دكتورة جميلة زجاي أستاذ النقد المسرحي بجامعة تيبازة بالجزائر زميلة اعتز بها جدا ، تقوم بأنشطة ثقافية وعلمية في بلادها ، امتدت إلى الوطن العربي الكبير فكثيرا ما التقينا في القاهرة والجزائر وعدة عواصم عربية في مهرجانات ومؤتمرات علمية حول المسرح  والأدب، فكانت دائما على العهد بها باحثة دقيقة في كل ما تكتب وتقول، صاحبة رأي ورؤية ثاقبة ،صديقة ودودة مرحبة وكأننا لا نفترق سنوات بل أيام .

 مؤخرا أهدتني أحدث ما صدر لها كتاب حول علم من أعلام المسرح في موطنها العزيز الجزائر بلد الأبطال ، كتابها حول فنانة رائدة وحمل عنوان " صونيا ... عنقاء المسرح الجزائري نضال وتحد " الصادر عن دار منشورات الوطن اليوم عام 2019 .

يحمل الكتاب سيرة فنانة حازت مكانة في تاريخ الفن ببلادها تبلورت فكرة الكتاب كما تذكر كاتبته (امتثالا لما اتفقت عليه لجنة سيدات المسرح العربي مع الهيئة العربية للمسرح خلال عام المرأة في المسرح العربي 2012) .

نظمت د جميلة زجاي الكتاب في فصلين ، الأول حمل عنوان "عبق من سيرة اخت رجال المسرح الجزائري "  توقفت به حول سيرة الرائدة التي يعود مولدها إلى مطلع الخمسينيات حين كان وطنها الجزائر يسير في مسيرة التحرير عن المستعمر، صونيا اسمها الأصلي سكينة مكيو ولدت في مدينة بلليلية بولاية جيجل الساحلية . والرحلة لم تكن سهلة بل شاقة حيث سارت صونيا بين دروب التقاليد العتيقة وبين أنات وطن يرنو إلى التحرر والاستقلال ، فاختارت أن تسير مع مسيرة الوطن بالتحرر من الاستعمار وتحررت  هي من قيود الأفكار القديمة والموروث المعوق , درست صونيا المسرح بالمدرسة العليا للفنون الدرامية بالعاصمة ، ثم اندمجت في التمثيل بالتمثيل باللغتين العربية والفرنسية لأكثر من عشرين مسرحية .

والفصل الثاني حمل  عنوان "قراءة فسيفسائية في أهم أعمال الفنانة صونيا في الإخراج المسرحي."  

تتوقف فيه الكاتبة عند مرحلة العمل الشاق الذي خاضته صونيا لتقديم مسرح في كل أنحاء الجزائر مع جيلها العظيم ، محمد بن قطاف وزياني الشريف عياد وعبد القادر علولة وعزالدين مجوبي وفضيلة عسوس وعمر فطموش وليندا سلام ومراد السنوسي وأجيال تالية صفحات مشرفة ونضالية من تاريخ المسرح الوطني . والحقيقة إن الكتاب ألقى الضوء على مسيرة سيدة مسرح قديرة مثلت وأخرجت باللغتين العربية والفرنسية وشاركت كثير من أبناء المهنة على مستوى الوطن العربي الكبير أمجاد مسرحية مثل مشاركتها في المسرحية الهامة " ألف حكاية وحكاية في سوق عكاظ " مع نضال الأشقر والطيب الصديقي.

ومن إضافات الكتاب للقارئ العربي ، الحكي عن ألم وخوف فترة الاغتيالات لرجال المسرح على محبتهم وتفانيهم للوطن وتلك الأيام العصيبة التي عاشوها.

الحقيقة الكتاب جهد كبير لباحثة وأستاذة قديرة يمثل مع كتب أخرى للمؤلفة د جميلة زجاي إضافة للمكتبة العربية إلى جانب ما صدر لها من قبل مثل : الدليل العربي للمسرح المدرسي ، مسرح الطفل العربي بين التقليد والتجديد ، البنى السردية وروافدها في الخطاب الروائي عند السيد حافظ . كما قدمت د جميلة للمكتبة العربية عدة كتب ونصوص مسرحية مترجمة عن الفرنسية ، ولديها عدة نصوص مسرحية يقلمها مثل "خيط رفيع – لوين البهجة – صار هذا وبين كلثوم " .