شارك الدكتور رضا حجازى رئيس قطاع التعليم العام فى الملتقى الإقليمي للتربية على المواطنة والقيم العالمية المشتركة لتعزيز العمل العربي الإقليمي والشراكات بمحافظة الأقصر، نيابة عن الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بحضور محمد بدرمحافظ الأقصر، والدكتورحمد بن سيف الهمامي مدير مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية، والدكتورة جيهان كمال مدير المركز القومي للبحوث التربوية والتنمية، والدكتورصلاح غنيم مدير الأكاديمية المهنية للمعلمين، والسيد طه بخيت مدير مديرية التربية والتعليم بالأقصر.
أعرب حجازي في كلمته عن سعادته بالمشاركة في حضور هذا الجمع الكريم، والذى يضم نخبة متميزة من السادة الخبراء والعلماء والباحثين والمفكرين والمهتمين بالتعليم، مؤكًدا على دور القائمين على إدارة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) كأحد أهم الشركاء الداعمين لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في العديد من قضايا التعليم.
قال حجازى إن هذا الملتقى يهدف إلى دعم التربية على المواطنة والقيم العالمية المشتركة؛ انطلاقًا من الإيمان الكامل بمسئولية الوزارة في ترسيخ مبادئ المواطنة وقبول الآخر؛ لتقوية الحس الوطني للطلاب، وغرس قيم المواطنة، والتعايش السلمي، وقبول الآخر في أذهانهم، مؤكدًا على أن الوزارة تسعى بخطى حثيثة نحو إكساب المتعلمين المعرفة وملكتي الفهم والتفكير النقدي فيما يخص القضايا العالمية وتعزيز مفهوم الترابط، والتكافل فيما البلدان والشعوب؛ بحيث يشعر المتعلمون بالانتماء إلى إنسانية مشتركة يتبادلون فيها القيم ويتقاسمون المسؤوليات ويتمتعون بالحقوق ويحترمون الاختلافات والتنوع؛ لبناء عالم يتسم بالمزيد من السلام ومقومات البقاء.
وأوضح حجازى دور منظومة التعليم قبل الجامعي في مصر فى تعزيز المفاهيم الأساسية وغرس السلوكيات التي ترتكز على الفهم الصحيح للهوية بطياتها المتعددة وغرس تلك الثقافة داخل مجتمع التعلم؛ لمواجهة التحديات والعقبات التي تواجه منظومة التعليم قبل الجامعي، لافتًا إلى دور المركز القومي للبحوث التربوية والتنمية من خلال ما يقوم به من إعداد بحوث حديثة مبنية على دراسات عملية تقدم لصانع القرار حلولاً مبتكرة للمشكلات التي تواجه التعليم، وتدعم تحقيق الأهداف المرجوة، وتخدم الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة على وجه أخص.
وأضاف حجازى فى كلمته أن هذا الأمر ينعكس بشكل إيجابي على تحقيق أهداف تطوير التعليم بكفاءة وفعالية، مشيرًا إلى حرص الوزارة على اتخاذ العديد من الإجراءات التي من شأنها تحقيق هذا الهدف، موضحًا أن هذا يظهر في الخطة الاستراتيجية للوزارة وفي برامجها التنفيذية.
كما أكد حجازى على أنه تم تضمين المناهج الدراسية الحالية بمختلف مراحل التعليم قبل الجامعي أكثر من خمس وعشرين قضيةً تركز بشكل رئيسى على تناول الشخصيات الوطنية، ونبذ العنف، والمواطنة الفعالة، واحترام وقبول الآخر، والدعوة إلى التماسك المجتمعي، والعدل، والمساواة، وكلها قضايا ذات أهمية كبرى تؤثر فى بناء المجتمعات ونهضتها.
وأشار حجازى أن الوزارة خلال الفترة الراهنة تقوم بإعداد ثلاثة كتيبات للأنشطة للصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية ترتكز على مجموعة من القيم، وهي: التسامح، والتعاون، والمواطنة وقبول الآخر، والسلام مع النفس، واحترام الذات، واحترام العمل ومواعيده وأخلاقياته، والولاء، والانتماء للوطن، وذلك من منطلق إيمان الوزارة بأن التربية منذ الصغر على تلك المفاهيم هي الضمانة الأساسية لتعزيز مفهوم المحبة الوطنية، وتنشئة جيل متزن، راسخ العقيدة، متسامح مع نفسه ومع الآخرين .
كما ناشد حجازى الجميع بالتحرك في إطار عمل مشترك واضح ومحدد المعالم يسعى إلى ترسيخ مبادئ المواطنة العالمية، ويعمق الشعور بالهوية.. جيل يستمتع بحقوق محددة، ويلتزم بما عليه من واجبات ومسئوليات، مؤكدًا على أن مستقبل بلدنا الحبيب مصر يحمل غدًا مشرقًا برياح النجاح والأمل، فمعًا نستطيع أن نتجاوز التحديات والعقبات التي تواجه التعليم قبل الجامعي في هذا الوطن.
وفى ختام الكلمة شدد حجازى على أن يخرج هذا المؤتمر بالنتائج المرجوة منه في تخريج متعلــم قــادر علــى التفكيــر، يتمتع بالشــخصية المتكاملــة، ومؤهل فنيًّا وتقنيًّا وتكنولوجيًّا، فضلاً عن كونه مواطنًا معتــزًّا بذاتــه، ومســتنيرًا، ومبــدعًا، ومســئولاً، وقابــلاً للتعدديــة، يحتــرم الاختــلاف، ويقبل الآخر، متفهمًا لركائز المواطنة العالمية، ويستطيع أن ينافس مــع الكيانــات الإقليميــة والعالميــة، وذلك في ضوء رؤية مصر 2030.