم ، وبل وضعت الجهات الحكومية 

خططا لرفع هذه النسبة وقد انعكس ذلك على نمو صادرات تونس من زيت الزيتون ليفوق نصف صادراتها الغذائية خلال النصف الأول من العام الجاري" 2023" .

وتصدرت تونس دول المنطقة العربية في إنتاج زيت الزيتون، وذلك حسبما ذكر مركز إحصاءات المجلس الدولي للزيتون لموسم 2021-2022 ، حيث بلغ محصوله الموسم الماضي أكثر من 261 مليون لتر (المرتبة الثالثة عالميا)، وجاء المغرب في المرتبة الثانية بمحصول قُدّر بـ217 مليون لتر (الخامسة عالميا).