كتبت –أماني محمد

 

أستاذ تخطيط وتنمية بجامعة الفيوم: إنجاز حضاري واقتصادي له أبعاد تنموية عديدة

أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة: نقلة حضارية واقتصادية كبيرة

النائب أمين مسعود: تعادل أربعة أضعاف مساحة القاهرة الجديدة

 

وصف اقتصاديون، افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي للمرحلة الأولى من العاصمة الإدارية الجديدة، اليوم، بأنه إنجازا جديدا على أرض الواقع، مؤكدين أن العاصمة لها أهميتها الاقتصادية الكبرى وستساهم في حل أزمات ومشكلات القاهرة من الاختناق والزحام بعد نقل المجمع الحكومي والوزارات إليها.

 

وكان الرئيس قد تفقد أيضا فندق الماسة الذي تولت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة إنشاؤه، فضلا عن عرض لمشروعات العاصمة وما تم تنفيذه من مباني، قائلا "هو إحنا مش حقنا نحلم ولا إيه؟ هو عيب علينا إن يبقى عندنا 13 مدينة زى العاصمة الإدارية؟ هو خسارة فينا ولا إيه؟ لما حد يتكلم يقولك الأولويات، ولكن كل الأولويات مطلوبة، ما أقدرش أسيب حاجة واشتغل فى حاجة تانية".

 

واستعرض اللواء كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ما يجري تنفيذ من مبان في العاصمة الإدارية الجديدة مثل كنيسة "ميلاد المسيح" والتي سيجري افتتاحها في 7 يناير المقبل، قائلا إنها أكبر فى المساحة وأكثر تميزا فى الشكل المعماري من الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، بالإضافة إلى مسجد "الفتاح العليم" الواقع على مساحة 59 فدان والحي الحكومي والمباني الوزارية التي تم الانتهاء من المرحلة الأولى منها.

 

شكل حضاري مختلف

الدكتور صلاح هاشم أستاذ التخطيط والتنمية بجامعة الفيوم، قال لـ«الهلال اليوم» إن العاصمة هي إنجاز حضاري اقتصادي له أبعاد تنموية عديدة، موضحا أنه على المستوى الاقتصادي فهناك العديد من المشروعات الكبيرة منها ذات الجانب السياحي أو الترفيهي مثل مدينة الملاهي المزمع إنشاؤها والتي ستنافس مدينة ديزني لاند بالإضافة إلى مدينة رياضية وفندق الماسة الواقع على مساحة 10 أفدنة وينافس في خدماته أكبر الفنادق العالمية.

 

وأضاف أن المدينة مبنية بشكل حضاري مختلف وتعمل في على تقديم صورة ثقافية عمرانية جديدة لم تشهدها مصر من قبل على المستوى الأبنية والإدارة والخدمات داخلها، مشيرا إلى أن المشروع أعلن عنه قبل 31 شهر لكن بدأ التنفيذ منذ 18 شهرا فوضعت الصورة الأولى لما ينبغي أن تكون عليه المدينة والتي ستشمل20 ألف وحدة سكنية ستفتتح في 2018.

 

وأوضح أن الشركات الخاصة نفذت عدد من الفيلات والمساكن الفاخرة تكاد تكون بيعت بالكامل، وأن تفقد المرحلة الأولى اليوم جاء بعد عزم نقل عدد من الوزارات إلى المدينة مع عام 2018 بعد أشهر قليلة، مضيفا أن الكثير من الخدمات ستشهدها العاصمة مثل إنشاء قطار كهربائي يربطها بالقاهرة.

مصير المباني القديمة

وأضاف هاشم أن الرئيس أبدى اطمئنانه اليوم فيما وصل إليه الإنشاء وقال إنه سيجري إنشاء نحو 13 عاصمة جديدة منافسة في عدد من المحافظات، موضحا أنه يجري إنشاء كنيسة جديدة أكبر من الكاتدرائية الموجودة في العباسية ومسجد ضخم وكذلك فندق الماسة الواقع على مساحات واسعة وافتتح قبل عدة أيام كلها تقدم صورة حضارية جديدة.

 

وعن المباني القديمة بالقاهرة بعد نقل الوزارات إلى العاصمة الجديدة، أوضح أستاذ التخطيط والتنمية أن هذه المقرات أغلبها كانت قصور ومؤسسات أثرية له تاريخ عريق وربما تتحول إلى فنادق أو تتسلمها وزارت الآثار والثقافة والسياحة لتبحث آلية الاستفادة منها ماديا، مشيرا إلى أن هناك مخطط لتطوير القاهرة حضاريا بدأ بالقاهرة الخديوية لاستعادتها مرة أخرى، وأمر العواصم القديمة والجديدة موجود في دول العالم مثل روسيا وأمريكا وكذلك الدول العربية مثل المغرب فهناك الرباط القديمة والجديد.

