فازت المرشحة الفرنسية أودري أزولاي، برئاسة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونسكو»، بعد حصولها على 30 صوتا، مقابل 28 صوتا للمرشح القطري حمد بن عبد العزيز الكواري.
و«أزولاي» تم تعيينها بالوزارة الفرنسية في فبراير من العام الماضي، وهي ابنة مستشار ملك المغرب محمد السادس أندري أزولاي، الذي ينتمي إلى الأقلية اليهودية بالمغرب، متولي شئون حوار الأديان، ولا تنتمي أودري إلى أي حزب سياسي في فرنسا.
البداية
هي من مواليد مدينة الصويرة، في 4أغسطس 1972، 45 عامًا، حاصلة على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من المملكة المتحدة، وجذورها مغربية.
تخرجت أودري عام 2000 من المدرسة الوطنية للإدارة، إحدى أعرق المدارس الفرنسية، ثم حصلت على شهادتها الجامعية من جامعة باريس دوفين، حيث درست العلوم السياسية.
الصدفة
عينت "أودري" مستشارة للرئيس الفرنسي السابق، فرانسو أولاند، عن طريق الصدفة، فحسب مجلة "ليكسبريس" الأسبوعية الفرنسية، فإن أولاند تعرف عليها خلال رحلة قام بها في أبريل، عام 2014، للمكسيك، حيث كانت أزولاي ضمن الوفد المرافق له، وقرر تعيينها مستشارة له في قصر الأليزية، مسئولة عن الثقافة والتواصل فى عهد أولاند بين عامي 2014 -2016، ثم تولت حقبة الثقافة، في وزارة مانويل فالس منذ فبراير 2016-حتى مايو 2017، ثم تولت وزارة الثقافة.
وتعتبر "أزولاي" ثالث وزيرة من أصل مغربي في الحكومة الفرنسية، إلى جانب وزيرة التربية نجاة فالو بلقاسم ووزيرة الشغل مريم الخمري.
قبل الأليزية
قبل أن تدخل "أزولاي" قصر الأليزية عملت قاضية في محكمة مراجعي الحسابات، وكانت رئيسة مكتب قطاع الإذاعة العامة في هيئة تنمية وسائل الإعلام في الفترة ما بين 2000 – 2003، ثم انضمت في عام 2003 إلى المركز القومي للسينما (CNC) ومنه أصبحت المديرة المالية، ومن ثم تقلدت مسئوليات المندوبة العامة للقطاع السمعي البصري والرقمي.
ترشيح مثير للجدل
عندما أعلنت فرنسا فجأة عن ترشيح وزيرة ثقافتها ذات الأصول اليهودية المغربية، أودري أزولاي لهذا المنصب، اعتبره عضو مجلس الشيوخ في اللجنة الوطنية الفرنسية لـ«يونسكو» جويل جاريو مايلام إهانة للدول العربية بشكل خاص، باعتبار أن العرب لم يحصلوا على هذا المنصب طيلة حياتهم، وكانوا يأملون هذه المرة في الفوز به، خصوصا بعد التمسك بالالتزامات الأخلاقية التي تهيئهم لهذا الفوز على الأقل من قبل فرنسا، والذي اعتبره البعض خطأ دبلوماسي من الرئيس السابق فرانسوا أولاند، داعية إياه لسحب الترشيح، لأن الدولة التي تستضيف مقر «يونسكو» على أرضها ليست في حاجة نهائيا إلى رئاسته.
تأهل مبكر
بدأت "أوزولاي" خطوات التأهل لهذا المنصب، منذ ثماني سنوات، كما أنها فى إبريل 2014، اشتركت فى عملية حصر التراث غير المادي بفرنسا، وفي نوفمبر 2015 نظمت أمسية رائعة في إطار حملة لتطبيق مشروع الإنسانية برعاية جيرار لارشيه، رئيس مجلس الشيوخ، ولعل كل ذلك يؤهلها وبقوة للفوز بالمنصب، خصوصا أن «أزولاي»، هي الأصغر سناً بين المتقدمين التسعة للمنصب، إذ لا يتجاوز عمرها 45 عاماً، فمعيار السن أصبح الآن مطلباً ملحاً.
تهمة التزوير
قالت صحيفة "لوبنيون"، في تقرير لها، إن وزيرة الثقافة أزولاي، المرشحة للمنصب الأممي، تواجه دعوة قضائية بتهمة التزوير في وثائق عامة تعود لعام 2007، إذ كانت المسئولة آنذاك عن المركز القومي للسينما والصور المتحركة، وتشمل القضية عدد آخر من قادة المركز.