أشاد الإعلامي حمدي رزق في مقاله المنشور بالمصري اليوم بتكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي المجند أحمد إدريس صاحب فكرة شفرة أكتوبر مستلهما منه دعاء وتوصيتين.
أما الدعاء فكان للرئيس السيسي حيث كتب نصا “الله يكرمك يا سيسي” حيث استن الرئيس سنة حسنة منذ توليه المسئولية بتكريم وإبراز أبطال حرب أكتوبر من أصحاب الرتب الصغيرة بل ومن الجنود وهو تأسيس لمبدأ أن مصر لا تنسى ابناءها وتقف ممتنة أمام عظيم فضلهم.
أما التوصية الأ,لى فكانت لكلية الفنون الجميلة وأن عليها واجبا بتخليد ذكرى هؤلاء الأبطال بإقامة تمثال لهم يظل يشير لنا ولأبنائنا ومن بعدهم أحفادنا بعظمة الوفاء للوطن والتضحية من أجله ،والتوصية الثانية لوزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي حيث تمنى الكاتب عليه أن يخصص في كتب مناهجنا صفحة تتم تكريم الرئيس وتبني الانتماء لدى أجيال تحتاج إلى ترسيخه في نفوسهم فقصة عم إدريس نبتت فى نفوس متوهجة بالوطنية، هذا جيل رضع لبن الأرض الطيبة، وضحى، ولم يطلب جزاءً ولا شكوراً، راضون بالمقسوم، وفى أنفسهم قناعة، تحسبهم أغنياء من التعفف على حد وصف الكاتب.
وإلى نص المقال:
واستقبله الرئيس، وصافحه، وكرمه، وزاد بتقبيله عرفاناً، لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل، تكريم الرئيس للبطل المصرى النوبى، أحمد إدريس، صاحب فكرة شفرة حرب أكتوبر، يبرهن على أن ذاكرة مصر حية، لا تنسى أبطالها، وتقف إجلالاً واحتراماً أمام عظيم فضلهم، وأن كل بطولة تُضاف إلى سجل هذا الشعب العظيم دون تمييز بين عرق ولون ودين، مصر سبيكة مسبوكة من عظام كل هؤلاء، شعب طيب الأعراق.
هذا البطل يشرّف أمة، ولو هناك مثّال فى إلهام وعبقرية الفنان محمود مختار لنحت من حجر الجرانيت الوردى وجه هذا البطل العظيم، ولو أحسن محافظ أسوان، اللواء مجدى حجازى، لأطلق اسمه على الميدان الكبير، يتوسطه تمثال ينحته مثّال شاب، يصير اسمه «ميدان العم إدريس».
لا يكفى أن يتكفل الرئيس والقوات المسلحة بتكريم الأبطال، عدد الأبطال من رجالات هذا الشعب يسد عين الشمس، ولو استفاقت كلية فنون جميلة لجعلت من تمثال العم إدريس مشروع التخرج لفنان شاب، يبدع فى نحت وجه جده العظيم.
ومنين نجيب ناس لمعناة الكلام يتلوه، 44 عاماً ونحن عنه غافلون، الله يكرمك يا سيسى كما أكرمت البطل فى شيخوخته، أظن العم إدريس اليوم سعيدا، فلتهنأ يا أبانا بالتكريم الرئاسى، ويكفيك فخراً أن قدمت لجيشك ووطنك ما أعانهم على تحقيق النصر العظيم، وليسعد أحفادك ببطولتك، وليعلموا أن هذا الجد العظيم كان ملهماً يوم تحقق النصر.
سعى مؤسسة الرئاسة وقيادة القوات المسلحة للتنقيب عن أبطال النصر كل عام خليق بالاحترام، وتقديم هؤلاء الأبطال إلى شباب هذا الوطن نموذج ومثال، واستصحاب هؤلاء الغُرّ الميامين فى رحلة المستقبل ضرورة قصوى، من ليس له ماضٍ ليس له حاضر ولا يتحدث عن المستقبل.
قصة العم إدريس خليقة بالتوقف وتبين أن الإسهام الوطنى ليس حكراً على القادة، بل حرب أكتوبر كملحمة مؤلفة من أفكار خلاقة نبتت فى نفوس متوهجة بالوطنية، هذا جيل رضع لبن الأرض الطيبة، وضحى، ولم يطلب جزاءً ولا شكوراً، راضون بالمقسوم، وفى أنفسهم قناعة، تحسبهم أغنياء من التعفف.
أنا جندى مجند فى حرب أكتوبر، جملة يملؤها الفخر والفخار، ثلث مليون بطل مصرى عبروا القنال، لكلٍّ نصيب من المجد، منهم مَن قضى نحبه راضياً، ومنهم مَن ينتظر تكريماً يضاهى تكريم العم إدريس، يوم تكريمه أحسوا جميعاً بالرضا، جيل الحرب يوماً، عام الإخوان المشؤوم، أحس بالنكران والجحود، واليوم يحس بالرضا والاعتبار، والاعتبار للكبار من شيم الكبار.
يوماً كانت فى الميادين مسلات صغيرة منقوشة على حجرها أسماء الشهداء، أسماء مَن بذلوا دماءهم فى سبيل العزة والكرامة، ولكن عوامل التعرية هبت على الذاكرة المصرية، ولولا سجلات القوات المسلحة، التى تحتفظ بفخر بأسماء الشهداء، لفقدنا ما تفخر به الأمم العظيمة من بذل وتضحية وفداء.
لو تمنيت على الدكتور طارق شوقى، وزير التعليم، أن يخصص صفحة لعم إدريس فى كتاب التربية الوطنية، صفحة بعنوان: «بطل من الجنوب»، وكم فى الجنوب من بطولات تستحق أن نسجلها نحن أهل الشمال، فى الجنوب جواهر سمراء، أجمل الجواهر هى الجوهرة السمراء.. غالية قوى.