كانت معركة كبيرة حقا تلك التى نشبت بين كوكب الشرق أم كلثوم والموسيقار الشاب محمد الموجى عام 1964 ووصلت لساحات المحاكم وكان من نتيجتها أغنية رائعه لازلنا نستمتع بها حتى اليوم الا وهى "للصبر حدود"

ورفعت كوكب الشرق أم كلثوم القضية على الملحن محمد الموجي.. ليه؟ لأنه تقاضى منها مبلغ "300 جنيه" تحت حساب تلحين أغنيتين لها، لكنه تغاضى عن العمل حتى انتهت مدة العقد.

وسألت الموجي عن الحكاية فقال لي: “منذ أكثر من عامين، تعاقدت مع السيدة أم كلثوم، على تلحين أغنيتين وتقاضيت بعد توقيع العقد مبلغ 300 جنيه، كدفعة أولى تحت الحساب.. وأعطتني أغنيتين هما لا يا حبيبي، وحيرت قلبي، وللأسف لم تعجبني كلمات الأغنيتين مع احترامي لمؤلفيهما.. وقلت رأيي هذا للسيدة أم كلثوم.. وأصرت على موقفها، رغم وحاشة الكلام، وصممت أنا على رأيي فأنا برضه فنان، وعندي إحساس”.

وأضاف: “الدليل أن الأغنيتين لم تنجحا النجاح المأمول ككل أغنيات أم كلثوم، وهذا يرجع إلى ضعف كلمات الأغنيتين..  ودي أم كلثوم ولازم الواحد يقدم حاجات كويسة وفي مستوى عالي معها.. ومع الأسف السنباطي بيقدم ألحانه لأم كلثوم لمجرد تخليص عقود.. والمهم رجعت الكلام للست وطلبت منها كلام تاني ما سألتش فيه.. ومن جهتي عملت اللي عليّه”.

وتابع: “مرت الفترة المطلوبة.. واتهمتني بأنني تعمدت الإهمال حتى تمر المدة والطش المبلغ.. وذهبت إليها ومعي الصديق أحمد الحفناوي، واتصافينا، وقالت لي بالحرف الواحد: يا محمد اعتبر العقد اللي بينا كأن لم يكن وهات اللحن والكلام اللي يعجبك.. وبعدها كلفت المؤلف محمد حلاوة بوضع كلمات أغنية لأم كلثوم.. ثم نمت في لحنها فترة طويلة، وأنا أضع في ذهني أنني ألحن لأم كلثوم والأغنية هي "لو نسيت الذكريات اسأل الصيف اللي فات"، وذهبت إليها وكلي أمل في أن يحوز اللحن القبول.. لكنها اعترضت على كلمات الأغنية.. وطلبت من مؤلفها تعديل بعض الكلمات، وقام من جانبه بهذا العمل.. لكنها عادت ورفضته مرة ثانية رغم أن الكلام كويس جدا، ولم يكن الأمر فى يدى.. فاضطررت لإهمال الأمر بعد أن طلبت منها أن تختار الكلمات التي تعجبها فإذا وافقتني قمت بتلحينها.. لكنها مع الأسف الشديد، بدلا من أن ترسل لي كلمات الأغنية.. أرسلت لي مُحضرا”.

ذهب الموجي للمحكمة، وعندما وقف أمام المنصة سأله القاضي

- لماذا لم تنه اللحن في الميعاد المحدد؟

فرد:

- أحكم علي بالتلحين

- حكمنا عليك بالتلحين

- نفذ الحكم

- إزاي؟

- افتح رأسي وأخرج اللحن.

- عندك حق يا موجي.. سأحفظ القضية وأنت حر مع أم كلثوم.

خرج الموجي من المحكمة للست، وقبل أن يعاتبها؛ ردت بذكاء: شوفت عرفت أجيبك ولا لأ؟! فضحك وتصافيا، والتقيا واتفقا وأثمرت اللقاءات عن الآغنية الجميلة الخالدة "للصبر حدود".

ولم تنته القصة عند هذا الحد، فبعد أن قُدم اللحن لها، اعترضت على طريقة تلحين مقطع: “ماتصبرنيش ماخلاص أنا فاض بيا ومليت.. وطلبت منه إعادة تلحينه، فرفض الموجى، وترك عوده في ڤيلتها على نيل الزمالك، وانصرف، ليعتكف في منزله، حتى ذهب إليه أحمد الحفناوي، وعبده صالح، واقنعاه بالذهاب للست ولن يندم؛ فسمع لهما وذهب إليها؛ وانتهى الإشكال بموافقة أم كلثوم على غناء المقطع كما لحنه الموجي، ونجحت الأغنية نجاحا كبيرا، وأخذ المقطع الذي رفضته أم كلثوم في البداية أعلى سوكسيه وتصفيق من الجمهور.