أدلى قداسة البابا تواضروس الثانى بحديث صحفى لمجلة «المصور» يوم ١١/١/٢٠١٧ بمناسبة عيد الميلاد المجيد.. وفى سؤال حول تجديد الفكر الدينى المسيحى قال البابا: إن الأمر فى الكنيسة لا يحتاج إلى هذا التجديد أو التصحيح لأن الأمور منضبطة وبها التزام فلا يستطيع رجل الدين أن يعلم كما يريد، ولكن ما نحتاج إليه هو الوسيلة والأسلوب، الذى يتم توصيل هذا الفكر به، ولكن دعوة الكنيسة فى مؤتمرات تجديد الفكر الدينى ليس مقصودًا بها الفكر الدينى المسيحى، ولكن المقصود هو تصحيح الفكر الدينى الإسلامى فقط، وهنا ما قصده قداسة البابا، وما يريد أن يقصده هو أن الفكر الدينى المسيحى فى الكنيسة الأرثوذكسية المصرية لا يحتاج إلى تجديد أو تصحيح، فهو الحق المطلق والحقيقة، التى لا تحتاج إلى تفكير أو نقاش، كما أنه قد خلط بين الفكر والخطاب. فالوسيلة والأسلوب، الذى تكلم عنه هو ذاك الخطاب والوسيلة والطريقة، التى يتم بها نقل الفكر الدينى للمتلقى.
أما المفكر هو فكر واجتهاد وتفسير وتأويل النص الدينى.. فالنص واحد وثابت، ولكن التفاسير والاجتهادات متغيرة ومتباينة ودليل ذلك فالإنجيل واحد، ولكن لوجود تفاسير عدة مختلفة، بل متباينة وجدنا طوائف عدة وبلا عدد فى المسيحية أهمها الكاثوليكية والأرثوذكسية والبروتستانتية، والقرآن واحد ومع ذلك نجد سنة وشيعة، ونجد ذلك الصراع الدائر الذى يأخذ شكلًا سياسيًا بينهما وما نجده الآن فى المنطقة والصراع بين إيران والسعودية خير دليل. وذلك الصراع لم تخلُ منه السلعة المسيحية فقد وجدنا ذلك الصراع القاسى بين الكاثوليك والبروتستانت فى القرن السابع عشر ما بين ١٦١٨ - ١٦٤٨ فلمدة ثلاثين عامًا تم نقل ملايين من البشر باسم الدين المسيحى السمح الداعى إلى الحب والمحبة، ومازال الصراع فى أيرلندا يؤكد ذلك، كما أنه ولو ناقشنا الأمر بعموميته فى إطار تصحيح الفكر الدينى، وليس الخطاب الدينى، فهذا الفكر الذى يتلقاه المتلقى المسلم لاشك فهذا الفكر يؤثر فى العواطف ويشكل الفكر ويغذى العقل ويتعامل مع الأمر على أرضية الحقيقة المطلقة، التى تصل إلى درجة القداسة.. وما نرى من ممارسات إرهابية تتستر وتندثر بفكر إسلامى غير صحيح رافض للآخر المسلم، فما بال بغير المسلم ما يؤكد ذلك
تابع التفاصيل في العدد الجديد في المصور الموجود حالياً في الأسواق .