الإثنين 3 يونيو 2024

«جون» شرعى .. لزويل الكرة المصرية

14-10-2017 | 01:00

بقلم –إيمان رسلان 

بعد «الجون» الأول لصلاح أو محمد صلاح هتفت ده زويل ياجماعة اصبروا، وبعد كبسة جول التعادل من الشارع الشمال المفتوح فى منتخبنا وأمام ١٠٠مليون صغار ورضع  وكبار وسيدات ومن فاول شرعى فى منطقة الجزاء أى بنلتى شرعى أحرز زويل الكورة المصرية «جون شرعى» كتب عليه ورقة الزواج للعب مع الكبار فى كأس العالم بروسيا

أذكر أنه فى عام ١٩٨٩ وكنت قد رزقت بابنى الأكبر وكانت المباراة الحاسمة ضد الجزائر، وطبعا لم أذهب للاستاد مع أصدقائى حيث كنت من القلة المندسة من السيدات التى تذهب إليه  وتشجع «ولا يمنع الشتيمة» أيضا وهذا عرف وتقليد للفرجة على الكورة لمن لم يذهب إلى الاستاد فى حياته وأذكر أن بعد الهدف وصعودنا إلى كأس العالم أننى لم أتمالك نفسى، ونزلت أحتفل مع الناس قرب الاتحادية هل تتذكرونها أنا أتذكرها فى كل مشهد، حتى الآن وكبر ابنى وأصبح أبا لأول مرة منذ شهور معدودة وتكرر المشهد الأن في فرحة عارمة للمصريين ليس لنزعة شوفينية وهذا حقنا؛ لأن المصرى فى جيناته وأعماقه لا يشعر بالدونية من الآخرين لأن المصرى صاحب حضارة وتاريخه طويل ولكن لان المباراة وضعتنا فى مكان نستحقه بين الكبار وبفريق جديد الحمد لله (قبضوا على مجدى عبدالغنى) بعد المباراة وحتى ظهوره بعد كده كان «دوبلير»، المهم أنه سيختفى قسريا الآن والبركة فى زويل الكورة المصرية محمد صلاح وهذا ليس تشبيها مجازيا؛ ولكنه واقعى لأن الكرة موهبة وعطاء واستمرار وتدريب شاق وعمل جماعى وخطط حديثة، والأهم ثقة بالنفس هذه هى توليفة النجاح لأن العبقرية مهما كانت وأنت هنا محلى ستجعلك تجتر «خطط حلق الله يسترك» وهو مبدأ أصيل فى الكورة المصرية وبالذات عند المدربين ولأن صلاح كان لديه حلم من الصغر سعى إليه وتحمل من أجله الكثير من المشاق والصعاب ولم يكن الطريق ورديا لذلك التزم بما يحدث عالميا وبالمعايير الدولية فبرزت الموهبة وتألقت، وحق علينا أن نفرح به حتى لو أخذ مليونا ونصف المليون من الجنيهات مكافأة!

كرة القدم لعبة جماعية نرى القديم والجديد، فالحضرى لم يكن فقط حارس مرمى موهوبا وصخرة موجودة وإنما كان قائدا للفريق بالأقدمية وعن استحقاق  كان يدير الملعب من الخلف يعرف مهمته وفعلا فعل ذلك عن حب خاصة حينما كان يطلب من الجماهير أن يعلو صوتها بالهتاف ولا تسكت لأنى عن ثقة أعرف ضغط هتاف المصريين فى الملعب وكفاية هتاف جماعى بكلمة يارب فى نفس واحد تهز الملعب واللعيبة بمن فيهم الكوتش أو المدرب الأرجنتينى مستر كوبر، الذى حفظ نشيدنا الوطنى وردده معنا ولم تتهمه الأرجنتين بالخروج عن ثوابت الوطنية وبأمانة أمس أفضل أداء له فى كل المباريات وتعاطفت معه أولا؛ لأنه من دول العالم الثالث التى نحن منها و لأنه من بلاد ماردونا وميسى حبيب المصريين كما أنه اندمج معنا وأكل( فتة) على الرصيف وجلس على القهوة. 

ولكن أشارك المصريين تحفظهم بعد الوصول إلى كأس العالم فى الموقف من كوبر ليس لأنه مدرب غير قدير فهو كفء ولا نبخس الناس حقوقها ولكن لأنه كبير السن متحفظ إلى حد كبير بينما أغلب دول العالم لديهم المدربون شباب ومن جيل الوسط والاهم مؤهلين بالعلم والدراسات والمصريين فى عصر العلم والتكنولوجيا يشاهدون العالم كله وفرقه ويشعرون أن الاحتكاك بالعالم والخروج إليه هو المعيار الصحيح فالعولمة فى كل شىء ولا يمكن أن نغلق الأبواب علينا كما على طريقة السلف الصالح  هذا هو سر غضب المصريين من الأداء فى أى قطاع أنهم يشعرون أن لديهم إمكانيات حقيقية ولكن تنقصنا الإدارة وتوظيفها من أجل حلم محدد يتشارك فيه الجميع أو الأغلبية، هذا هو سر هتاف المصريين الذى يهز القلوب والعقول بشكل جماعى يارب  كان لها مفعول السحر حتى بعد السكتة الدماغية بهدف التعادل مع الكونغو والذى كان أفضل تجسيد له هو مشهد بكاء الشاب المصرى الذى نقلته كل عدسات العالم. 

هذا الشاب وغيره الملايين وليس الآلاف لديهم حلم بمصر ومستقبلها فبكى تماما كما غضب محمد صلاح بعد هدف تعادل الكونغو ولكن الفارق أن صلاح استرد شعوره سريعا وتماسك رغم أننا نلعب فى الوقت الضائع وأحرز هدف التأهل والصعود له ولنا لأنه كان لديه حلم يشاركنا جميعا به فحق علينا لهذا الفريق والإنجاز أن ننزل نعبر عن فرحتنا إلى ميدان التحرير المكان المقدس نرفع الأعلام ونرقص فهذا شباب لديه حلم ونحن أيضا فطوبى لمن أسعد المصريين وأعاد إليهم الفرحة التى كان الجميع يبحث عنها بهتاف يارب 

يارب من القلب لأن الشعب ده تحمل الكثير من صب فى غير مصلحته! ولأول مرة يكون حبا ف ىمكانه الصحيح ويرضى عنه الشعب وكأن شعوره بفرحة لساعات يقتنصها بدون ضرائب وغلاء والكرة والرياضة أحيانا تصلح أشياء كثيرة تبدو صعبة أتحدث وفى ذهنى مثال أسبانيا الآن وكيف أن كرة القدم تحديدا قد لا تؤدى إلى انفصال فى أسبانيا والسبب أهم وأشهر الفرق عالميا فى الرياضة برشلونة وريال مدريد، فالمظاهرات التى تحتشد هناك تصلح وتصوب ما يفعله السياسيون والانفصاليون. 

مبروك لنا جميعا وياريت بقى نجتهد كثيرا ونعرف أن كرة القدم أصبحت علما وليست فهلوة، وعلينا أن نفتح الأبواب للمصريين للعبور للعالم فى شهر العبور فهذا شعب يستحق وشباب يحمل أملا وطاقة كبيرة للغد، قولوا يارب.