الأحد 2 يونيو 2024

يا بركة.. دعاء المصريين!!

14-10-2017 | 00:33

بقلم –  أكرم السعدنى

يوم الأحد الماضى وفى تمام الساعة السابعة والنصف تماما وحتى العاشرة من نفس اليوم فى هذه الفترة الزمنية الصعبة من تاريخ الأمة أصيب البعض بنوبات قلبية وآخرون بالضغط ارتفاعا وانخفاضا ودخل مرض السكر على الخط ومات بالتأكيد ناس بالسكتة الكروية أو بجلطة سكنت الرأس أو عطلت القلب فقد دخلنا فى حالة شد عصبى لا مثيل لها.. بالتأكيد هذا الفريق حرق دمنا جميعاً لم يخلق فرص تهديف حقيقية ولم يتناقل الكرة إلا فى اتجاه مرمانا، ولكن فى اتجاه مرمى الخصم يصيبه عمى حيسى.. وقد اخطأ دفاع الفريق الخصم وضيع نجم دفاعه كرة خطيرة للولد الوحيد صاحب الفرحة وصاحب البهجة محمد صلاح اقتنصها ببراعة بذل مجهوداً خرافياً لكى يلحقها قبل النمر الأسود الذى يحرس المرمى ويحرز صلاح هدفا قاتلاً ظن الأفندى كوبر أننا صعدنا به إلى كأس العالم..

 

فنام جميع أعضاء الفريق الكروى وتحولوا إلى مشاهدين، ولكن من على البساط الأخضر، حتى جاءت فرصة للفريق الضيف الذى كان يلعب وكأنه صاحب البيت وعلى ملعبه ووسط جمهوره وكأنه لو فاز على مصر لن يدخل كأس العالم، ولكنه سيدخل التاريخ الكروى من أبوابه الواسعة.. عيال كما الغزال الإفريقى يرمحون من الدقيقة الأولى وحتى الدقيقة الأخيرة وكأنهم فى فسحة لا يحل بهم تعب ولا يصيبهم إرهاق والواد من دول يقطع الملعب من المرمى إلى المرمى ولا تفارقه الابتسامة، بينما أولادنا يزحفون وراء الكرة وينامون ويتمرمغون على أرض الملعب لكى يستخلصوها من أقدام العمالقة السوداء.. بالطبع كانت لنا ضربة جزاء، لكن الحكم الإفريقى يتصور أنه لكى يكون عادلاً فإنه لابد وأن يلعب ضد أصحاب الأرض ويغيظ الجمهور ويظلم الفريق صاحب الأرض وعليه فقد تغاضى الحكم عن أخطاء كثيرة.. نسيناها وغفرناها له بعد أن أحرز محمد صلاح الهدف الأول، ولكن العيال الشياطين احرزوا هدفاً أسطورياً.. لو لم يدخل شباك الحضرى أقسم لكم برأس جدى الأكبر السعدنى عثمان.. كان الحكم سيحتسب ضربة جزاء، لأن اللاعب تبعنا قام بعرقلة صريحة للاعب إفريقى ضبطه أمام مرمى الحضرى ولم تنفع كل محاولات منعه من الوصول إلى الكرة.. أو وصول الكرة إليه.. ولكن زميلا له من الفريق الافريكانى.. لعب الكرة على الطاير فلم يستطع الحضرى أن يفعل معها أى شىء سوى مشاركتنا الفرجة على الكرة وهى تدخل المرمى كما الصاروخ الجو.. جو ولم يعد متبقيا من عمر المباراة سوى دقيقتين ونصف.. هنا وكنت أشاهد المباراة مع أولادى محمود وحسام وسيف تماسك ابنى الكبير أعصابه وتركنا حتى لا نرى انفعالاته فقام بتكسير كل ما وصلت إليه يداه فى غرفة نومه بينما دخل سيف الصغير فى نوبة بكاء لا تنتهى.. وسقط حسام على أرضية غرفة المعيشة وهو يصرخ.. صدرى.. صدرى.. نسيت المباراة واتجهت إلى الأولاد وجلبت شنطة الإسعافات الأولية وأخرجت المهدئات من جيبى وناولت حسام بخاختى الفانتولين وبلبعت حبتين زناكس.. وأعلن حكم المباراة عن وقت إضافى بلغ خمس دقائق بالتمام والكمال.. هنا أقسمت للأولاد أن الله سبحانه وتعالى سيكتب الفرح لـ ١٠٠ مليون مصرى وجاء الفرح مع الرفعة الجهنمية من الولد الجميل حجازى وهى رفعة بغير رافع، فهى من نوع كليشنكان.. ولكنها هبطت فى المكان المطلوب واستلمها الولد تريزيجيه وتدخل الغشيم ابن الغشيم قلب دفاع الفريق الكونجولى وهنا امتزجت الفرحة بالرعب الأشد.. نعم هناك ضربة جزاء.. ولكن من هو صاحب القلب الحديدى الذى سوف تتعلق الروح والآمال والتمنيات بفردة حذائه.. من هو الشجاع أبو قلب ميت القادر على أن يتصدى لضربة الجزاء ولو ضاعت فهو يعلم قبل غيره ما سوف يحدث لا فى الاستاد فقط، ولكن فى كل شوارع المحروسة كل الأولاد قالوا اللى ح يشوط هو صلاح.. أنا شخصيا خشيت من هذا الأمر لأن صلاح أصبح مثل الموبايل الذى فقد كل الشحن وكان فى حاجة إلى إعادة شحن البطارية كما أنه «أشول» وحارس المرمى يحفظ تماماً المكان الأثير للاعب الأشول ولكن تم اختيار صلاح بالفعل، لكى يتصدى لضربة الجزاء.. هنا غادرت المنزل وأنا أعانى من ضربات قلب اقرب إلى طلقات مدفع رشاش وعدت بعد أن استمعت إلى هتافات الله أكبر.. الله أكبر.. وصويت وعويل.. وصراخ.

تذكرت الولد الشقى السعدنى الكبير عليه رحمة الله عندما ذهبنا إلى كأس العالم منذ أكثر من ٢٨ عاما شد جلبابه الأبيض وجرى ناحية التليفزيون وباس على رأس الولد حسام حسن وهو يمدحه على الطريقة السعدنية فيستخدم كلمات هى فى الأصل للسباب، ولكنها عند السعدنى هى مفردات للمديح.. بارك الله فى حسام حسن ومن هم على شاكلته.. وآخرهم الولد المصرى الجميل المتواضع الواثق الخطى يشوط ملكا متوجا على عرش قلوب المصريين والعرب.. محمد صلاح.