 

بداية العمل والعائد الاقتصادي

وقال هاشم إنه مع الانتهاء من 20 ألف وحدة سكنية بالعاصمة وطرحها في 2018 ستبدأ في العمران والمرحلة السكانية كما أن الشركات الخاصة بدأت تعرض الفيلات والمساكن الفاخرة، مضيفا أن العائد الاقتصادي يرتبط طبيعة الأنشطة الموجودة داخلها فالمدن الترفيهية والرياضية والجامعات الخاصة والخدمات ذات البعد السياحي كلها لها تأثيرها الاقتصادي.

 

وأوضح أنها ستحقق العائد الكامل المستهدف منها بعد 20 عاما تقريبا وأن ذلك يعتمد على الخطة الاستثمارية والتسويقية للخدمات والأنشطة التي تحتويها العاصمة، مضيفا أنها تحتاج على تسويق على أعلى مستوى لتعريف المستثمرين والجمهور بالمزايا والأنشطة كما أنها يجب أن تكون خالية من الروتين الحكومي والسلوكيات العشوائية وليس للتطوير العمراني فقط.

 

الاختناق الحضاري

وقال الدكتور راشد عبده أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة إن العاصمة الجديدة إنجاز هام بسبب ترهل القاهرة من الاختناقات والازدحام الذي يضرب أية وجهة حضارية أو سياحية بها فضلا عن الجو العام الملوث بسبب عوادم السيارات، مضيفا أن العاصمة الإدارية على مستوى عالي في التنفيذ ومبنية على أسس جديدة ومعاير وتخطيط بدلا من العشوائية.

 

وأشار لـ«الهلال اليوم» إلى أن المرافق بها ليست كما هو معروف بالحفر في الأرض إنما موضوعة داخل أنفاق لسهولة الوصول إليها وإصلاح كابلات الكهرباء أو مرافق المياه أو الغاز، مضيفا أنها لضخامة مساحتها والتي تصل إلى 170 ألف فدان استوعبت عدد هائل من فرص العمل ويصل عدد العاملين بها إلى 2 مليون عامل لذلك قال صندوق النقد الدولي إن معدل البطالة في مصر انخفض.

 

وأوضح أن احتوائها على 20 حي سكني متنوع الفئات والطبقات سيجعلها تستوعب نحو 6 مليون مواطن ما يسحب الضغط من القاهرة خاصة بعد نقل الوزارات إلى الحي الحكومي بإنشاء مجمع يشمل 29 وزارة ومجلس جديد للنواب وفي المقابل تستغل المباني القديمة في التطوير والتجديد والاستثمار.

 

وقال عبده إنها تضم مساحات خضراء شاسعة ومنطقة أعمال وأبراج سكنية وفندق الماسة ومطار دولي ومدن ثقافية وفنية ورياضية وترفيهية وشبكة طرق تصل إلى 650 كيلومتر، مضيفا أنها بناء مختلف على مستوى متقدم يفيد في تقليل الضغط على القاهرة.

 

حل مشاكل قاهرة المعز

وقال النائب أمين مسعود عضو لجنة الإسكان بمجلس النواب إن ما عرض اليوم في افتتاح المرحلة الأولى من العاصمة الإدارية يوضح جهد مبهر لعمل ضخم يفتخر به أمام الأجيال القادمة، مضيفا أن العاصمة تقع على مساحة 167 ألف فدان وهي تعادل أربعة أضعاف مساحة القاهرة الجديدة التي تبلغ مساحتها 40 ألف فدان.

 

وأوضح لـ"الهلال اليوم" أن العاصمة بها إسكان متنوع الفئات ومبان حكومية لمجلس الوزراء ومجلس النواب وفندق ضخم هو الماسة كابيتال الذي يقع على مساحة 10 أفدنة بأحدث الطرز المعمارية، مشيرا إلى أن العاصمة ستشمل مجمع وزارات لكل الوزارات الحكومية وكذلك مبان للجامعات تم الانتهاء من نحو 30% من المجمع الحكومي الذي سيكون جاهزا لاستقبال الوزارات مع نهاية العام المقبل 2018.

 

وأشار إلى أنه مبان رئاسة الجمهورية والمطار والتي تم الانتهاء من بنائها وأن عملا دءوبا في بقية الإنشاءات يجري على الأرض تشمل 34 مجمع وزارات وحي سكني حكومي، مضيفا أن المطار الجديد به صالة استقبال ضخمة وأن العاصمة الجديدة ستكون حلا لكل أزمات القاهرة السكنية والمرورية التي تخنقها.

 

وطالب مسعود بسرعة نقل الوزارات والأجهزة الحكومية إلى العاصمة الجديدة وتوطين العاملين بالجهاز الإداري للدولة لكي لا يكون مقر عملهم مخالفا لمكان سكنهم، قائلا "توطين العاملين بإقامة كاملة لأسرهم وتقديم كل الخدمات من مدارس وجامعات ومستشفيات ومساكن لهم لتفرغ القاهرة من التكدس".