الجمعة 3 مايو 2024

الوعي الرشيد وأثره في مواجهة التحديات.. نص موضوع خطبة الجمعة اليوم

خطبة الجمعة

تحقيقات13-10-2023 | 11:39

نيرة سعيد

تناقش خطبة اليوم الجمعة الموافق 13 أكتوبر 2023 موضوع تحت عنوان الوعي الرشيد وأثره في مواجهة التحديات، بعد أن كان محدد لها سابقا عنوان "فضل إغاثة المكروبين". وفق ما أعلنته وزارة الأوقاف مع ضرورة الإلتزام من جميع الأئمة بموضوع خطبة الجمعة نصا ومضموما على أعلى تقدير، إضافة إلى ضرورة الألتزام بالوقت المخصص للخطبة والذي لا يزيد عن 15 دقيقة تتضمن الخطبتان، الأولى والثانية معا كحد أقصى مراعة للظروف الراهنة.

موضوع خطبة الجمعة اليوم

وجاء نص موضوع خطبة الجمعة كالآتي:

لحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم : {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ) وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، اللهُمَّ صَلِّ وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

فإن الوعي بقيمة الوطن، وبالتحديات التي يواجهها، وبالمخاطر التي تحيط به، أمر لا غنى عنه، خاصة ونحن في مرحلةٍ شديدة الحرج في تاريخ منطقتنا ؛ فالمخاطر جسام، والتحديات هائلة والأعداء بنا متربصون، والأمر أقرب ما يكون إلى زمن الفتن التي تجعل الحليم حيران لشدة اختلاط الأمور، واضطرابها، وتقلبها، اللهم إلا على من من الله عليهم بالحكمة والخبرة وإدراك الواقع وحجم التحديات.

وإن الوعي بالمخاطر بحتاج إلى الدراسة والفهم والتحليل وإعمال العقل الذي كرم الله (عز وجل) به الإنسان حتى يميز بين الصالح والطالح، حيث يقول سبحانه : {قُل الظُّرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ والأرْض، ويقول سبحانه: {وَهُوَ الَّذِي أنشأ لَكُمْ السَّمْعَ والْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ}، وقد نعى القرآن الكريم على أولئك الذين لا يعملون عقولهم في التفكر والتدير ، ولا يستخدمونها فيما خلقت له فقال تعالى: { ولقد ذرأنَا لِجَهَنَّمَ كثيرًا من الْجِنِّ وَالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يفقهون بهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ).

ولعل من أخطر التحديات التي تواجهنا تلك التحديات التي تهدد أمننا واستقرارنا في أوطاننا، فالأمن نعمة من أجل نعم الله (عز وجل) على الإنسان حيث يقول سبحانه وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئة يأتيها رِزْقُهَا رَغَدًا من كل مكان فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْعُونَ، فبدون الأمن والأمان لا يهدأ للإنسان بال ولا تطمئن له نفس ولا يهنا بالحياة حتى لو أوتي الدنيا بحذافيرها، فسعادة الدنيا ونعيمها في تحقق الأمن والاستقرار يقول نبينا صلى الله عليه وسلم): (مَنْ أصْبَحَ مِنْكُم آمنا في سربه، مُعافى في جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حيزتْ لَهُ الدُّنْيَا، فبدون الأمن لن تقوم دولة، ولن يطمئن أحد على نفسه أو أهله أوعرضه أو ماله .

ومن أجل الحفاظ على الوطن وأمنه وأمانه يجب علينا أن نكون جميعا في يقظة ووعي، وحيطة وحدر ، وأن نستفيد من تجارب الحياة وخبراتها، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خَدُوا حِدْرَكُمْ)، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم) : لا يُلْدَعُ المُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ واحد مرتين).

ولتعلم أن حفظ ودوام أمن وطننا أمانة في أعناقنا جميعا كل في مجاله وميدانه كيف لا ؟ والحفاظ على الوطن من أهم الضروريات لحفظ الدين وبقاء الدنيا، فبدون الوطن لن نتمكن من عبادة الله (عز وجل)، وبدون الوطن لن تستطيع إعمار الأرض التي أمرنا الله (عز وجل) بإعمارها.

واستكمل الخطيب: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد (صلی الله عليه وسلم) وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..

إن الحفاظ على أوطاننا في هذه المرحلة الدقيقة يتطلب منا أمورا، أهمها:

1- الالتفاف صفا واحدا خلف دولتنا وقيادتنا فهذا وقت الالتفاف الوطني لا الخلاف ولا الفرقة، وينبغي ألا يجعل كل منا من نفسه مفتيا وخبيرا فيما لا يعلم في وقت نحن أحوج ما تكون فيه إلى رأي أهل الخبرة والاختصاص، وإسناد كل أمر إلى أهله المختصين به الخبراء فيه دون سواهم حتى لا يصير الأمر إلى فوضى أو فتنة لا تبقي ولا تذر.

 2- ألا نسير خلف الشائعات وأن نتيقن وننثبت دائما من الحقائق، حيث يعمد أهل الشر دائما إلى بث الشائعات والأكاذيب وألا ننساق خلف جماعات الهدم التي لا تريد لنا ولا لوطننا خيرًا، وهنا يأتي دور العلماء والمفكرين والكتاب والإعلاميين في بناء الوعي الرشيد.

3- ن نعمل بكل قوة على النهوض بمجتمعنا ووطننا علميا وثقافيا واقتصاديًا بمزيد من الجهد والعرق والعمل والإتقان، فقد حثنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على العمل وإتقانه ، فقال : "من بات كالا من عمله بات مغفورا له"، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : "إنّ الله تعالى يُحِبُّ إذا عمل أحدكم عملا أن يُنقه". فعلی شبابنا أن بدرك أن الوعي الحقيقي هو البناء لا الهدم، والإعمار لا التخريب وعليهم أن يقتحموا الصعاب، وأن يواجهوا التحديات بعزيمة قوية، وروح وثابة نحو البناء والتعمير وعمارة ،الكون وحب الخير للناس جميعا، مؤمنين بحق الجميع في الحياة الكريمة، بغض النظر عن الدين أو اللون أو الجنس أو العرق. وإننا لتدعو إلى حقن الدماء وعدم ترويع الأمنين، آملين أن يستيقظ ضمير البشرية قبل فوات الأوان، لنعمل جميعًا على إحلال السلام الإنساني محل الدمار والقتل والتخريب.

 

Dr.Randa
Dr.Radwa